منظور عالمي قصص إنسانية

كوفيد يسهم في إعادة تجميع صفوف داعش ويغذي التهديدات الماثلة أمام السلم والأمن الدوليين

من الأرشيف: صبي صغير في العراق يقف بجانب سيارة أحرقها داعش.
© UNICEF/Lindsay Mackenzie
من الأرشيف: صبي صغير في العراق يقف بجانب سيارة أحرقها داعش.

كوفيد يسهم في إعادة تجميع صفوف داعش ويغذي التهديدات الماثلة أمام السلم والأمن الدوليين

السلم والأمن

قال السيد فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام لشؤون مكافحة الإرهاب، إن جهود تنظيم داعش لإعادة تجميع صفوفه وإحياء أنشطته اكتسبت زخماً إضافياً في النصف الثاني من عام 2020.

جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن التي انعقدت صباح اليوم للبحث في التهديدات الماثلة أمام السلم والأمن الدوليين الناجمة عن الأعمال الإرهابية.

على الرغم من الأولويات المتنافسة التي فرضتها جائحة كوفيد-19، أوضح فورونكوف، رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب (UNOCT)، أنه من "الأهمية بمكان" أن يبقى موقف الدول الأعضاء مركزا وموحدا من أجل إحباط الإرهاب".

وقال: "في حين أن داعش لم يطور استراتيجية هادفة لاستغلال الجائحة، إلا أن جهوده لإعادة تجميع صفوفه وإحياء أنشطته اكتسبت المزيد من الزخم".

تجنيد الشباب عبر الإنترنت

وخلال مشاركته في جلسة مجلس الأمن عبر تقنية الفيديو، أوضح المسؤول الأممي أن مقاتلي داعش ما زالوا قادرين على التحرك والعمل، بما في ذلك عبر الحدود غير المحمية، مشيرا إلى أن الخسائر الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الجائحة والتداعيات السياسية تؤدي إلى زيادة تقبل الأفراد للتطرف والتجنيد.

وفيما يرسخ المنتسبون الإقليميون إلى داعش قوتهم، يمكن أن يوفروا للتنظيم قدرات وخيارات جديدة لإجراء عمليات خارجية.

وحذر فلاديمير فورونكوف الدول الأعضاء من أن داعش يمكن أن يستعيد قدرته على تنظيم الهجمات في أجزاء مختلفة من العالم خلال عام 2021.

وقال "خارج مناطق النزاع، تتزايد مخاطر التعرض لدعاية داعش وتحريضه، لا سيما وأن الناس -والشباب خاصة- يقضون وقتا أطول في المنزل وعلى الإنترنت".

ولفت الانتباه إلى أن ذلك "قد يؤدي إلى سلسلة مفاجئة من الهجمات في بعض البلدان، عندما تخفف قيود الحركة المرتبطة بكوفيد-19".

مخيم الهول

لاجئون في مخيم الهول بمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا.
© UNICEF/Delil Souleiman
لاجئون في مخيم الهول بمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا.

كما تحدث السيد فورونكوف عن الوضع المحفوف بالمخاطر الذي تعاني منه بشكل خاص النساء والأطفال ممن لهم صلات بمقاتلي داعش، مشددًا على الوضع الإنساني والأمني المزري في مرافق الاحتجاز ومخيمات النزوح "خاصة في مخيم الهول".

وقال: "بعد ما يقرب من عامين من إلحاق الهزيمة الميدانية بداعش، لا يزال حوالي 27,500 طفل أجنبي في خطر في المخيمات شمال شرق سوريا، بما في ذلك حوالي 8000 طفل من حوالي 60 دولة أخرى غير العراق"، مضيفا أن 90 في المائة منهم دون سن 12 عاما.

واستناداً إلى الضرورة الإنسانية الملحة والواجب الأخلاقي والالتزامات القانونية، كرر المسؤول الأممي نداء الأمين العام للدول الأعضاء الداعي إلى "العودة الطوعية للبالغين والأطفال الذين تقطعت بهم السبل في العراق وسوريا".

داعش نشط في أفريقيا وآسيا أيضا

وأطلع رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب أعضاء مجلس الأمن على أنشطة داعش في غرب أفريقيا وآسيا وجنوب شرق آسيا، مذكرا بالتفجيرين الانتحاريين اللذين نفذتهما نساء في الفلبين في آب/أغسطس الماضي.

كما أحاط المجلس بأنشطة مكتبه، بما في ذلك إطلاق البرنامج العالمي للملاحقة القضائية وإعادة التأهيل وإعادة الإدماج - بالتعاون الوثيق مع المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب (CTED) ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) - لمساعدة إندونيسيا وبوركينا فاسو ودول حوض بحيرة تشاد، ودعم موزامبيق، إذا لزم الأمر.

في إشارة منه إلى أن عام 2021 يوافق الذكرى العشرين للقرار 1373، الذي تبناه مجلس الأمن بشأن مكافحة الإرهاب أعقاب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر في الولايات المتحدة، حث السيد فورونكوف الدول الأعضاء على الالتزام مجددا تحت رعاية الأمم المتحدة "بالعمل متعدد الأطراف ضد الإرهاب".

وشدد على ضرورة إنهاء "آفة الإرهاب" من خلال هزيمة داعش في الفضاء الإلكتروني، وتعطيل الهجمات الجديدة على مستوى العالم، والتصدي للتهديد الذي تشكله فروعه الإقليمية، وخاصة في أفريقيا.

وقال: "علينا أن نحل بشكل عاجل المسألة التي طال أمدها المتعلقة بعناصر داعش ... خشية أن يؤدي فشلنا إلى عودة ظهور التنظيم"، مؤكداً أنه من خلال الاتفاق العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب، سيستمر نظام الأمم المتحدة في "الوقوف إلى جانب الدول الأعضاء أثناء تصديها لهذه التحديات".

كوفيد: "التحدي الأكثر إلحاحا"

وأطلعت ميشيل كونيكس المديرة التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة (CTED)، على تقرير الأمين العام الثاني عشر على المستوى الاستراتيجي بالإضافة إلى عمل الأمم المتحدة في التصدي لداعش خلال جائحة كوفيد-19.

وأشارت إلى البيئة الأمنية الحالية "المتقلبة والمعقدة"، والتي أكدت أنها تبرز من خلال "تحديات الأجيال" من الجماعات الإرهابية.

قالت السيدة كونيكس: "إن جائحة كوفيد-19 هي التحدي الأكثر إلحاحا"، مشيرة إلى أنها عجلت بالعديد من القضايا الكامنة التي تغذي التهديدات المختلفة و"تتركنا في وضع غير مستقر".

من بين أمور أخرى، فقد حولت الانتباه والموارد بعيدا عن مكافحة انتشار العنف والتطرف من قبل الجماعات الإرهابية وخلقت عقبات أمام الدول الأعضاء لإعادة مواطنيها من سوريا والعراق.

وقالت إن الأمم المتحدة لا تزال "تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع المزري" الذي يواجهه معظم النساء والأطفال في المخيمات التي لا تصل إليها الأدوية أو مواد النظافة أو أدوات المأوى، الأمر الذي تفاقم بسبب القيود التي تفرضها الجائحة على المساعدات الإنسانية.

وتمشيا مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، عددت السيدة كونيكس بعض جهود المديرية التنفيذية لتحسين التعاون والقدرات بين الدول، من خلال منصات الإنترنت أثناء الجائحة.

نهج موحد لمكافحة الإرهاب

وأبلغت السيدة كونيكس أعضاء مجلس الأمن أن المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب تخطط لإجراء زيارة "تقييم متابعة مختلطة" إلى العراق والدول المجاورة لتحديد التحديات التي تحتاج إلى معالجة، مبرزة جهود المديرية لتعزيز المعاملة المجتمعية للمقاتلين الإرهابيين الأجانب العائدين ومساعدتهم وعائلاتهم في الدول الآسيوية.

كما أشارت إلى الجهود "الكبيرة" لمساعدة الدول في مجالات مثل مراقبة الحدود وإدارة الأسلحة النارية مع التأكيد على الالتزام بنهج "أمم متحدة واحدة" في مكافحة الإرهاب وتمويله.