منظور عالمي قصص إنسانية

كوفيد-19: "قومية اللقاحات" قد تكلف الاقتصاد العالمي ما يصل إلى 9.2 تريليون دولار

بائع جائل يبيع الشاي والقهوة في كوت ديفوار خلال جائحة كوفيد-19.
ILO/Jennifer A. Patterson
بائع جائل يبيع الشاي والقهوة في كوت ديفوار خلال جائحة كوفيد-19.

كوفيد-19: "قومية اللقاحات" قد تكلف الاقتصاد العالمي ما يصل إلى 9.2 تريليون دولار

الصحة

شدد مدير عام منظمة الصحة العالمية على أن من مصلحة اقتصادات دول العالم على المدى المتوسط والطويل دعم العدالة في توزيع اللقاحات، مؤكدا أن قومية اللقاح تخدم أهدافا سياسية على المدى القصير.

وفي المؤتمر الصحفي من جنيف، تطرق د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية إلى الرابط الوثيق بين الصحة والاقتصاد. وقال إن دراستين جديدتين، لمنظمة العمل الدولية وغرفة التجارة الدولية، تظهران مدى تأثير جائحة كـوفيد-19 على الاقتصاد.

Tweet URL

إذ تتوقع منظمة العمل الدولية، في تقريرها، أن يبدأ التعافي في معظم دول العالم في النصف الثاني من عام 2021، اعتمادا على بدء التحصين في كل دولة. فعام 2020 شهد ضياع 8.8% من ساعات العمل العالمية، مما أدّى إلى انخفاض دخل العمالة بما يعادل 3.7 تريليون دولار.

ويوصي التقرير بدعم دولي للدول منخفضة ومتوسطة الدخل لدعم طرح اللقاح وتعزيز الانتعاش الاقتصادي والعمالة. فيما أشار تقرير مؤسسة البحوث في غرفة التجارة الدولية إلى أن قومية اللقاحات قد تكلف الاقتصاد العالمي ما يصل إلى 9.2 تريليون دولار ونحو نصف ذلك ستتحمله الدول الغنية.

وقال د. تيدروس: "إذا تم تمويلها بالكامل، فإن مبادرة مسرّع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 قد تعيد 166 دولار لكل دولار واحد تم استثماره. فقد تخدم قومية اللقاح أهدافا سياسية على المدى القصير، ولكن من مصلحة اقتصادات جميع الدول، على المدى المتوسط والطويل، دعم العدالة في توزيع اللقاحات".

100 مليون حالة في العالم

ومع اقتراب عدد الإصابات بمرض كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم 100 مليون إصابة، جددت منظمة الصحة العالمية الدعوة إلى أهمية اتبّاع الإجراءات اللازمة لتجنب الإصابة بالعدوى: التباعد البدني، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، ارتداء الأقنعة ونظافة اليدين والتهوية. وقال د. تيدروس: "ربما أنكم سئمتم من سماع ذلك، وربما سئمتم من القيام بذلك، ولكن هذا الفيروس لم يسأم منا".

وقبل عام من اليوم، تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن أقل من 1,500 حالة إصابة بمرض كوفيد-19، بما فيها 23 حالة خارج الصين. وأضاف مدير عام المنظمة يقول: "يجب أن نتشجع ونتحلى بالأمل ونتخذ الإجراءات. لقد دعوت إلى تطعيم العاملين الصحيين وكبار السن في جميع البلدان خلال أول 100 يوم من العام".

انتقال العدوى مستمر

عاملات في مجال الصحة في أحد المستشفيات بالهند يحصلن على لقاح ضد كوفيد-19.
UNICEF/Vinay Panjwani
عاملات في مجال الصحة في أحد المستشفيات بالهند يحصلن على لقاح ضد كوفيد-19. by UNICEF/Vinay Panjwani

وردّا على سؤال بشأن إمكانية استشراء المرض، قال مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، د. مايكل راين، إن أي مرض في العالم تاريخيا يقتل العديد من الأشخاص، وينتقل فيما بعد إلى صغار السن، ولهذا السبب فالكثير من الأمراض مرتبط بالطفولة. وأضاف يقول: "هل سيستمر انتقال العدوى؟ على الأرجح نعم لفترة طويلة ما لم نجد نوعا من الامتثال وتوفير اللقاحات المطلوبة لتحقيق ذلك. ومع تأخر تقديم لقاحات خاصة للشباب الصغار، نعم سنجد صعوبة مع المرض".

وأضاف يقول إنه تم القضاء على مرض واحد فقط على وجه الأرض، وهو الجدري. "ونجد صعوبة مع شلل الأطفال ومع القضاء على الحصبة"، مشيرا إلى أن توافر اللقاحات ووجود إرادة للقضاء على المرض ليس مقياسا للنجاح.

وقال: "لا أعتقد أن علينا أن نضع القضاء على الفيروس أو استئصاله كمقياس للنجاح، هذا ليس شرط النجاح. شرط النجاح هو خفض قدرة الفيروس على القتل وإيصال الناس للمستشفيات، وتدمير الحياة الاقتصادية والاجتماعية".

عوامل نجاح السيطرة على المرض

من جانبها، أكدت ماريا فان كيرخوف، رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، على وجود أربعة عناصر للتعامل مع كوفيد-19: الوقاية والسيطرة والعلاج واللقاح.

وقالت: "الآن يتوفر اللقاح، ولكن ستتطلب رؤية تأثير اللقاحات وقتا، وحتى ذلك الوقت، لدينا أدوات أخرى نستخدمها.. لدينا خيارات للسيطرة على المرض، مثل العثور على الحالات وإجراء الفحوصات السريعة والموثوق بها، والتأكد من معرفة الأفراد ما إذا كانوا مصابين أم لا، والتأكد من وضعهم في مراكز صحية للرعاية وحصولهم على تقييم سريع وعلى الأكسجين والديكساميثازون إذا كانت الحالة شديدة".

وأشارت إلى أنه حتى مع المتغيّرات الجديدة للفيروس، فهذه الإجراءات تنفع.

مهرجان أفلام الصحة للجميع

دعا مدير عام منظمة الصحة العالمية للمشاركة في مهرجان أفلام الصحة للجميع لعرض الأفلام القصيرة والوثائقية التي تروي قصصا عن الصحة والعاملين الصحيين.

وقال د. تيدروس: "ندعو هذا العام للمشاركة في ثلاث فئات تتوافق مع كل من الأولويات الاستراتيجية لمنظمة الصحة العالمية: أولا، الصحة للجميع؛ ثانيا، الطوارئ الصحية؛ وثالثا، صحة ورفاهية أفضل".

وكان باب التقديم قد فُتح في 24 تشرين الأول/أكتوبر 2020 وآخر فرصة للتقديم هي في 30 كانون الثاني/يناير 2021. ويمكن للمشاركين تقديم أفلام وثائقية قصيرة أو أفلام روائية تتراوح مدتها بين 3 و8 دقائق، ومقاطع فيديو صغيرة مصممة خصيصا لوسائل التواصل الاجتماعي، أو أفلام الرسوم المتحركة من 1 إلى 5 دقائق لجميع الفئات.

ويهدف هذا المهرجان إلى المساهمة في تعزيز الصحة والتثقيف الصحي.