منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية: ارتفاع الإصابة بكورونا في بعض البلدان يعود للفشل في كسر سلاسل الانتقال

أحد مراكز الاختبار في مدغشقر.
World Bank/Henitsoa Rafalia
أحد مراكز الاختبار في مدغشقر.

منظمة الصحة العالمية: ارتفاع الإصابة بكورونا في بعض البلدان يعود للفشل في كسر سلاسل الانتقال

الصحة

مع ارتفاع حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 في الأميركيتين وأوروبا وبعض البلدان في أفريقيا والمناطق الأخرى، حذر المسؤولون في منظمة الصحة العالمية من اتجاه الأمور للأسوأ وارتفاع الأرقام إذا تم التخلي عن الالتزام بالإجراءات المتاحة.

وفي المؤتمر الصحفي من جنيف، علل مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، ارتفاع الإصابة بالعدوى في أوروبا والأميركيتين وبعض المناطق الأخرى بأننا "بشكل جماعي لم ننجح في كسر سلاسل الانتقال على مستوى المجتمع أو داخل الأسرة".

ولكسر سلاسل الانتقال، أشار د. تيدروس إلى الحاجة إلى سد الفجوة بين الرغبة والتنفيذ على مستوى الدول والأفراد. وقال: "كلما تم قمع فيروس كورونا قلت فرصته في التحوّر، نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر كفاءة من الفيروس وأن نصل إلى التميّز في كل ما نقوم به".

الفيروس يستغل أوجه القصور

Tweet URL

من جانبه، أوضح مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، د. مايكل راين، أن الارتفاع في الحالات يعود لسببين، أحدهما يرجع إلى حدّ ما لظهور المتغيّرات، لكن السبب الأكبر "يعود لأننا نقلل من التباعد البدني والاجتماعي وسلوكنا لا يكسر سلاسل الانتقال، والفيروس يستغل قصورنا في الالتزام التكتيكي ويستغل إصابتنا بالإرهاق"، مشيرا إلى سلوك الكثير من المجتمعات خلال فترة موسم الأعياد الماضية.

وقال إن العالم يعرف الآن أكثر عن الفيروس من العام السابق، لكن "نحن لا نقوم بعمل جيد قدر المستطاع"، وأشار إلى ضرورة مواصلة الجهود، وقال: "قضية ربطنا للفيروس بالموسم لم يتم إثباته علميا، علينا أن نعيد التزامنا بالإجراءات الأساسية ونحتاج أن نقرر بأن يتوقف المرض عندنا".

ثلاثة خطوط دفاعية

حذر المسؤولون في منظمة الصحة العالمية من اتجاه الأمور نحو الأسوأ وارتفاع الأرقام. وقال د. بروس إيلوارد، كبير مستشاري المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن اللقاحات ليست كاملة، ولا تحمي الجميع في جميع الحالات. لهذا السبب فقد يصبح الوضع بالتأكيد أسوأ على المدى القصير، لاسيّما مع تردد البعض إزاء تلقي اللقاحات.

لكنّه أضاف أن الأخبار السارة، هي وجود ثلاثة خطوط دفاعية تحمي الناس: خط الدفاع الأول هو اللقاح، والثاني هو التشخيصات التي يمكن من خلالها التحقق من المصابين ومن ثم اتخاذ إجراءات العزل والحجر بسرعة. والخط الثالث هو العلاجات مثل الديكساميثازون الذي قد ينقذ الأرواح.

وقال: "اللقاح جزء مهم من الحل ولكن الأمر معقد ونحتاج إلى تجميع كل القطع لكي ينجح الأمر".

ضوء في نهاية نفق خطير

من جانبها، أشارت د. ماريا فان كيرخوف رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، إلى جود ضوء في نهاية النفق ولكن النفق طويل الآن، وهو معتم وخطير ومليء بالتحديات التي علينا تجاوزها.

وأضافت قائلة: "تتوفر لدينا الأدوات التي ستساعدنا على ذلك.. نحن منهكون ومحبطون ونريد للأمر أن ينتهي، ولكن يجب أن نكون جزءا من العمل الجماعي لإنهاء الجائحة"، ووجهت دعوة للمصابين بالعدوى قالت فيها: "لا يجب أن السماح للفيروس بالعبور إلى أجساد الآخرين. لديكم الأدوات لفعل ذلك".

لجنة الطوارئ

اجتمعت لجنة الطوارئ المعنية باللوائح الصحية بشأن كوفيد-19 هذا الأسبوع وقدمت سلسلة من التوصيات حول تفشي كوفيد-19، وناقشت مسألة المتغيّر واللقاحات بشكل مكثف بالإضافة إلى الوضع الوبائي.

وقال د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن اللجنة شددت على ضرورة أن تبذل الحكومات كل ما في وسعها للحد من العدوى من خلال تدابير الصحة العامة المجربة والمختبرة.

وأضاف يقول: "هناك طريقة واحدة فقط للخروج من هذه العاصفة وهي مشاركة الأدوات التي لدينا والالتزام باستخدامها معا"، ودعت اللجنة إلى رفع مستوى القدرة الوطنية على التسلسل لمراقبة التحديات الجديدة والاستجابة لها بفعالية، مع ظهور متغيّرات جديدة للفيروس.