منظور عالمي قصص إنسانية

التوزيع العادل للقاحات كوفيد-19: خمس حقائق عن مرفق كوفاكس

عاملة في المجال الصحي في كوت ديفوار تصبح من أوائل الأشخاص الذين حصلوا على لقاح ضد كوفيد-19 عبر مرفق كوفاكس في أفريقيا.
© UNICEF/Milequem Diarassouba
عاملة في المجال الصحي في كوت ديفوار تصبح من أوائل الأشخاص الذين حصلوا على لقاح ضد كوفيد-19 عبر مرفق كوفاكس في أفريقيا.

التوزيع العادل للقاحات كوفيد-19: خمس حقائق عن مرفق كوفاكس

الصحة

بعد السودان وجيبوتي، أصبحت أفغانستان ثالث دولة في إقليم شرق المتوسط تحصل على لقاحات كوفيد-19 عبر مرفق كوفاكس. كوفاكس المعني بالتوزيع العادل للقاحات في طريقه لتحقيق الهدف المتمثل بتقديم ما لا يقل عن ملياري جرعة من اللقاحات خلال عام 2021.

وبحسب الخبراء في منظمة الصحة العالمية، فإن لقاح مرض كـوفيد-19 خطوة كبيرة إلى الأمام في مكافحة العالم لهذه الجائحة. وكما ذكرت المنظمة فإن القضاء على الجائحة لن يتحقق في أي مكان إلا إذا تم القضاء عليها في كل مكان.

ومع التفاوت الهائل في الحصول على اللقاحات بين الدول الغنية من ناحية، والدول متوسطة ومنخفضة الدخل من ناحية أخرى، تشتد أهمية مبادرة كوفاكس.

نستعرض معكم في هذه القائمة خمسة أشياء عن مرفق كوفاكس وأهميته في مكافحة الجائحة:

1) ما مرفق كوفاكس؟

يُعدّ مرفق كوفاكس ركيزة اللقاحات في مبادرة تـسريع الوصول إلى أدوات مكافحة كوفيد-19، التي تقودها منظمة الصحة العالمية وشركاؤها، لتطوير مجموعة من الأدوات لمحاربة فيروس كورونا. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن البرنامج يدعم أسرع الجهود العالمية وأكثرها تنسيقا ونجاحا في التاريخ لمكافحة أي مرض.

من المأمول توزيع ملياري جرعة من لقاحات كوفيد-19 عبر مرفق كوفاكس في عام 2021.
© UNICEF/Ragul Krishnan
من المأمول توزيع ملياري جرعة من لقاحات كوفيد-19 عبر مرفق كوفاكس في عام 2021., by © UNICEF/Ragul Krishnan

والهدف من المرفق هو توزيع ملياري جرعة، خاصة إلى الدول منخفضة الدخل، في عام 2021، وتمنيع 27% من مواطنيها. ولطالما كانت منظمة الصحة العالمية تقول منذ بداية الجائحة: "لا أحد في مأمن حتى يكون الجميع في مأمن".

وكان لدى عدد من البلدان الموارد اللازمة لطلب كميات هائلة من اللقاحات مسبقا، لضمان وقوف سكانها في مقدمة قائمة الانتظار عندما يحصل مصنّعو الأدوية على الضوء الأخضر لتسليم اللقاحات، وحذر خبراء حقوق الإنسان من "اكتناز اللقاحات" وأصرّوا على ضرورة إتاحة اللقاحات للجميع.

2) آلية عمل مرفق كوفاكس

بتمويل من البلدان الغنية والجهات المانحة الخاصة التي جمعت أكثر من ملياري دولار، تم إطلاق مرفق كوفاكس في الأشهر الأولى من الجائحة لضمان عدم استبعاد الأشخاص الذين يعيشون في الدول الفقيرة عندما تظهر اللقاحات الناجحة في الأسواق.

وتتولى اليونيسف، بالتعاون مع منظمة الصحة للبلدان الأميركية التابعة للأمم المتحدة، زمام المبادرة في جهود شراء وتوريد الجرعات. وتشتري حوالي 92 دولة منخفضة الدخل اللقاحات بدعم من كوفاكس، ومن المتوقع أن يتم تطعيم أفقر المواطنين فيها بالمجان.

وأعلن 80 من الاقتصادات ذات الدخل المرتفع تمويل اللقاحات من ميزانياتها الخاصة.

3) أي اللقاحات يتم توزيعها عبر كوفاكس؟

مع نهاية عام 2020، كانت منظمة الصحة العالمية قد جمعت ما يقرب من ملياري جرعة من اللقاحات الحالية والمرشحة للاستخدام في جميع أنحاء العالم. تجميع مثل هذا المخزون الضخم من اللقاحات يعني أن بإمكان منظمة الصحة العالمية أن تقول بكل ثقة أن كوفاكس سيوزع جرعات كافية لحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع البلدان المشاركة في المرفق بحلول منتصف عام 2021.

وسيتم تسليم حوالي 1.2 مليون جرعة من لقاح فايزر-بيوإنتك، الذي يتطلب تخزينا شديد البرودة إلى 18 دولة في الربع الأول من عام 2021، من إجمالي 40 مليون جرعة متفق عليها.

وسيتم تسليم عدد أكبر بكثير - حوالي 336 مليون جرعة - من أسترازينيكا/أكسفورد إلى جميع البلدان التي وقعت على برنامج كوفاكس.

بدأت اليونيسف بتوزيع محاقن تستخدم في توزيع لقاحات ضد كوفيد-19.
© UNICEF/Charles Asamoah
بدأت اليونيسف بتوزيع محاقن تستخدم في توزيع لقاحات ضد كوفيد-19., by © UNICEF/Charles Asamoah

4) أي الدول حصلت على اللقاحات أولا؟

في 24 شباط/فبراير، وصلت 600 ألف جرعة من لقاحات أسترازينيكيا/أكسفورد إلى غانا، ورحبت بها منظمة الصحة العالمية بوصفها خطوة تاريخية نحو تحقيق هدف التوزيع العادل للقاحات حول العالم. وبعدها وصلت شحنة من نصف مليون جرعة من نفس اللقاح إلى كوت ديفوار.

هذه الشحنات الأولى هي جزء من 90 مليون جرعة أولية من المقرر إرسالها إلى دول أفريقية عبر مرفق كوفاكس في النصف الأول من عام 2021، ودعم تطعيم حوالي 3% ممن هم في أمس الحاجة إلى الحماية، بما في ذلك العاملون الصحيون والفئات الضعيفة الأخرى. وفي الأسبوع الماضي، تلقى السودان الشحنة الأولى من لقاحات كوفيد-19، بما يتجاوز 800 ألف جرعة من المقرر توزيعها على العاملين الصحيين ومن تتجاوز أعمارهم 45 عاما ويعانون من حالات صحية مزمنة. كما تلقت جيبوتي حصتها من لقاحات أسترازينيكا/أكسفورد بعد السودان.

وفي نهاية عام 2021، من المأمول، مع إتاحة المزيد من اللقاحات وزيادة سعة الإنتاج، توزيع 600 مليون جرعة، وتلقيح 20% من سكان القارّة الأفريقية.

وفي بداية هذا الأسبوع (8 آذار/مارس) أصبحت أفغانستان أول دولة في آسيا الوسطى تحصل على اللقاحات عن طريق مرفق كوفاكس بعد شحن 468 ألف جرعة من اللقاحات إليها.

يتم تصنيع لقاح أسترازينيكا-أكسفورد في الهند.
© UNICEF/Dhiraj Singh
يتم تصنيع لقاح أسترازينيكا-أكسفورد في الهند., by © UNICEF/Dhiraj Singh

5) ما أهمية مرفق كوفاكس؟

تسبب فيروس كوفيد-19 بخسائر بشرية هائلة، فقد توفي أكثر من مليوني شخص في جميع أنحاء العالم بسبب الفيروس. وتم نقل العديد منهم إلى المستشفى وعانوا من تداعيات المرض. ويهدف كوفاكس إلى وضع حدّ لهذه الخسائر المأساوية في الأرواح.

بالإضافة لذلك، فإن حياة المليارات تعطّلت بسبب القيود على السفر، والإغلاقات وغيرها من التدابير التي وُضعت للسيطرة على العدوى. وفُقدت ملايين الوظائف مع تباطؤ الاقتصاد العالمي، والاضطرابات في الخدمات الصحية، مما جعل من الصعب على المرضى الذين يعانون من أمراض غير مرتبطة بكوفيد-19 تلقي العلاج.

ومن المأمول أن تساهم اللقاحات التي يوفرها كوفاكس في عكس هذه الاتجاهات الضارّة وإعادة العالم إلى طبيعته، مهما كان شكل ذلك.

يقول مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن كوفاكس ليس مجهودا خيريا: في اقتصاد عالمي شديد الترابط، فإن اللقاحات الفعّالة والمتاحة على نطاق واسع في جميع البلدان، هي أسرع طريقة لإنهاء الجائحة، وإطلاق الاقتصاد العالمي وضمان التعافي المستدام.