منظور عالمي قصص إنسانية

نتيجة توقف التحصين، الحصبة تقتل 200 ألف شخص خلال العام الماضي

رضيع يبلغ من العمر سبعة أشهر يتلقى العلاج في ساموا بعد تفشي مرض الحصبة في الجزيرة
©UNICEF/Allan Stephen
رضيع يبلغ من العمر سبعة أشهر يتلقى العلاج في ساموا بعد تفشي مرض الحصبة في الجزيرة

نتيجة توقف التحصين، الحصبة تقتل 200 ألف شخص خلال العام الماضي

الصحة

تسببت الحصبة في مقتل أكثر من 200 ألف شخص، خلال العام الماضي، وهو أكبر عدد من حالات الوفاة يتم تسجيله منذ 23 عاما، وذلك بعد فشل دام عقدا من الزمن في الوصول إلى تغطية مثلى بشأن التطعيم ضد المرض.

جاء ذلك في تقرير مشترك، صدر اليوم الخميس، عن منظمة الصحة العالمية والمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وكان عدد الوفيات الناجمة عن المرض عام 2019 أعلى بنسبة 50 في المائة من أدنى مستوى تاريخي تم تسجيله عام 2016، إذ شهدت جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية زيادة في عدد الحالات.

وقد شهد هذا العام، وفقا لبيان صحفي، عددا أقل من الحالات، لكن جائحة كـوفيد-19 أعاقت جهود التحصين، في ظل تعرض 94 مليون شخص لخطر عدم الحصول على لقاحات الحصبة في 26 دولة أوقفت حملات التطعيم ضد المرض، بما في ذلك العديد من البلدان التي تشهد تفشيا مستمرا للمرض.

الحصبة لم تختف

وقالت هنريتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف في بيان:

"حتى قبل انتشار فيروس كورونا، كان العالم يتصارع مع الحصبة، فهي لم تختف بعد. وفي الوقت الذي أرهقت فيه جائحة كوفيد-19 النظم الصحية، ينبغي ألا نسمح لمعركتنا ضد مرض مميت أن تثنينا عن مكافحة مرض آخر".

والحصبة مرض يمكن الوقاية منه تماما، لكن النجاح في تحقيق ذلك يتطلب تطعيم 95 في المائة من الأطفال في الموعد المحدد بجرعتين من اللقاحات المحتوية على الحصبة من النوعين MCV1 و MCV2.

وقالت الدكتورة ناتاشا كروكروفت، كبيرة المستشارين التقنيين في مجال الحصبة والحصبة الألمانية في منظمة الصحة العالمية، إن الخبر السار هو أن لقاحات الحصبة أنقذت أكثر من 25.5 مليون شخص على مستوى العالم منذ عام 2000. لكن التغطية المنخفضة فيما يتعلق بتوفير اللقاح تعني أن عدد الأطفال غير المحميين ظل يتزايد سنويا.

إعداد حقنة في موقع حملة تطعيم جماعي ضد الحصبة في جنوب السودان.
UNMISS/Tim McKulka
إعداد حقنة في موقع حملة تطعيم جماعي ضد الحصبة في جنوب السودان.

 

توقف التغطية

وقالت الدكتورة كروكروفت خلال حديثها للصحفيين في جنيف إن "المشكلة الكبرى لا تتمثل في وجود ثغرات كبيرة في التغطية، بل في توقف التغطية نفسها". وأضافت أن العام الماضي شهد فاشيات في مناطق كانت تتمتع بتغطية في التحصين كافية لعدة سنوات.

"إذا كانت هناك منطقة تتمتع بتغطية (في التحصين) بنسبة 80 في المائة، يكون هناك إحساس بأن الأمور تسير على ما يرام، لكن الأمر ليس كذلك، وفي نهاية المطاف نشهد حدوث هذه الفاشيات الكبيرة".

التردد في أخذ اللقاح

وقالت المسؤولة الأممية إن المشكلة الرئيسية على مستوى العالم تمثلت في ضعف النظم الصحية وعدم القدرة على الوصول إلى الأطفال، كما أن التردد بشأن أخذ اللقاحات يمثل مشكلة إضافية في بعض البلدان.

في الأسبوع الماضي، أصدرت اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية نداء مشتركا للعمل من أجل تفادي انتشار الحصبة وشلل الأطفال. ودعت الوكالتان الأمميتان إلى تخصيص 255 مليون دولار إضافية، على مدى السنوات الثلاث المقبلة، لمعالجة الفجوات الخطيرة في المناعة ضد الحصبة، في 45 دولة تعد الأكثر عرضة لخطر انتشار وشيك.

وقالت الدكتورة كروكروفت إن البلدان التي عانت مؤخرا من فاشيات كبيرة في مرض الحصبة تشمل جمهورية الكونغو الديمقراطية، مدغشقر، جمهورية أفريقيا الوسطى، جورجيا، كازاخستان، مقدونيا الشمالية، ساموا، تونجا، وأوكرانيا.