منظور عالمي قصص إنسانية

ارتفاع قياسي في مستويات ثاني أكسيد الكربون على الرغم من الإغلاق الناجم عن جائحة كورونا

التباطؤ الصناعي جراء جائحة كورونا لم يحد من المستويات القياسية لغازات الاحتباس الحراري التي تحتجز الحرارة في الغلاف الجوي، ما يرفع درجات الحرارة ويدفع إلى مزيد من ظواهر الطقس المتطرفة.
Unsplash/Johannes Plenio
التباطؤ الصناعي جراء جائحة كورونا لم يحد من المستويات القياسية لغازات الاحتباس الحراري التي تحتجز الحرارة في الغلاف الجوي، ما يرفع درجات الحرارة ويدفع إلى مزيد من ظواهر الطقس المتطرفة.

ارتفاع قياسي في مستويات ثاني أكسيد الكربون على الرغم من الإغلاق الناجم عن جائحة كورونا

المناخ والبيئة

أوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن مستويات ثاني أكسيد الكربون شهدت ارتفاعا جديدا في عام 2019، مشيرة إلى أن المتوسط العالمي السنوي لثاني أكسيد الكربون تجاوز العتبة الهامة البالغة 410 أجزاء في المليون. جاء ذلك وفقا لنشرة غازات الاحتباس الحراري للمنظمة التي أصدرتها اليوم الاثنين.

وأكدت المنظمة استمرار هذا الارتفاع في عام 2020. "‏ومنذ عام 1990‏، زاد إجمالي القسر الإشعاعي - وهو التأثير الاحتراري على المناخ - بنسبة ‎45‏ في المائة بفعل غازات الاحتباس الحراري طويلة الأجل، التي يمثل ثاني أكسيد الكربون 80 في المائة منها".

وأفادت الوكالة الأممية بأن التباطؤ الصناعي جراء جائحة كورونا لم يحد من المستويات القياسية لغازات الاحتباس الحراري التي تحتجز الحرارة في الغلاف الجوي، ما يرفع درجات الحرارة ويدفع إلى مزيد من ظواهر الطقس المتطرفة، وذوبان الجليد، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتحمض المحيطات.

وقد ارتفعت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهي أهم غازات الدفيئة العديدة التي تحبس الحرارة في الغلاف الجوي وتساهم في تغير المناخ، بنسبة 148 في المائة منذ عصور ما قبل الصناعة.

حصيلة تاريخ كامل للتنمية البشرية

وخلال مؤتمر صحفي في جنيف، قالت أوكسانا تاراسوفا، رئيسة قسم أبحاث الغلاف الجوي والبيئة في المنظمة:

"إن ثاني أكسيد الكربون الموجود حاليا في الغلاف الجوي هو حصيلة تراكم منذ عام 1750، لذا فإن التركيز الحالي هو في الواقع حصيلة كل جزء يتم إطلاقه في الغلاف الجوي منذ ذلك الوقت. إنه ليس ما حدث اليوم أو بالأمس، إنه التاريخ الكامل للتنمية البشرية والاقتصادية والبشرية، وهو ما يقودنا بالفعل إلى هذا المستوى العالمي البالغ 410".

الجائحة ليست حلا

أما الأمين العام للمنظمة، بيتيري تالاس، فأشار إلى أنه من المتوقع أن تؤدي عمليات الإغلاق المتعلقة بكـوفيد-19 إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لهذا العام بنسبة تتراوح بين أربعة وسبعة في المائة.

وقالت الدكتورة تاراسوفا إن مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ستستمر في الزيادة بسرعة، وحتى إذا توقفت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فسوف يستغرق الأمر عقودا حتى تبدأ مستويات الكربون في الغلاف الجوي في الانخفاض.

وأكد البروفيسور تالاس أن الجائحة ليست حلا لتغيّر المناخ. "بيد أنها توفر لنا منصة لاتخاذ إجراءات مناخية أكثر استدامة وطموحا لخفض الانبعاثات إلى مستوى صفري صاف من خلال التحول الكامل للنظم الصناعية ونظم الطاقة والنقل. والتغييرات اللازمة ميسورة التكلفة من الناحية الاقتصادية ممكنة من الناحية الفنية، ولن تؤثر على حياتنا اليومية إلا تأثيرا هامشيا. ومن الأمور المحمودة أن عددا متزايدا من البلدان والشركات قد التزمت بالحياد الكربونى ... ليس لدينا وقت لنضيعه".

تعهدات متزايدة

وقال المسؤول الأممي إن العالم بحاجة إلى التحرك بسرعة نحو تحقيق حياد الكربون، والعديد من البلدان تعد الآن بالقيام بذلك.

"إذا كنتم ترغبون في الوصول إلى حياد الكربون أو تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، فيجب أن نصبح محايدين للكربون بحلول عام 2050. 50 في المائة من الانبعاثات العالمية حتى الآن تأتي من الصين والاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية".

وقال البروفيسور تالاس إن الولايات المتحدة الأمريكية إذا أرادت تحقيق الهدف نفسه خلال إدارة الرئيس المنتخب بايدن، "فهذا يعني أن غالبية الدول ذات الاقتصادات العظمى والمسؤولة عن الانبعاثات الكبيرة في العالم تحمل نفس الرؤية في تحقيق حياد الكربون".

"يتعين علينا العمل على ثني منحنى نمو الانبعاثات هذا خلال السنوات الخمس المقبلة، وبعد ذلك يجب أن نبدأ في رؤية انخفاض في الانبعاثات بنسبة ستة في المائة سنويا حتى عام 2050 للوصول إلى هذا الهدف".