منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية تدعو إلى الإنصات للعلم وعدم تسييس كوفيد-19

المنظمة الدولية للهجرة تدعم الرعاية الطبية للاجئي الروهينجا في بنغلاديش.
IOM/Abdullah Al Mashrif
المنظمة الدولية للهجرة تدعم الرعاية الطبية للاجئي الروهينجا في بنغلاديش.

منظمة الصحة العالمية تدعو إلى الإنصات للعلم وعدم تسييس كوفيد-19

الصحة

أفادت منظمة الصحة العالمية بأن الأسبوع الماضي شهد أكبر عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا، و46% من الحالات ونحو ثلث الوفيات تتركز في المنطقة الأوروبية، مما يضع أوروبا في بؤرة الجائحة.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن بلدانا عديدة تشهد "ارتفاعا مقلقا" في حالات الإصابة بمرض كـوفيد-19 ودخول المستشفيات، لاسيّما في أوروبا وأميركا الشمالية.

وفي المؤتمر الصحفي الدوري من جنيف، قال د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن العاملين الصحيين مرّة أخرى موجودون في الخطوط الأمامية لمواجهة المرض، ودعا لحمايتهم: "يجب أن نبذل قصارى جهدنا لحماية العاملين الصحيين واتباع أفضل الطرق للقيام بذلك، وهي أن نتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لتقليل مخاطر انتقال كوفيد-19 لأنفسنا وللآخرين".

وبدأت بعض الحكومات بتطبيق إجراءات للحد من انتشار الفيروس. ودعا د. تيدروس الدول إلى الموازنة بين الاضطرابات التي تحدثها الجائحة على الحياة وسبل العيش من جهة والمخاطر الصحية من جهة أخرى. وقال: "لا أحد يريد المزيد من عمليات الإغلاق ولكن إذا أردنا تجنبها، علينا جميعا أن نؤدي دورنا".

سباق مع المرض

Tweet URL

وشبّه مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، د. مايكل راين، مواكبة تحرّكات المرض بسباق ينبغي للدول والمجتمعات أن تفوز به. وأضاف يقول: "أحيانا في أي سباق يمكن استخدام تكتيك معيّن في وقت معيّن. الآن، نحن خلف الفيروس في أوروبا، ولكي نسبقه، يتطلب ذلك تسارعا جديّا بما نقوم به، وربما اتخاذ إجراءات طبيعتها تكون أكثر شمولية لكي نلحق بالفيروس ونسبقه".

لا توجد حلول سحرية لتفشي كوفيد-19، فقط العمل الشاق من القادة على جميع مستويات المجتمعات والعاملين في مجال الصحة -- د. تيدروس

وأشار د. راين إلى أن ذلك قد يتطلب تضحيات أكبر بالنسبة للكثير من الأشخاص، وخاصة فيما يتعلق بحياتهم الشخصية.

من جانبه قال د. تيدروس بعد اللحاق بالفيروس والتغلب عليه، يجب تقوية الأنظمة الصحية والقوى العاملة الصحية وتتبع جهات الاتصال حتى لا يتوسع الفيروس مرة أخرى.

وأضاف: "لا توجد حلول سحرية لتفشي كوفيد-19، فقط العمل الشاق من القادة على جميع مستويات المجتمعات والعاملين في مجال الصحة ومتتبعي الاتصال والأفراد".

ضرورة احترام العلم

وتابع مدير عام منظمة الصحة العالمية يقول إن العلم يستمر في إخبارنا بحقيقة هذا الفيروس، وكيفية احتوائه وقمعه ومنعه من العودة وكيفية إنقاذ أرواح المصابين. وقد اتبعت بلدان ومدن عديدة العلم وقمعت الفيروس وقللت من معدل الوفيات.

ولكنه أضاف أنه حيث يوجد انقسام سياسي على المستوى الوطني، وحيث كان هناك عدم احترام صارخ للعلم والمهنيين الصحيين، انتشر الارتباك وتزايدت حالات كوفيد-19 والوفيات. وقال: "لهذا قلت مرارا وتكرارا: كفوا عن تسييس كوفيد-19". مشيرا إلى أن ما ينقذ الأرواح هو العلم والحلول والتضامن.

وأوضح د. مايكل راين أن التحدي الأبرز هو أن البعض لا يؤمن بوجود المرض أصلا، وقال: "كيف تقنعون شخصا بفعل شيء ما لم يكن مؤمنا بوجود المشكلة؟"، مشيرا إلى ضرورة إقناع الناس، والإقناع لا يكون بالقوة بل بالحوار والنقاش، على حدّ قوله.

ممرضة تقيس درجة حرارة طفلة في مركز للرعاية الصحية الأولية في بيروت، لبنان، أثناء تفشي COVID-19.
© UNICEF/Fouad Choufany
ممرضة تقيس درجة حرارة طفلة في مركز للرعاية الصحية الأولية في بيروت، لبنان، أثناء تفشي COVID-19.

مواجهة "تسونامي" الحالات

وردّا على أسئلة الصحفيين، دعا د. مايكل راين الدول إلى فعل كل ما أمكن لتقليل انتقال العدوى على مستوى المجتمع، وحماية الضعفاء مثل كبار السن والمرضى، وحثّ كل فرد على اتباع جميع الإجراءات الممكنة لتقليل العدوى مثل التباعد البدني وارتداء الأقنعة وضمان تجنب الأماكن المزدحمة والحفاظ على نظافة اليدين، وعزل كل من خالط حالات مصابة بالفيروس، مشيرا إلى ضرورة أن تدعم الحكومات هذه الإجراءات. "وقتها سيتحقق نجاح كبير".

وفيما يتعلق بالتخفيف من حدّة آثار المرض، قال د. راين إن التخفيف أمر مهم جدا، ولكن "التخفيف في وجه تسونامي من الحالات" قد يؤدي إلى نفاد سعة المستشفيات والقدرة على التأقلم، وفي وجه الحالات الكثيرة، لا يكون التقليل من حدّة المرض هو الحل، بل يجب التحرّك بسرعة لإخماد نيران الجائحة.

وأوضحت المنظمة أن جائحة كوفيد-19 تلحق خسائر نفسية وجسدية على الجميع، لكن، يرى د. تيدروس أنه "لا يمكن الاستسلام، ولا يجب الاستسلام".