منظور عالمي قصص إنسانية

فرق أممية تساعد عشرات آلاف اللاجئين الروهينجا بعد اندلاع حريق هائل في مخيم ببنغلاديش

صورة بانورامية للدمار الذي أحدثته النيران التي دمرت مخيم كوتوبالونغ للاجئين في كوكس بازار ببنغلاديش.
IOM Photo
صورة بانورامية للدمار الذي أحدثته النيران التي دمرت مخيم كوتوبالونغ للاجئين في كوكس بازار ببنغلاديش.

فرق أممية تساعد عشرات آلاف اللاجئين الروهينجا بعد اندلاع حريق هائل في مخيم ببنغلاديش

المساعدات الإنسانية

يقوم العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة بإجلاء عشرات آلاف اللاجئين الروهينجا، بعد اندلاع حريق مدمر في مخيم كوتوبالونغ، في كوكس بازار ببنغلاديش، وهو أكبر مخيم للاجئين في العالم.

على الرغم من أن الأرقام الدقيقة لم يتم تأكيدها بعد تشير التقديرات الأولية إلى أن أكثر من 87,000 لاجئ معظمهم من الروهينجا القادمين من ميانمار المجاورة، قد يكونون محاصرين في الحريق، الذي بدأ حوالي الساعة 3 مساءً يوم الاثنين (بالتوقيت المحلي) في موقع 8W من مخيم كوتوبالونغ الضخم.

وقد انتشر الحريق بسرعة إلى مواقع 8E و9 و10. بشكل إجمالي، تأثر حوالي 66 في المائة من السكان، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة الدولية للهجرة (IOM).

وفقا لمجموعة التنسيق الإنسانية المشتركة بين القطاعات (ISCG) في كوكس بازار، تشير المعلومات الأولية إلى أن 15 شخصا فقدوا حياتهم في الحريق، فيما أصيب حوالي 560 شخصا وفُقد أكثر من 400 آخرين.

كما وردت أنباء عن وجود أطفال من بين الجرحى وفصل العديد منهم عن عائلاتهم.

وحُرق مركزان للتغذية ومركز آخر لتوزيع المواد الغذائية يديره برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وأكبر عيادة صحية تابعة للمنظمة الدولية للهجرة في المخيم. وتم إغلاق موقعين آخرين للتغذية تابعين لبرنامج الأغذية العالمي وموقع للقسائم الإلكترونية حتى يتم تقييم الضرر.

وأوضح برنامج الأغذية العالمي أن اللاجئين المتضررين سعوا للحصول على مأوى لدى عائلاتهم وأصدقائهم، فضلاً عن مواقع العبور التي تديرها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

تضم شبكة مخيمات كوتوبالونغ، التي تتشكل من حوالي 26 مخيما فرعيا، أكثر من 700,000 من بين حوالي 880,000 لاجئ من الروهينجا الذين يقطنون كوكس بازار ببنغلاديش.

وفي كانون الثاني/ يناير، أصبح أكثر من 3500 لاجئ بلا مأوى عندما دمر حريق حوالي 550 ملجأ و150 متجرا في مخيم نايابارا، الواقع على بعد حوالي 30 كيلومترا جنوب كوتوبالونغ.

استجابة الأمم المتحدة

موظفو المنظمة الدولية للهجرة في مخيم كوتوبالونغ للاجئين في بنغلاديش. وفي الخلفية، عشرات الآلاف من اللاجئين الذين شردوا بعد الحريق.
IOM Photo
موظفو المنظمة الدولية للهجرة في مخيم كوتوبالونغ للاجئين في بنغلاديش. وفي الخلفية، عشرات الآلاف من اللاجئين الذين شردوا بعد الحريق.

توجه موظفو الهندسة والموظفون الميدانيون في برنامج الأغذية العالمي، بالإضافة إلى فرق المساعدة الغذائية إلى الميدان فور الإبلاغ عن الحريق.

ونشر البرنامج أيضا آلات خفيفة وثقيلة، بما في ذلك خزانات مياه، ومتطوعون للمساعدة في احتواء الحريق ودعم وكالات إدارة الموقع. كما وزع حوالي 6000 كرتونة من البسكويت عالي الطاقة على العائلات المتضررة ليلة الحريق.

ويوم الثلاثاء، بعد يوم من الحريق، قدم برنامج الأغذية العالمي 62 ألف وجبة غداء ساخنة و62 ألف وجبة عشاء ساخنة للمتضررين.

ونشرت المنظمة الدولية للهجرة سيارات إسعاف وفرقا طبية للاستجابة للإصابات ولتقديم الدعم النفسي والاجتماعي. كما تقوم بتوزيع مجموعات من ملاجئ الطوارئ، بالإضافة إلى البطانيات والأضواء الشمسية والناموسيات والجراكن.

فيما حشدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) فرق الإسعافات الأولية والمتطوعين لإجلاء اللاجئين من ملاجئهم. ويساعد موظفو اليونيسف في قسم حماية الأطفال والشركاء الأطفال المحتاجين، بما في ذلك أولئك الذين انفصلوا عن عائلاتهم.

قال تومو هوزومي، ممثل اليونيسف في بنغلاديش، في بيان: "أولويتنا هي تأمين السلامة والأمن والحماية الفورية للأطفال بالتنسيق مع السلطات المعنية وأول المستجيبين والمنظمات الشريكة في مجتمع الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية".

وتشارك الوكالات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والشركاء في المجال الإنساني أيضا في الاستجابة، وتقديم إمدادات الطوارئ ومياه الشرب النظيفة، وتقديم مساعدة إضافية.

أزمة لاجئي الروهينجا

منذ ليلة الحريق، وزع برنامج الأغذية العالمي 6000 كرتونة من البسكويت عالي الطاقة على العائلات المتضررة.
WFP Bangladesh/Nalifa Mehelin
منذ ليلة الحريق، وزع برنامج الأغذية العالمي 6000 كرتونة من البسكويت عالي الطاقة على العائلات المتضررة.

وقد اندلعت أزمة لاجئي الروهينجا المعقدة في آب/ أغسطس 2017، في أعقاب الهجمات على مراكز الشرطة النائية في غرب ميانمار من قبل جماعات مسلحة يُزعم أنها تنتمي إلى مجتمع الروهينجا.

وأعقب ذلك هجمات مضادة منهجية ضد الأقلية، ومعظمهما من المسلمين. وقالت جماعات حقوق الإنسان، بما في ذلك كبار مسؤولي الأمم المتحدة، عن الهجمات إنها ترقى إلى مستوى التطهير العرقي.

في الأسابيع التي تلت ذلك، فرّ أكثر من 700,000 من الروهينجا - غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن - من منازلهم بحثا عن الأمان في بنغلاديش، وليس معهم أكثر من الملابس التي تكسي ظهورهم.

وقبل النزوح الجماعي، كان أكثر من 200,000 لاجئ من الروهينجا يحتمون في بنغلاديش نتيجة لعمليات النزوح السابقة من ميانمار.