منظور عالمي قصص إنسانية

جائحة كورونا قد تدفع بأكثر من 200 مليون شخص إضافي إلى براثن الفقر المدقع

رجل في نيبال يحمل بضائع على ظهره في منطقة كاتماندو المكتظة في العادة. جائحة كوفيد-19 ضربت الاقتصاد بشدة في تلك المناطق.
UN News\Vibhu Mishra
رجل في نيبال يحمل بضائع على ظهره في منطقة كاتماندو المكتظة في العادة. جائحة كوفيد-19 ضربت الاقتصاد بشدة في تلك المناطق.

جائحة كورونا قد تدفع بأكثر من 200 مليون شخص إضافي إلى براثن الفقر المدقع

التنمية الاقتصادية

بحسب دراسة جديدة أعدّها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يمكن أن يُدفع 207 مليون شخص إضافي إلى براثن الفقر المدقع بحلول عام 2030 بسبب التأثير الشديد لجائحة كوفيد-19 على المدى الطويل، مما قد يرفع العدد الإجمالي للفقراء إلى أكثر من مليار شخص.

وبحسب الدراسة التي صدرت يوم الخميس، فإن هذا السيناريو يعني أن التعافي من جائحة كـوفيد-19 سيستغرق وقتا طويلا، مع احتمال استمرار 80% من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الجائحة لمدة عشر سنوات. 

إمكانية الحيلولة دون ذلك

مع ذلك، بحسب الدراسة، فقد لا يكون هذا السيناريو نتيجة حتمية، وقد يؤدي التركيز الشديد على تحقيق أهـداف التنمية المستدامة إلى إبطاء ارتفاع معدلات الفقر المدقع – ويمكن أن ينتشل 146 مليون شخص من قبضته – بل وقد يتجاوز مسار التنمية الذي كان عليه العالم قبل الجائحة، بحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

ومن شأن الدفع بأهداف التنمية المستدامة قدما، وهو سيناريو طموح ولكن عملي، أن يضيّق فجوة الفقر بين الجنسين، ويقلل من عدد النساء الفقيرات، حتى مع مراعاة الآثار الحالية لجائحة كوفيد-19.

وثمّة سيناريو آخر، ويستند إلى معدلات الوفيات الحالية بسبب كورونا، وأحدث توقعات النمو من قبل صندوق النقد الدولي، وسيؤدي هذا السيناريو إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع بمقدار 44 مليون شخص بحلول عام 2030، مقارنة بمسار التنمية الذي كان العالم يسير عليه قبل الجائحة.

كوفيد-19 "نقطة تحوّل"

أكد أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن جائحة كوفيد-19 تمثّل "نقطة تحوّل" وأن المستقبل سيعتمد على القرارات المتخذة اليوم. وأضاف قائلا: "يُبرز هذا البحث الجديد حول الفقر أن جائحة كوفيد-19 هي نقطة تحوّل والخيارات التي يتخذها القادة الآن يمكن أن تنقل العالم إلى اتجاهات مختلفة للغاية".

وأضاف أن الفرصة متوفرة الآن للاستثمار في عقد من العمل الذي لا يساعد الأشخاص على التعافي من كوفيد-19 فحسب، بل يعيد تحديد مسار تنمية الأشخاص والكوكب نحو مستقبل أكثر عدلا ومرونة وخضرة.

وتجمع التدخلات المنسقة لأهداف التنمية المستدامة التي اقترحتها الدراسة التغييرات السلوكية من خلال تنبيه الحكومات والمواطنين إزاء ضرورة تحسين الفعالية والكفاءة في الحوكمة والتغيّرات في أنماط استهلاك الغذاء والطاقة والمياه.

وتركز التدخلات المقترحة أيضا على التعاون العالمي للعمل المناخي، والاستثمارات الإضافية في التعافي من كوفيد-19، والحاجة إلى تحسين الوصول إلى النطاق العريض والابتكار التكنولوجي.

تم إعداد الدراسة بشكل مشترك من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي و"مركز باردي للعقود الآجلة الدولية" في جامعة دنفر الأميركية. وتعمل على تقييم تأثير سيناريوهات الانتعاش المختلفة لكوفيد-19 على التنمية المستدامة، وتقييم الآثار متعددة الأبعاد للجائحة على مدى السنوات العشر المقبلة.