منظور عالمي قصص إنسانية

لجنة دولية تسلط الضوء على إخفاقات الاستجابة المبكرة لجائحة كوفيد-19

رجل يستخدم كمامة للوقاية من مرض كوفيد-19، في منطقة ميناء مانوس في البرازيل. سبتمبر/أيلول 2020
IMF/Raphael Alves
رجل يستخدم كمامة للوقاية من مرض كوفيد-19، في منطقة ميناء مانوس في البرازيل. سبتمبر/أيلول 2020

لجنة دولية تسلط الضوء على إخفاقات الاستجابة المبكرة لجائحة كوفيد-19

الصحة

ذكرت لجنة مستقلة، مشكلة من منظمة الصحة العالمية، أن جهود الاستجابة لجائحة كوفيد-19 لم تضاهِ شراسة الفيروس وسرعة انتشاره في جميع أنحاء العالم، وأن الأدلة على أوجه القصور في التأهب والاستجابة تدعو إلى تغيير بعيد المدى في المستقبل.

جاء ذلك في التقرير المرحلي الثاني للجنة المستقلة المعنية بالتأهب والاستجابة للجائحة، التي شكلتها منظمة الصحة العالمية لتسليط الضوء على الأخطاء المرتكبة والدروس المستفادة والمجالات التي يمكن تحسينها في المستقبل. وترأس اللجنة ألين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا السابقة، وهيلين كلارك رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة.

فشل في حشد القدرات

 

وذكر تقرير اللجنة أن النظام العالمي للإنذار بالجائحات لا يفي بالغرض وأكد ضرورة إنشاء نظام للمعلومات يشارك فيه العاملون في العيادات والمختبرات المحلية، وتدعمه أدوات جمع البيانات واتخاذ القرارات في الوقت الفعلي، وأن يصاحب ذلك تغيير سياسي في استعداد الدول لمساءلة نفسها عن اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة حالما يصدر إنذار ما.

وقال التقرير إن العالم فشل في حشد القدرة الجماعية للتكاتف بروح التضامن لإنشاء شبكة حماية للأمن البشري. وأضاف أن المخاطر التي يطرحها تهديد الجائحات لم تؤخذ في الاعتبار بصورة جدية. وأشار التقرير إلى التقييمات التي أُجريت والفرق التي أُنشئت في الماضي بعد أزمات الجائحات السابقة والتوصيات الصادرة عنها، وقال إن الكثير من تلك التوصيات لم يُتخذ بشأنها أي إجراءات. وترى اللجنة أن "عدم اكتراث المجتمع الدولي مجددا لنداءات التأهب لمواجهة تهديد الجائحات هو أمر يجافي الضمير".

ضمان المساواة

وشدد التقرير على ضرورة تطبيق التدابير الصحية العامة لكبح الجائحة على نحو شامل. ويتضمن ذلك الكشف المبكر عن الإصابات، وتتبع مخالطي المرضى، والعزل، والتباعد البدني، وفرض القيود على السفر والتجمع، وارتداء الكمامات. وأكد ضرورة مواصلة تطبيق هذه التدابير حتى مع بدء التطعيم.

التقرير أكد أيضا أهمية أن تسهم الاستجابة للجائحة في تصحيح أوجه انعدام المساواة بدلا من أن تفاقمها. وقال إن مظاهر عدم المساواة داخل الدول وفيما بينها تفاقمت. وأشار إلى التفاوت في مستوى إتاحة وسائل التشخيص والعلاج والإمدادات الأساسية.

وأشار تقرير اللجنة إلى تطوير اللقاحات وبدء استخدامها، وتناول الإجحاف الواضح في خطط توزيع اللقاحات. وقال "لا ينبغي أن يكون مكان ولادة الفرد عاملا يحدد ترتيبه في قائمة الانتظار لتلقي اللقاحات. لن يتمكن العالم من الخروج من هذه الأزمة منتصرا سوى بتطبيق مبدأي الشمول والإنصاف".

وشدد التقرير على ضرورة عدم السماح بإرساء مبدأ يُقبل بموجبه أن تتمكن الدول مرتفعة الدخل من تطعيم 100% من سكانها بينما تضطر الدول الفقيرة إلى الاكتفاء بتغطية 20% فقط من السكان.

منظمة الصحة العالمية لم تمتلك قدرات كافية

وقال التقرير إن منظمة الصحة العالمية لم تُزود بالقدرة الكافية للاضطلاع بالمهام المتوقعة منها. وأعربت اللجنة عن دهشتها إزاء القدرة المحدودة للغاية للمنظمة على التثبت من صحة التقارير عن فاشيات الأمراض التي قد تسبب جائحة، وعلى توزيع موارد الدعم والاحتواء في المناطق المحلية. وقالت اللجنة إن تأثير الجائحة يجب أن ينطوي على إتاحة الفرصة للدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية لإدراك المنفعة المشتركة لتقديم أدوات معززة للمنظومة الدولية، كي تتمكن هذه المنظومة من الاستجابة للإنذار بالجائحات واحتواء الفاشيات.

وترى اللجنة أن جائحة كوفيد-19 يجب أن تكون حافزا للتغيير في التأهب لمثل هذه الأحداث في المستقبل بدءا من مستوى المجتمع المحلي إلى أعلى المستويات الدولية.

وقد قدمت اللجنة تقريرها المرحلي الأول إلى جمعية الصحة العالمية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وستقدم تقريرها المقبل إلى الجمعية في أيار/مايو.

مزيد من التفاصيل عن تقرير اللجنة.