منظور عالمي قصص إنسانية

مارك لوكوك: من المستحيل منع حدوث مجاعة في اليمن في ظل تقليص تمويل الإغاثة

فضل وفاطمة وأولادهما أمام خيمتهم. عاشت العائلة هنا في مدرسة الفجر، التورة، منذ خمس سنوات بعد نزوحها من مدينة تعز عام 2015.
UNOCHA/Giles Clarke
فضل وفاطمة وأولادهما أمام خيمتهم. عاشت العائلة هنا في مدرسة الفجر، التورة، منذ خمس سنوات بعد نزوحها من مدينة تعز عام 2015.

مارك لوكوك: من المستحيل منع حدوث مجاعة في اليمن في ظل تقليص تمويل الإغاثة

المساعدات الإنسانية

أيد منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارك لوكوك، شعور الأمين العام أنطونيو غوتيريش بخيبة الأمل التي أعرب عنها عقب إعلان نتائج مؤتمر التعهدات لدعم الإغاثة في اليمن.

وقال لوكوك في المؤتمر الصحفي الختامي الذي أدارته السيدة ميليسا فليمنغ، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة التواصل العالمي: "كل ما أريد قوله هو تأكيد وتأييد (ما قاله الأمين العام) إن هذه (التعهدات) لا تحل المشكلة. خاب أملنا في النتيجة. سيكون من المستحيل في ظل هذه الموارد المحدودة الحؤول دون حدوث مجاعة على نطاق واسع في اليمن".

اقرأ أيضا: مؤتمر دعم الاستجابة الإنسانية في اليمن، سباق لإنقاذ الأرواح

في مؤتمر صحفي مع كل من بير أولسون فريد، الوزير السويدي للتعاون الإنمائي الدولي والشؤون الإنسانية، ومانويل بيسلر، مندوب المجلس الاتحادي ورئيس المنظمة السويسرية للمساعدات الإنسانية، اللذين شاركا في استضافة مؤتمر إعلان التعهدات، قال لوكوك إنه ينبغي أن نعود إلى المانحين ونطلب منهم استجابة أقوى قبل فوات الأوان.

من الجانب السويدي، تحدث السيد بير أولسون فريد قائلا نحن فخورون جدا بأننا، مرة أخرى، جنبا إلى جنب مع زملائنا السويسريين، تمكنّا من المشاركة في استضافة حدث التعهد هذا لدعم اليمن، كأصدقاء للشعب اليمني والأمم المتحدة.

وأشار إلى أن النتيجة ربما تكون أفضل مما توقعناه وأفضل مما قدمه المؤتمر عام 2020. غير أنه أضاف:

"ومع ذلك، وكما قال الأمين العام ومنسق الإغاثة، فإن هذا ليس كافياً، فهناك المزيد الذي يتعين القيام به والعمل بحاجة إلى مواصلة".

حاجة ملحة لزيادة الموارد وإنهاء الحرب

وأعرب عن سعادة بلاده لأن العديد من المانحين زادوا دعمهم للشعب اليمني، وقدموا مساهمات مهمة يمكن أن تساعد في إنقاذ الأرواح وتساعد في تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا في اليمن، شريطة أن يتم توزيعها بسرعة:

"كل أسبوع مهم في اليمن. لذا نحتاج إلى رؤية المساهمات التي تم التعهد بها في مؤتمر اليوم، بشكل ملموس. هذه هي الطريقة الوحيدة للمساعدة في إنقاذ الأرواح في اليمن".

وشجع الجهات المانحة التي لم تتخذ قرارا بعد بشأن مساهماتها لهذا العام على دعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن والصندوق الإنساني لليمن، وهما أكثر القنوات فعالية وكفاءة، كما قال، للاستجابة الإنسانية المنسقة التي تلبي الاحتياجات في جميع أنحاء البلاد دون تمييز.

"نحن بحاجة إلى مزيد من الموارد. نحن بحاجة إلى وصول أفضل للمساعدات الإنسانية، ونحتاج إلى إنهاء الحرب".

نتائج صادمة

تهاني، عمرها 38 يوما فقط، تعاني من سوء التغذية الحاد الشديد. نقلتها والدتها إلى مستشفى الصداقة بسبب الإسهال المتكرر وفقدان الوزن المفاجئ.
UNOCHA/Giles Clarke
تهاني، عمرها 38 يوما فقط، تعاني من سوء التغذية الحاد الشديد. نقلتها والدتها إلى مستشفى الصداقة بسبب الإسهال المتكرر وفقدان الوزن المفاجئ.

السيد مانويل بيسلر، مندوب المجلس الاتحادي ورئيس المنظمة السويسرية للمساعدات الإنسانية، أيد ما جاء على لسان لوكوك في المؤتمر الصحفي الختامي، قائلا: "أنا أوافق. النتائج صادمة. لا يوجد سبب للاحتفال بسويسرا".

وفيما أعرب عن الفخر لمشاركة بلاده في استضافة هذا الحدث مع السويد، قال إنه من الصعب مقارنة هذه الأرقام بالعام الماضي والعام الذي سبقه، وخاصة الأعوام قبل 2019، لكن علينا أن نقر أيضا بأن الوضع مختلف.

ومؤكدا ما جاء على لسان الأمين العام في بيانه، قال مانويل بيسلر إن ما قُدم اليوم بمثابة "دفعة أولى".

وقال إن هناك حاجة لتشجيع الجميع، على النظر مرة أخرى في الأرقام المقدمة مقارنة بالوضع السائد في اليمن، مشيرا إلى أن عدة دول أعضاء ذكرت في بياناتها اليوم أنها ستفعل ذلك وأنها ستنظر في تقديم تعهدات أخرى، ومزيد من الأموال خلال العام.

ولفت بيسلر الانتباه إلى أن الرأي اليوم كان موحّدا للغاية، فقد كان جميع المتحدثين البالغ عددهم 53 واضحين جدا في رسائلهم.

وعلى الرغم من أهمية المساعدة الإنسانية، أضاف ممثل سويسرا، فلا يوجد حل إنساني للمشاكل السياسية داعيا في هذا الصدد إلى دعم جهود المبعوث الخاص لليمن وفريقه.

 

هل يمكن درء خطر المجاعة؟

وكان المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، قد ذكر أن هناك حاجة إلى 1.9 مليار دولار على الأقل لإبعاد اليمن عن السقوط في براثن المجاعة. ولم تتلق الأمم المتحدة نصف المبلغ المطلوب -إذ بلغ إجمالي التعهدات في المؤتمر نحو 1.7 مليار دولار، فيما تطلب الأمم المتحدة وشركاؤها 3.85 مليار دولار لخطة الاستجابة الإنسانية للأزمة اليمنية خلال العام الحالي. وسئل مارك لوكوك عن احتمال حدوث مجاعة هذا العام فقال:

"إذا لم يتوفر المال، فستحدث مجاعة أكبر بكثير في نهاية المطاف. هذا ما سيحدث. لذلك، يعتمد الأمر على ما يفعله الناس للوفاء الفوري بالتعهدات التي أُعلنت اليوم".

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إن برنامج الأغذية العالمي وحده بحاجة إلى 1.9 مليار دولار لدرء المجاعة.

"لم نحصل حتى على 1.9 مليار دولار. إذا، أنتم تدركون لا محالة ما قد يتبع ذلك. إذا لم نحصل على المزيد من المال، فستكون هناك مجاعة أكبر بكثير".

من جهته قال الوزير السويدي للتعاون الإنمائي الدولي والشؤون الإنسانية إننا بحاجة إلى بذل المزيد والمزيد من الجهود، مؤكدا التزام بلاده بمواصلة دعم الأمم المتحدة في الجهود الإنسانية الرائدة في اليمن. وأكد الحاجة إلى تقديم مزيد من التمويل خلال العام.

ولكن لمنع حدوث المجاعة بشكل مستدام هذا العام أو العام المقبل أو العام التالي لذلك في اليمن، قال السيد بير أولسون فريد "نحتاج إلى إنهاء الصراع. نحتاج إلى تحمل المسؤولية عن المحادثات التي أجريناها في ستوكهولم قبل بضع سنوات، نحتاج للوفاء بالمسؤوليات حتى نتمكن من تحقيق السلام في اليمن، وهذه هي الطريقة التي يمكننا بها منع المجاعة بشكل حقيقي".

دعوة للسيطرة على الوضع في مأرب

وردا على سؤال حول الوضع في مأرب وما الذي يمكن فعله إلى جانب "الإعراب عن القلق العميق ودعوة الأطراف لوقف الهجوم الشرس على ملايين النازحين وعدم التدخل في توزيع المساعدات"، قال وكيل الأمين العام مارك لوكوك إن العديد من المتحدثين اليوم أعربوا عن قلقهم بشأن ما يحدث في مأرب، مكررا دعوته ودعوة الأمين العام إلى وقف القتال مشيرا إلى أن هناك ملايين المدنيين الضعفاء في المدينة وحولها. وشدد على ضرورة السيطرة على هذا التصعيد الأخير.

وقال إن هناك صعوبات في تقديم المساعدة بسبب معوقات من الأطراف في جميع أنحاء اليمن. وأكد أن الوكالات الإنسانية تواصل عملها وتحاول معالجة تلك العوائق والتدخلات وخطر تحويل المساعدات عن مستحقيها.

هذا وشدد على أن معظم الأموال التي يتم توفيرها تصل إلى الجياع: "نحن نعلم ذلك لأننا نسأل هؤلاء الأشخاص، عما إذا كانوا قد حصلوا على المساعدة أم لا، أكبر مشكلة نواجهها الآن هي أننا لا نملك ما يكفي من المال لتوفير المساعدات".

وقال لا ينبغي لأحد أن يتظاهر بأننا لا نعلم الأسباب التي تجعل اليمنيين يتضورون جوعاً. "إذا كان لدينا المزيد من المال، فسنصل إلى المزيد من الناس. هذه هي الحقيقة الواضحة".

 

لن نتخلى عن اليمن

طفلة تعاني من سوء التغذية الحاد ومضاعفات الحمى والإسهال - الحديدة - اليمن.
UNICEF/Taha Almahbashi
طفلة تعاني من سوء التغذية الحاد ومضاعفات الحمى والإسهال - الحديدة - اليمن.

وخلال المؤتمر الصحفي الختامي، تطرق المندوب السويسري إلى إمكانية إجراء نوع من المتابعة لمؤتمر التعهدات الذي عقد اليوم خلال أربعة أو خمسة أشهر والحاجة إلى حشد التمويل ومواصلة الانخراط في القضية اليمنية.

وبدوره أكد بير أولسون فريد، الوزير السويدي للتعاون الإنمائي الدولي والشؤون الإنسانية، أن بلاده لم تتخل عن اليمن لكن العمل يجب أن يستمر مرحبا بفكرة البناء على ما تم التعهد به اليوم.

وأوضح قائلا: "أعتقد أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل بعض الدول المانحة أقل ميلا إلى التعهد هذا العام. علينا أن ندرك أن العديد من البلدان تواجه تحديات اقتصادية بسبب جائحة كوفيد-19. ومع ذلك، فقد تمكنا من جمع موارد أكثر مما جمعناه في مؤتمر التعهدات العام الماضي".

ودعا إلى النظر إلى الأمور الإيجابية التي حصلت اليوم وهي أن 10 من المانحين قد زادوا من مساهماتهم اليوم، وبعضهم رفع منها بشكل كبير.

ودعا إلى التفاؤل مشددا على أهمية الاستمرار والمتابعة والتأكد من أن يتم التعهد بالمزيد من الموارد على مدار العام.