منظور عالمي قصص إنسانية

في العراق، البابا فرنسيس يركز على نشر قيم السلام والتسامح الديني والمرونة البشرية

البابا فرانسيس (في الوسط) يطلق حمامة تمثل السلام على أنقاض كنيسة ’الحبل بلا دنس‘ للسريان الكاثوليك في الموصل بالعراق.
Vatican Media
البابا فرانسيس (في الوسط) يطلق حمامة تمثل السلام على أنقاض كنيسة ’الحبل بلا دنس‘ للسريان الكاثوليك في الموصل بالعراق.

في العراق، البابا فرنسيس يركز على نشر قيم السلام والتسامح الديني والمرونة البشرية

الثقافة والتعليم

قالت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، إن الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرنسيس إلى شمال العراق حيث أقام الصلاة في كنيسة قديمة دمرها تنظيم داعش، تبعث برسالة واضحة للعالم مفادها بأن "الوئام والانسجام" بين أتباع جميع الأديان هو السبيل الوحيد لتقدم البشرية وازدهارها.

وبعد وصوله إلى العراق يوم الجمعة، توجه البابا فرنسيس في عطلة نهاية الأسبوع إلى الموصل والأماكن المقدسة حيث تعيش الغالبية المسيحية في العراق. وبحسب تقارير إعلامية، دعا البابا الفاتيكان، يوم الأحد، إلى السلام، وصلى بين الكنائس المدمرة لضحايا الصراع مع تنظيم داعش الذي خلف آلاف القتلى المدنيين.

رحبت أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ونورة الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة، بزيارة البابا التاريخية لكنيسة الطاهرة، أحد مواقع مبادرة إحياء روح الموصل التي تقودها اليونسكو.

رمز مميز لملتقى الثقافات

كنسية الطاهرة، التي بُنيت عام 1859 وافتتحت عام 1862، هي رمز أيقوني نسج في تاريخ الموصل. وتقع الكنيسة في قلب المدينة القديمة، التي كانت تحددها سابقاً أسوار المدينة العثمانية على الضفة الغربية لنهر دجلة، مقابل مدينة نينوى القديمة. غرفة الطعام والغرفتان المقدستان ومذابحها المتعددة تميزها عن الكنائس الأخرى التي تعود إلى نفس الفترة.

Tweet URL

في كانون الأول/ديسمبر الماضي، عندما بدأ مشروع الترميم بشكل جدي، قال ممثل اليونسكو في العراق، باولو فونتاني، إن "إعادة تأهيل هذه الكنيسة مهم ليس فقط لقيمتها كتراث ثقافي، ولكن أيضا كدليل على التنوع في المدينة التي تعد ملتقى الثقافات وملاذا سلميا للمجتمعات الدينية المختلفة على مر القرون".

في ذلك الوقت، أضاف الوزيرة الإماراتية نورة الكعبي أنه من خلال جهود الإمارات الإصلاحية مع اليونسكو، لم يكن الهدف فقط إعادة بناء أماكن العبادة المختلفة، ولكن أيضا "تمكين شباب الموصل عبر خلق فرص عمل، وتوفير التدريب المهني والتقني، وتعزيز قدرات الحرفيين في مجال الحفاظ على التراث الثقافي".

الانسجام والتلاحم بين الأديان

وفي البيان المشترك الصادر اليوم، وصفت الوزيرة الكعبي والسيدة أزولاي زيارة البابا لكنيسة الطاهرة بأنها ترسل رسالة واضحة للعالم مفادها بأن "الوئام والانسجام بين أتباع الديانات والتعايش المشترك هو السبيل الوحيد لنهوض البشرية وتقدمها، والطريقة المثلى لمواجهة التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم."

وشددت الوزيرة الإمارتية والمديرة العامة لليونسكو على أهمية زيارة البابا لموقع المشروع في نشر رسالة السلام والأخوة، وإبراز قوة الإنسانية في مواجهة الأفكار الظلامية التي تنشرها المجموعات المسؤولة عن تدمير مسجد النوري وكنيستي الساعة والطاهرة.

وشددتا على أن "زيارة البابا لكنيسة الطاهرة ستعطي القائمين على مشروع إحياء الموصل دفعة قوية لجهودهم في إعمار المنطقة، وإعادتها رمزاً للتآخي والسلام في العراق والمنطقة والعالم."