منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: رسالتي اليوم لعام 2021 هي رسالة أمل وتصميم

صبيان يصنعان أقنعة ورقية في مخيم التح للنازحين في محافظة إدلب، بسوريا.
© UNOCHA
صبيان يصنعان أقنعة ورقية في مخيم التح للنازحين في محافظة إدلب، بسوريا.

الأمين العام: رسالتي اليوم لعام 2021 هي رسالة أمل وتصميم

شؤون الأمم المتحدة

عقد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ظهر اليوم، مؤتمرا صحفيا في المقر الدائم تحدث فيه إلى الصحفيين عن رسالته بحلول العام الجديد قائلا إنها تتمحور حول "الأمل والتصميم".

والسبب في شعوره بالأمل يكمن في إمكانية إحداث تغيير "لوضع العالم على المسار الصحيح".

أما السبب وراء دعوته إلى العمل بعزم وتصميم، يعود إلى "واجبنا الجماعي الذي يحتم علينا بذل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك"- أي لوضع العالم على المسار الصحيح.

وقد تسبب فيروس كوفيد-19 في أزمة عالمية لا تزال تداعياتها تتكشف. فهذا الأسبوع، بلغ العالم مرحلة قاتمة تتمثل في تأكيد 100 مليون حالة إصابة في جميع أنحاء العالم، فيما أدى المرض إلى وفاة أكثر من مليوني شخص بأنحاء العالم.

"يكمن وراء تلك الأرقام فقدان وحزن لا يقاسان"، بحسب الأمين العام الذي أوضح أن حوالي 500 مليون وظيفة فقدت؛ فيما تبخرت تريليونات الدولارات من الميزانيات العمومية العالمية، مشيرا إلى أن "صدى هذه المأساة الإنسانية سيتردد لعقود قادمة".

ومع ظهور حوالي 600 ألف حالة إصابة جديدة كل يوم، "فإن المستقبل مليء بعدم اليقين"، وفقا للأمين العام.

رسم مسارنا المستقبلي

وكان الأمين العام قد استعرض صباح اليوم أولوياته العشر لعام 2021   أمام الدول الأعضاء في الجمعية العامة.

وركز في كلمته على ضرورة أن يكون عام 2021 "العام الذي نعيد فيه عالمنا إلى المسار الصحيح نحو السلام والاستقرار والفرص للجميع".

لأننا، بحسب أنطونيو غوتيريش، فقدنا البوصلة، إذ إن أولئك الذين انخفضت فرصهم في الحياة بالفعل بسبب عدم المساواة والظلم، على أساس الدخل والعرق والجنس وأشكال التمييز الأخرى، هم أكثر من يعانون من تأثير كوفيد-19.

في غضون ذلك، خلص تقرير نشرته منظمة أوكسفام هذا الأسبوع إلى أن الزيادة في ثروة أغنى عشرة رجال في العالم خلال الأزمة وحدها تكفي لتفادي وقوع أي شخص في براثن الفقر بسبب الفيروس، ولدفع تكاليف اللقاحات ضد كوفيد-19 للجميع.

وبينما حقق العالم تقدما هائلاً بشأن الحد من الفقر والجوع وتعزيز الصحة والتعليم والمساواة بين الجنسين على مدى العقدين الماضيين، فقد أهمل المشاعات العالمية الهامة والمنافع العامة العالمية مثل كوكب صحي؛ مناخ مستقر؛ تغطية صحية شاملة؛ أمن سيبراني؛ إدارة عالمية فعالة.

وحذر الأمين العام من أن "تأثير هذا الإهمال بدأ يطغى الآن ويقوض التقدم الذي أحرزناه بشق الأنفس".

ثلاث حالات طوارئ ينبغي معالجتها فورا

يجب توفير لقاحات كوفيد-19 لكل شخص، بحسب الأمم المتحدة.
UNICEF/Fauzan Ijazah
يجب توفير لقاحات كوفيد-19 لكل شخص، بحسب الأمم المتحدة.

من بين التحديات التي نواجهها، هناك ثلاث حالات طوارئ عالمية تتطلب اهتماما فوريا، بحسب الأمين العام:

  • أولا، توزيع لقاحات فيروس كورونا.

وأوضح السيد غوتيريش أن "الفجوة في المناعة العالمية تعرض الجميع للخطر"، قائلا نحن بحاجة إلى حملة تلقيح عالمية للتعامل مع جائحة عالمية.

  • المجال الثاني الذي يتطلب عملا عاجلا هو الدعم المالي لجميع البلدان التي تحتاجه.

وقال الأمين العام إنه "في عالم اليوم، لا يمكن فصل المصلحة الذاتية عن التضامن". ودعا إلى نقلة نوعية في التمويل من جميع المصادر، بما في ذلك الدائنون من القطاع الخاص للدول النامية في العالم. وقال: "هذا ليس عملا خيريا. إنه المنطق الاقتصادي السليم".

  • أما حالة الطوارئ العالمية الثالثة التي تتطلب عملا جماعيا فهي أزمة المناخ. وبحسب السيد غوتيريش، يجب أن يشمل التعافي من الجائحة الطاقة المتجددة والبنية التحتية الخضراء والمرنة. "لدينا فرصة لإنهاء حربنا الحمقاء على الطبيعة وبدء عملية التعافي".

وأوضح الأمين العام للصحفيين في المقر الدائم ومن كانوا يشاركون في المؤتمر عبر تقنية الفيديو، أننا في بداية عام محوري للناس والكوكب. ودعا إلى أن نستغل فرصة التعافي من كوفيد-19 لمعالجة الهشاشة العالمية، وتعزيز الحوكمة الدولية، وتوفير المنافع العامة العالمية.

وقال "لدينا فرصة لإعادة دوزنة (العالم). ينبغي أن نغتنمها".

العلاقة مع إدارة الرئيس بايدن

صورة من الأرشيف: جو بايدن في مجلس الأمن عام 2010.
UN Photo/Evan Schneider
صورة من الأرشيف: جو بايدن في مجلس الأمن عام 2010.


وردا على سؤال أحد الصحفيين قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش إن الولايات المتحدة شريك مركزي للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن تدابير السياسة الخارجية الجديدة ذات الصلة التي أعلنت مؤخرا من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة والمرتبطة مباشرة بالأمم المتحدة مهمة للغاية، بما فيها: العودة إلى اتفاق باريس، العودة إلى منظمة الصحة العالمية (WHO)، ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط والتمويل الإنساني للشعب الفلسطيني، وما تم الإعلان عنه فيما يتعلق باستئناف تمويل صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) والقرارات الأخرى ذات الصلة.
وأوضح أن هذه التدابير تبشر بتوقعات إيجابية للغاية، مؤكدا أن الأمم المتحدة ستعمل عن كثب لتقديم الدعم الكامل لهذه التغييرات في السياسة التي تتماشى مع موقفها الثابت فيما يتعلق بتعزيز التعددية وبأن التعاون الدولي هو السبيل الوحيد لمواجهة تحديات العالم.
كما شدد على أهمية وحدة مجلس الأمن والحد من الاختلالات في العلاقات بين القوى الكبرى.
وقال إن "المجتمع الدولي يريد أن تكون الولايات المتحدة منخرطة بشكل كامل وملتزمة تماما بقيم الأمم المتحدة وميثاق الأمم المتحدة، سواء كان ذلك في مجال التنمية أو في السلام والأمن أو حقوق الإنسان".


دعوة لخروج القوات الأجنبية من ليبيا

دبابة مدمّرة أصبحت أداة يلعب بها الأطفال في بنغازي بليبيا (آذار/مارس 2011)
UNMAS/Maximilian Dyck
دبابة مدمّرة أصبحت أداة يلعب بها الأطفال في بنغازي بليبيا (آذار/مارس 2011)


فيما يتعلق بليبيا، أثنى الأمين العام على الجهد الرائع الذي يبذله الليبيون من أجل العمل معا.، مشيرا إلى توصّل اللجنة العسكرية المشتركة لاتفاق وقف إطلاق النار، قائلا إن هذا الاتفاق ما زال صامدا.

كما أشار إلى اجتماعات منتدى الحوار السياسي الليبي التي أدت إلى التوافق على عدد من القضايا الرئيسية بما فيها الانتخابات و آلية اختيار السلطة التنفيذية  منوها بالتقدم على صعيد الإصلاح الاقتصادي.
وقال الأمين العام إن الليبيين يقومون بدورهم. ومن الضروري أيضا أن يقوم كل من يشاركون في الأزمة الليبية بدورهم. وأضاف: "ندائي القوي هو أن تنسحب جميع القوات الأجنبية وكل المرتزقة الأجانب من ليبيا".
وفي هذا السياق ذكّر السيد غوتيريش بإطار العمل الأول الذي فات أوانه، مشيرا إلى أن هناك نية لدى الليبيين بأن يكون لديهم إطار زمني ثان (لخروج القوت الأجنبية). وأعرب عن أمله في أن يتم احترام هذا التوقيت. وقال "من الضروري أن تتحرك جميع القوات الأجنبية وجميع المرتزقة الأجانب أولاً إلى بنغازي وطرابلس، ومن هناك، العودة إلى وطنهم وترك الليبيين وشأنهم، لأن الليبيين أثبتوا بالفعل أنهم قادرون، إذا تركوا وحدهم، على معالجة مشاكلهم".


على السوريين أن يحذوا حذو الليبيين  

سيّدة تحاول إنقاذ حاجياتها بعد أن أغرقت الفيضانات مخيمها الواقع في شمال غرب سوريا في كانون الثاني/يناير 2021.
سيّدة تحاول إنقاذ حاجياتها بعد أن أغرقت الفيضانات مخيمها الواقع في شمال غرب سوريا في كانون الثاني/يناير 2021. by UNICEF/Khaled Akacha


هناك شيء إيجابي في سوريا، بحسب الأمين العام، "يتمثل في أن وقف إطلاق النار ما زال صامدا إلى حد ما - إنه ليس مثاليا – لكنه صامد إلى حد ما"، مشيرا في نفس الوقت إلى حالة الجمود التي تكتنف المسألة السورية. 
وذكر السيد غوتيريش أن جهات مختلفة تسيطر على مناطق مختلفة في سوريا، موضحا أن هناك منطقة تسيطر عليها الحكومة بدعم من روسيا وإيران؛ ومنطقة تتواجد فيها القوات التركية؛ ومنطقة تدعم فيها الولايات المتحدة ودول أخرى وحدات حماية الشعب (القوات الكردية)، ما أدى إلى نوع من الجمود على حد قوله: 
"نحن بحاجة إلى الخروج من حالة الجمود، والطريقة الوحيدة للخروج من حالة الجمود هي أن يتحد السوريون. على السوريين أن ينظروا إلى مثال ليبيا. بدأ الليبيون العمل معا بجدية".
كما ناشد الحكومة السورية والمعارضة السورية والقوى الأخرى المشاركة في سوريا أن تفهم أنها بحاجة إلى أن تتحد، "لأن ذلك سيكون السبيل الوحيد لتقليص النفوذ الأجنبي في سوريا".
وأشار الأمين العام إلى استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف مطلع هذا الأسبوع، معربا عن أمله في أن تمضي قدماً، لكنه قال إن ذلك "ليس كافياً". 
ودعا السوريين إلى أن يجتمعوا ويناقشوا المستقبل بجدية، المستقبل فيما يتعلق بالمصالحة، وفيما يتعلق بالانتخابات، والإطار الدستوري للبلد، وحقوق الإنسان وجميع الأبعاد الأخرى لسوريا.
وأكد أن الأمم المتحدة ستفعل كل ما في وسعها لدعم سوريا وتسهيل عملية السلام، وآمل في أن "تفهم جميع الدول الأخرى المنخرطة في الأزمة السورية أنه إذا كان بإمكاننا التوصل إلى حل، فإن ذلك سيعود بالفائدة على الجميع".


تفاؤل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية

من الأرشيف: صبي يبلغ ثلاث عشر عاما يجمع الأنقاض بالقرب من مدينة غزة، وينقلها على ظهر الحمار لبيعها في السوق.
© UNICEF/Eyas El Baba
من الأرشيف: صبي يبلغ ثلاث عشر عاما يجمع الأنقاض بالقرب من مدينة غزة، وينقلها على ظهر الحمار لبيعها في السوق.


أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فقال الأمين العام إننا كنا في وضع لم يتم فيه إحراز أي تقدم ملحوظ. "أعتقد أن هذا قد تغير. أعتقد أن هناك أسبابا للأمل".
وأوضح السيد غوتيريش أن الأمم المتحدة حاولت منذ وقت طويل أن تعيد اجتماعات اللجنة الرباعية، لكنها لم تحصل على موافقة جميع الأعضاء.
كما حاولت إيجاد صيغ أخرى شاملة – أي توسيع الرباعية لتشمل العديد من اللاعبين المهمين الآخرين في المنطقة، وللأسف، لم يكن هذا ممكنا حتى الآن. غير أنه أعرب عن اعتقاده بأن ذلك "أصبح ممكنا الآن".

هذا وأكد أنه يمكن الاعتماد على الأمم المتحدة لاستكشاف جميع أشكال المبادرات "من أجل تسهيل استئناف عملية سلام حقيقية وعملية سلام حقيقية لا يمكن، في رأينا، أن تنجح إلا إذا كانت تستند إلى حل الدولتين وإذا كانت ترتكز على كافة الاتفاقيات الدولية القائمة بالفعل". 
وأعرب عن أمله في أن تساهم الانتخابات في كل من فلسطين وإسرائيل في خلق بيئة إيجابية لمستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط ولحقوق الشعب الفلسطيني، -أي حقه في تقرير المصير وحقه في الاستقلال الذي يجب احترامه بالكامل- مؤكدا على أهمية أن تعيش الدولتان في سلام وأمن.