منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: في وجه كوفيد وتغير المناخ والصراعات المنتشرة هناك حاجة إلى مزيد من التضامن والتعاون والعدالة

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (يسار) في مؤتمر صحفي أمام وسائل الإعلام في برلين، ألمانيا.
United Nations/Florencia Soto Nino
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (يسار) في مؤتمر صحفي أمام وسائل الإعلام في برلين، ألمانيا.

الأمين العام: في وجه كوفيد وتغير المناخ والصراعات المنتشرة هناك حاجة إلى مزيد من التضامن والتعاون والعدالة

شؤون الأمم المتحدة

قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش إن جائحة كوفيد-19 تستشري، وكوكبنا يحترق، والصراع وانعدام الأمن في كل مكان، ودعا إلى أن يظهر العالم مزيدا من التضامن والتعاون والعدالة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم الخميس مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في العاصمة الألمانية برلين، حيث يقوم السيد أنطونيو غوتيريش بزيارة قصيرة لمناقشة أبرز التحديات الماثلة على الساحة الدولية، مشيرا في كلمته أمام الصحفيين إلى أن ألمانيا لطالما كانت طرفا يعول عليه في الأزمات:

"ألمانيا طرف موثوق به وسخي ونموذجي عندما نواجه مثل هذه الأوقات الصعبة".

في الواقع وبسبب فيروس كورونا، قام أمين عام الأمم المتحدة بعدد قليل من المهام والزيارات خارج المقر الرئيسي للأمم المتحدة هذا العام، لكنه أراد حقا أن يلبي دعوة رئيس البوندستاغ أو البرلمان الاتحادي الألماني لمخاطبة أعضائه والتشاور معهم في هذه الأوقات المليئة بالتحديات.

وكانت الأمم المتحدة قد قامت دراسة استقصائية حول العالم بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشائها، شارك بها حوالي 1.5 مليون مواطن من مختلف أرجاء المعمورة. الأمر المثير للاهتمام في هذا الاستطلاع، بحسب الأمين العام، هو أن 99% من أولئك الذين شاركوا من ألمانيا، "أكدوا التزامهم بالتعددية والتعاون الدولي لحل مشاكل عالم اليوم":

"وهذا يدل على الالتزام القوي من الشعب الألماني بالقيم التي تمثلها الأمم المتحدة، وهذا يوضح سبب استحالة عدم قبول الدعوة للحضور إلى البرلمان الذي يمثل الشعب الألماني في النشاط الأخير الذي سأقوم به (خارج المقر الرئيسي) خلال هذه السنة المأساوية".

عام مأساوي احتفل العالم خلاله بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة، وفي الوقت نفسه، عانى من تأثير كوفيد-19 وجميع التحديات الأخرى، بما فيها وفقا للأمين العام "تغير المناخ وعدم المساواة، وانعدام القانون في الفضاء السيبراني إلى أوجه الضعف المختلفة التي تقوض عالمنا".

التزام قوي بالتعددية

ووصف الأمين العام محادثاته اليوم مع وزير الخارجية الألماني بـ "البناءة والمثمرة"، معربا عن امتنانه الكبير لالتزام ألمانيا القوي بالتعددية وسياستها الخارجية القائمة على المبادئ عبر مجموعة واسعة من عمل الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، والسلام والأمن، ومواجهة تحديات التنمية والمساعدات الإنسانية، حيث كانت ألمانيا في خط المواجهة عبر جميع جوانب نشاط الأمم المتحدة.

ألمانيا طرف موثوق به وسخي ونموذجي عندما نواجه مثل هذه الأوقات الصعبة-- الأمين العام أنطونيو غوتيريش

وقد تجلى ذلك مرة أخرى من خلال الدور الذي لعبته ألمانيا في مجلس الأمن خلال العامين الماضيين. وأشار الأمين العام إلى أن وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس قد أظهر تفانيا كبيرا ومشاركة شخصية طوال عضوية ألمانيا في مجلس الأمن.

وقال الأمين العام إنه قد شارك الوزير ماس اجتماعات مختلفة خلال هذا العام، بما فيها اجتماعات مجلس الأمن بشأن قضايا مهمة مثل الأوبئة والأمن، والعنف الجنسي في النزاعات، والمناخ والأمن، والقانون الإنساني الدولي، وعدم الانتشار.

وأثنى السيد غوتيريش أيضا على الدعم الألماني الحاسم لبناء السلام، بما في ذلك دورها في لجنة بناء السلام، معربا عن تطلعه إلى المشاركة مع الوزير ماس في رئاسة مؤتمر تجديد موارد صندوق بناء السلام التابع للأمم المتحدة في ألمانيا شاكرا إياه على كرمه:

"أود أن أعرب عن امتناني للحكومة الألمانية والشعب الألماني على دعمهم الإنساني والتنموي السخي".

ليبيا، الساحل، السودان

متظاهرون في ساحة الشهداء في طرابلس، ليبيا
UNSMIL
متظاهرون في ساحة الشهداء في طرابلس، ليبيا

وقد ناقش المسؤولان الوضع في ليبيا والساحل والسودان وإثيوبيا والعديد من الأزمات الأخرى حول العالم.

وفيما يتعلق بليبيا، أعرب أنطونيو غوتيريش عن امتنانه بشكل خاص لدور ألمانيا، بما في ذلك "استضافة مؤتمر برلين حول ليبيا في كانون الثاني/يناير الماضي وكل الجهود المبذولة للمساعدة في صياغة طريق للمضي قدما ومواصلة تحفيز المشاركة البناءة للمجتمع الدولي في دعم الشعب الليبي".

فيما يتعلق بمنطقة الساحل، أثنى السيد غوتيريش على "التزام ألمانيا المستمر بالتنمية والاستقرار في المنطقة"، بما في ذلك التحالف من أجل منطقة الساحل، والمشاركة في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي وبعثة الاتحاد الأوروبي التدريبية.

فيما يتعلق بالسودان، قال الأمين العام "أقدر مساهمة ألمانيا المهمة في جهود الأمم المتحدة في مجلس الأمن، وقيادتها لمجموعة أصدقاء السودان".

الأزمة المستجدة في إثيوبيا

لاجئون وصلوا حديثا من إقليم تيغراي في إثيوبيا إلى مخيم أم راكوبة في السودان.
UNFPA/Sufian Abdul-Mouty
لاجئون وصلوا حديثا من إقليم تيغراي في إثيوبيا إلى مخيم أم راكوبة في السودان.

 

على صعيد الأحداث في إثيوبيا، قال الأمين العام إنه ووزير الخارجية الألماني يتشاطران بشكل كامل أهمية "إثيوبيا المسالمة"، وتسهيل تحقيق مستقبل مزدهر لشعبها وللاستقرار والتنمية في منطقة القرن الأفريقي.

وأكد مرة أخرى على أهمية "الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية وكذلك الاستئناف السريع لسيادة القانون وحقوق الإنسان والبيئة الآمنة" حيث لا تُحترم فيها حقوق الإنسان فحسب، بل تصبح فيها المصالحة ممكنة ويتم فيها توفير الخدمات العامة للجميع.

وقال الأمين العام إنه إلى جانب الحماية الفورية للمدنيين، "تقف الأمم المتحدة وشركاؤها على استعداد لدعم المبادرات التي تقودها إثيوبيا لتشجيع الحوار الشامل والمصالحة وإعادة الإعمار بعد الصراع".

سوريا والعراق

وخلال المؤتمر الصحفي المشترك، سئل الأمين العام عن الانتقادات التي تعرضت لها ألمانيا لعدم قدرتها على سبيل المثال على تأمين اتفاق في مجلس الأمن فيما يتعلق بالمعابر الحدودية والمساعدات الإنسانية في سوريا، فأجاب الأمين العام:

"كان موقفنا دائما واضحا جدا فيما يتعلق بالمساعدات الطارئة في سوريا. نعتقد أن الوضع المأساوي للشعب السوري يتطلب عمليات عبر الخطوط والحدود. وبالطبع، فإننا نأسف لحقيقة أن مجلس الأمن لم يكن قادرا على الحفاظ على مراكز العبور المختلفة عبر الحدود التي كانت موجودة في الماضي، لكن كان من الممكن على الأقل إنقاذ أحد المعابر، والذي، بالطبع، سيستخدم إلى أقصى حد ممكن".

وفيما اعترف الأمين العام بأن ليس كل شيء يسير على ما يرام في سوريا، قال إن اتفاق وقف إطلاق النار مازال ساريا، بالاتفاق بين تركيا وروسيا، معربا عن أمله في أن يتم الحفاظ على وقف إطلاق النار: "طالبنا بوقف شامل لإطلاق النار على كامل الأراضي السورية، لم يتم التوصل إليه بعد".

جلسة توعية مجتمعية حول كوفيد -19 في مخيم أبناء مهين للنازحين في شمال محافظة إدلب، سوريا.
© UNOCHA
جلسة توعية مجتمعية حول كوفيد -19 في مخيم أبناء مهين للنازحين في شمال محافظة إدلب، سوريا.

وفي نفس الوقت، أشار السيد غوتيريش إلى أن الأمم المتحدة تدفع باتجاه مفاوضات جادة بين الحكومة والمعارضة في سياق عقد مؤتمر مشيرا إلى الدور الإيجابي لروسيا في الضغط على الحكومة السورية لتكون أكثر مرونة في مواقفها فيما يتعلق بجدول أعمال المؤتمر والنقاط الجوهرية اللازمة لإحراز تقدم من أجل إيجاد حل سياسي للشعب السوري.

هذا وأكد الأمين العام من جديد أنه "لا يوجد حل عسكري في سوريا. الحل سياسي. وعلينا المضي قدما بمحادثات جنيف وتوسيعها لتشمل مختلف المجالات التي نصت عليها قرارات مجلس الأمن".

أما فيما يتعلق بالعراق، وما إذا كانت الأمم المتحدة تبذل جهدا لمعرفة مصير الأشخاص المختفين، قال الأمين العام:

"إن بعثة الأمم المتحدة في العراق منخرطة للغاية في هذه القضية، وتفعل كل ما في وسعها للتأكد من أن السلطات تتحرك بشكل فعال في العثور على الأشخاص وفي نفس الوقت تهيئ الظروف للمساءلة في هذه الحالات المأساوية".