منظور عالمي قصص إنسانية

في ذكرى ضحايا الهولوكوست، دعوة للتصدي لمعاداة السامية والكراهية والتعصب

معسكر أوشفيتز-بيركيناو السابق، جنوب بولندا.
Unsplash/Jean Carlo Emer
معسكر أوشفيتز-بيركيناو السابق، جنوب بولندا.

في ذكرى ضحايا الهولوكوست، دعوة للتصدي لمعاداة السامية والكراهية والتعصب

حقوق الإنسان

وضعت جائحة كـوفيد-19 المجتمعات في اختبار وكشفت عن مظالم وتصدعات طويلة الأمد وساهمت في عودة ظهور كراهية الأجانب وخطاب الكراهية بما في ذلك معاداة السامية، كما قال الأمين العام للأمم المتحدة في اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست (المحرقة).

 

وللمرة الأولى يشارك في تنظيم المراسم، تحالف ذكرى الهولوكوست والأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو. وبسبب جائحة كـوفيد-19 عقدت مراسم إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست عبر تقنية التواصل عن بُعد، وشارك فيها ناجون من المحرقة، التي وقعت إبان فترة الحكم النازي في ألمانيا، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ومسؤولو الأمم المتحدة وشخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم.

ميركل أكدت، في رسالة مصورة، ضرورة أن يقف العالم بكل حزم ضد معاداة السامية. وقالت "إن تكريم الضحايا يكون من خلال إحياء ذكراهم والتعلم من محنتهم. هذه مسؤوليتنا الدائمة اليوم وعبر الأجيال المقبلة".

ويتزامن اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة مع تحرير معسكر أوشفيتز-بيركيناو في بولندا في السابع والعشرين من كانون الثاني/يناير عام 1945.

وقالت ميركل إن ما حدث في المعسكر، وأماكن كثيرة أخرى اُرتكبت فيها الفظائع، يصعب تصديقه. وأعربت عن الخزي العميق للقتل الكارثي لملايين اليهود الأوروبيين من قبل ألمانيا النازية، وما وصفتها بخيانة القيم الحضارية التي اُرتكبت تحت حكم النظام الوطني الاشتراكي.

وأضافت أن مسؤولية ألمانيا تحتم تذكر الهولوكوست وإحياء ذكرى ضحاياها من اليهود الأوروبيين، وأفراد أقليتي السينتي والروما، والمعتقلين السياسيين، والمثقفين البولنديين، وأسرى الحرب، ومقاتلي المقاومة، والمثليين جنسيا، والأشخاص ذوي الإعاقة، وعدد لا يحصى من الرجال والنساء والأطفال الذين أُهينوا واضطهدوا وعُذبوا وقُتلوا. وشددت على ضرورة عدم نسيان أولئك الناس ومصائرهم.

الأمين العام للأمم المتحدة قال إن الهولوكوست جسدت أبشع صور معاداة السامية. وأشار إلى أن معاداة السامية لا تزال للأسف قائمة وبقوة، وقال: "في أوروبا والولايات المتحدة ومناطق أخرى، يقوم دعاة تفوق العرق الأبيض بتنظيم أنفسهم وتجنيد موالين لهم، متباهين بشعارات النازية وطموحاتهم القاتلة".

وتطرق إلى ما وصفها بالأمثلة الصادمة التي شهدتها العاصمة الأميركية واشنطن قبل أسابيع، في إشارة إلى الاعتداء على مقر الكونغرس من قبل متطرفين كان بعضهم يرتدي ويرفع شعارات نازية.

وشدد أنطونيو غوتيريش على ضرورة أن يكون عام 2021 عاما للتعافي، مشيرا إلى عدم وجود لقاح ضد معاداة السامية وكراهية الأجانب. وقال إن أكثر الأسلحة فعالية، بهذا الخصوص، يظل الحقيقة.

وأكد أن الأمم المتحدة ستواصل الوقوف بجانب الحقيقة والتصدي للكراهية والتعصب.