منظور عالمي قصص إنسانية

قلق أممي إزاء أثر تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية على الجهود السياسية واحتمال حدوث المجاعة في اليمن

طفل يمني في موقع للنازحين داخليا في محافظة الضالع.
UNOCHA/Mahmoud Fadel
طفل يمني في موقع للنازحين داخليا في محافظة الضالع.

قلق أممي إزاء أثر تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية على الجهود السياسية واحتمال حدوث المجاعة في اليمن

السلم والأمن

أمام مجلس الأمن الدولي أعرب مارتن غريفيثس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن عن قلقه البالغ بشأن آثار قرار الولايات المتحدة الأميركية تصنيف جماعة أنصار الله، منظمة إرهابية أجنبية. وأبدى مخاوفه من احتمالات أن يؤثر ذلك سلبا على جهوده لجمع الأطراف معا.

وأعرب المبعوث الأممي عن الأمل في أن يكون هناك وضوح مطلق بشأن الإعفاءات التي سيتم منحها. وأكد المبعوث الأممي التزامه بالانخراط مع كل الأطراف، بما فيها أنصار الله سواء تم تصنيفهم أم لا، لإنهاء الصراع في اليمن.

وأكد تأييده لوكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية الذي قال إن القرار الأميركي سيسهم في حدوث المجاعة في اليمن، وبالتالي يتعين العدول عنه على أساس إنساني في أقرب وقت ممكن.

المجاعة في اليمن


مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قال، أمام المجلس، إنه لا يثير التساؤلات بشأن نية الولايات المتحدة وراء قرارها بشأن تصنيف أنصار الله، ولكنه طرح ثلاثة أسئلة وأجاب عنها:

  • أولا: ما الأثر الإنساني المحتمل للقرار؟ الإجابة: حدوث مجاعة على نطاق واسع لم نشهده منذ ما يقرب من 40 عاما.
  • ثانيا: هل ستمنع التصاريح والإعفاءات لوكالات الإغاثة حدوث ذلك؟ الإجابة: لا.
  • ثالثا: ما الذي سيمنع ذلك الوضع؟ الإجابة: العدول عن القرار. وبالطبع العمل على مسار جميع القضايا الأخرى التي أحيطكم بها كل شهر.

 وأكد مارك لوكوك في إحاطته أن أولويته العاجلة الآن تتمثل في منع حدوث مجاعة على مستوى واسع في اليمن. وقال إن البيانات تفيد بأن 16 مليون شخص سيعانون من الجوع هذا العام في اليمن. وقال إن حوالي 50 ألف شخص هناك يعانون من الجوع لدرجة الموت، بما يعني مجاعة على نطاق صغير، فيما يبتعد عنهم بخطوة واحدة 5 ملايين شخص آخر. وأضاف أن أي قرار يتخذه العالم الآن، يجب أن يأخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار.
 

هجوم عدن

وفي إحاطته لمجلس الأمن الدولي، عبر دائرة تليفزيونية مغلقة، قال مارتن غريفيثس إن عام 2020 انتهى بهجوم مروع استهدف الحكومة اليمنية المُشكلة حديثا لدى وصولها إلى مطار عدن في الثلاثين من كانون الثاني/ديسمبر مما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين منهم مسؤولون حكوميون وعاملون في المجال الإنساني وصحفي

وأضاف غريفيثس أن الهجمات المتعمدة ضد المدنيين والأهداف المدنية، محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي وقد تعد جريمة حرب. وجدد إدانته للهجوم بأشد العبارات.

وأعرب عن تضامنه مع الحكومة الجديدة، التي أظهرت عزما على البقاء في عدن على الرغم من المخاطر الأمنية.

وقال إن الحكومة فتحت تحقيقا في هجوم عدن وأعلنت اليوم مسؤولية جماعة أنصار الله عنه. 

وأضاف المبعوث الأممي أن الهجوم يلقي ظلالا ثقيلة على ما كان من المفترض أن تكون لحظة أمل لجهود تحقيق السلام في اليمن. وقال إن تشكيل الحكومة وعودتها إلى عدن كان إنجازا لاتفاق الرياض واستقرار مؤسسات الدولة والاقتصاد وعملية السلام. 

وهنأ غريفيثس، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وأطراف اتفاق الرياض وكل الأطراف والعناصر السياسية التي دعمت وساهمت في هذه العملية. كما أشاد بالمملكة العربية السعودية لدورها الناجح في الوساطة.

الطريق نحو السلام


وقال المبعوث الأممي مارتن غريفيثس إن الطريق نحو السلام في اليمن لم يكن سهلا أبدا، وأصبح أكثر صعوبة الآن مما كان عليه قبل شهر.
ولكنه أكد أن تحقيق السلام ممكن عندما تتوفر الإرادة لذلك. وشدد على ضرورة إبقاء التركيز على الهدف الأساسي وهو استئناف العملية السياسية الجامعة المُصممة لحل الصراع بشكل شامل. وقال إن استئناف الأطراف للعملية السياسية لا يعد التزاما فحسب، ولكنه واجب.
واختتم غريفيثس إحاطته بالقول إن التقدم على مسار اتفاق الرياض كبير، ويظهر إمكانية تحقيق المصالحة بين الأطراف المتنازعة، مجددا الإشادة بالجهود الحثيثة التي قامت بها المملكة العربية السعودية بصفتها وسيطا.

الإحاطة الكاملة للمبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن.