منظور عالمي قصص إنسانية

مجموعة الخبراء المعنية بالتطعيم توصي بعدم تقييد استخدام لقاح أسترازينيكا وتقديمه على جرعتين

فريق الخبراء يصدر توصيات بشأن استخدام لقاح أكسفورد-أسترزينيكيا.
University of Oxford/John Cairns
فريق الخبراء يصدر توصيات بشأن استخدام لقاح أكسفورد-أسترزينيكيا.

مجموعة الخبراء المعنية بالتطعيم توصي بعدم تقييد استخدام لقاح أسترازينيكا وتقديمه على جرعتين

الصحة

خلص فريق الخبراء المعني بالتطعيم، التابع لمنظمة الصحة العالمية، إلى عدم وجود أسباب تمنع استخدام لقاح أسترازينيكا حتى في الدول التي تم فيها تحديد وجود متغيّر لفيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19.

وقد أصدرت مجموعة الخبراء الاستشارية الاستراتيجية المعنية بالتمنيع SAGE توصياتها المؤقتة يوم الأربعاء بشأن استخدام لقاح أكسفورد-أسترازينيكا ضد كـوفيد-19، على غرار توصيات ماضية صدرت بشأن لقاحي موديرنا وفايزر.

وفي مؤتمر صحفي بهذا الشأن، قال رئيس الفريق د. أليخاندرو كرافيوتو، إنه بعد مراجعة مطوّلة بشأن الدلائل المتعلقة باستخدام لقاح أسترازينيكا، "نوصي بأن يتم إعطاء هذه اللقاحات في جرعتين بنصف مليلتر لكل جرعة، وأن تفصل بين الجرعتين فترة تتراوح بين 4 و12 أسبوعا".

لكنه أوضح أن الدلائل تشير أيضا إلى أن الفترة الممتدة بين 8 و12 أسبوعا هي أنسب فترة لإعطاء الجرعة الثانية وأفضل لاستجابة الجهاز المناعي، "ولهذا فإن توصياتنا هي أن تكون الفترة بين الجرعتين من 8 إلى 12 أسبوعا لهذا اللقاح".

كبار السن والحوامل

توصي بعض الدول الأوروبية، من بينها فرنسا والسويد، بعدم إعطاء لقاح أسترازينيكا لمن تزيد أعمارهم عن 65 عاما. لكن رئيس مجموعة الخبراء يرى أن على كبار السن الحصول على اللقاح: "نوصي بإعطاء اللقاح للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما فما فوق، بدون تحديد سقف للعمر. هذا يعني أن الأشخاص فوق سن 65 يجب أن يحصلوا على التطعيم".

وفيما يتعلق بالنساء الحوامل، قال د. أليخاندرو كرافيوتو: "رغم أن اللقاح آمن، ليست لدينا معلومات كافية لنقدم توصيات عامة بشأن النساء الحوامل. ولكن، إذا كانت المرأة معرّضة للخطر أو تنتمي لمجموعة معرّضة للمخاطر العالية، لا نرى سببا يمنع حصولها على اللقاح حسب إرشادات الطبيب"، مضيفا أن الأمر نفسه ينطبق على المرضعات.

كما يوصي الفريق بإعطاء جرعتي اللقاح لأي شخص تعرّض أو لم يتعرّض لفيروس سارس-كوف-2 (الفيروس المتغير).

وحثّت د. سوميا سواميناثان، كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، على أخذ ما يتوفر من اللقاح في الدولة: "ندعو العاملين الصحيين في الدول التي يُطرح بها لقاح ما، إلى عدم المقارنة وانتظار وصول ما يعتقدون أنه لقاح أفضل، فاللقاح المتوفر الآن أفضل من انتظار لقاح قد يصل بعد 6 أشهر".

توصيات في ضوء إعلان جنوب أفريقيا

وتأتي توصيات مجموعة الخبراء في ضوء إعلان جنوب أفريقيا أن لقاح أسترازينيكا أثبت انخفاضا في فعاليته بعد إجراء تجربة على مجموعة من الأشخاص الأصغر سنا والأكثر صحة، لتقرر وقف طرحه مؤقتا.

وبهذا الشأن، قالت د. كاثرين أوبراين، مديرة التحصين واللقاحات والأحياء البيولوجية، إن الدليل يغيب عن تلك التجربة بشأن فعالية لقاح أسترازينيكا في الحيلولة دون المرض الشديد أو الوفاة أو الاضطرار للذهاب للمستشفى.

وأضافت تقول: "توجد طرق مختلفة يستجيب بها الجهاز المناعي للقاحات، منها إفراز أجسام مضادة، والأمر الآخر عبر الخلايا التائية T-Cell، ولذلك فإن الدليل الذي تم تقديمه للفريق يلقي نظرة على الحفاظ على استجابة الخلايا التائية (للمناعة المكتسبة) وهذه الاستجابة قوية ضد هذا المتغيّر".

وشددت د. كاثرين أوبراين على أن جميع اللقاحات أثبتت وجود تدرّج في الاستجابة، وأعلى أنواع الاستجابة كان ضد المرض الشديد، وبعدها أثبتت اللقاحات فعالية بنسبة أقل ضد المرض الخفيف والمتوسط، ولذا فإن تجربة جنوب أفريقيا وجدت دليلا فقط فيما يتعلق بالمرض الخفيف إلى المتوسط، "نتوقع أن تكون الفعالية أعلى ضد المرض الشديد".

أثبتت التجارب أن لقاحات كوفيد-19 فعالة في مكافحة المرض.
University of Oxford/John Cairns
أثبتت التجارب أن لقاحات كوفيد-19 فعالة في مكافحة المرض., by University of Oxford/John Cairns

لماذا تصدر التوصيات الآن؟

وردّا على سؤال بشأن سبب إصدار التوصيات المؤقتة، قال المسؤولون في منظمة الصحة العالمية إن ثمّة حاجة ملحة لإصدار توصيات مع طرح اللقاحات وجهوزيتها للتوزيع في دول كثيرة، وإن كثيرا من الدول تعتمد على مثل هذه التوصيات.

وقالت د. أوبراين بهذا الخصوص: "بعض الدول لديها خيارات وربما تختار استخدام منتجات مختلفة وبطرق مختلفة.. ومع وجود لقاحات وبرامج متعددة قد يوجد تفضيل - وخاصة لأن من هم فوق 65 عاما أكثر عرضة للإصابة بمرض شديد أو الوفاة - لذا يجب استخدام المنتج الذي أثبت فعالية جيدة".

وتقوم الولايات المتحدة بتجارب على عيّنات أكبر بشأن لقاح أسترازينيكا، وأشارت الخبيرة في منظمة الصحة العالمية إلى أن الفريق بانتظار هذه النتائج التي من غير المتوقع أن تصدر قبل آذار/مارس على أقل تقدير. وأضافت تقول: "تصب الدلائل الآن في صالح عدم تقييد استخدام لقاح أسترازينيكا".