منظور عالمي قصص إنسانية

في يوم الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي يحشد الجهود من أجل إنقاذ منطقة الساحل من المجاعة

سيّدة في مالي تقوم بالعمل في حديقة تابعة للمنطقة السكنية وهي جزء من بناء المشاريع التي ينفذها برنامج الأغذية العالمي.
WFP/Simon Pierre Diouf
سيّدة في مالي تقوم بالعمل في حديقة تابعة للمنطقة السكنية وهي جزء من بناء المشاريع التي ينفذها برنامج الأغذية العالمي.

في يوم الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي يحشد الجهود من أجل إنقاذ منطقة الساحل من المجاعة

المساعدات الإنسانية

أفاد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي الذي حصد مؤخرا جائزة نوبل للسلام، بأن الوضع في منطقة الساحل لا ينذر بالخير، خاصة في ظل انتشار الجماعات المتطرفة وتدهور الأمن وانتشار الفقر وتأثير تغير المناخ على المنطقة.

ديفيد بيزلي الذي حلّ ضيفا اليوم، -تزامنا مع إحياء يوم الأغذية العالمي-، على المؤتمر الصحفي اليومي بالمقر الدائم، قال إن البرنامج يقدم المساعدة لحوالي 1.2 مليون شخص في منطقة الساحل الأفريقية.

وكان رئيس الوكالة الأممية التي تعنى بتوفير الدعم الغذائي للمتضررين من الكوارث والحروب، قد زار منطقة الساحل مؤخرا برفقة وزيري التنمية الدنماركي والسويدي حيث اطلعوا على الوضع في الميدان والتحديات التي تواجه العاملين في البرنامج، بما فيها عوائق الوصول إلى المجتمعات الضعيفة.

يأتي ذلك قبيل مؤتمر كوبنهاغن حول الوضع الإنساني في منطقة الساحل والذي سينعقد يوم الثلاثاء المقبل.

Tweet URL

 

وقال بيزلي للصحفيين في المقر الدائم إن إمدادات الغذاء ستنقطع في تشرين الثاني/نوفمبر عن بوركينا فاسو.

وأوضح قائلا: "نفد المال ونحتاج إلى 86 مليون دولار للأشهر الستة المقبلة. ومع تزايد الاحتياجات وتناقص الموارد والانكماش الاقتصادي بسبب كوفيد-19، فإن كل تلك العوامل ستشكل بالفعل تحديات بالنسبة لنا. ولكن إذا تمكنا من الحصول على المال وضمان إمكانية الوصول إلى المحتاجين، فيمكننا تجنب المجاعة وتحقيق الاستقرار  في كثير من المجتمعات".

حاجة إلى إنقاذ الأرواح

وأدت الهجمات على المدنيين والبنية التحتية والصراع بين الجماعات المسلحة الحكومية وغير الحكومية إلى نزوح جماعي للسكان في جميع أنحاء بوركينا فاسو ومالي والنيجر.

ويحتاج جميع النازحين قسراً إلى مساعدة عاجلة لإنقاذ حياتهم. وتتم استضافة معظمهم من قبل المجتمعات التي غالبا ما تكون هي نفسها محرومة وضعيفة للغاية. وتتزايد الاحتياجات الغذائية بلا هوادة في وقت تزداد فيه صعوبة وصول المساعدات الإنسانية.

ويهدد انعدام الأمن المتزايد المكاسب التي تحققت في مختلف القطاعات، بما في ذلك الأمن الغذائي والتغذية، ويُعطل تدفق الغذاء والتجارة.

العمل الإنساني الفوري يعد ضروريا الآن لإنقاذ الأرواح. وتمثل تلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة، مع الحفاظ في نفس الوقت على التقدم المحرز في السنوات الأخيرة في بناء قدرة المجتمعات على الصمود، تحديا هائلا أمام برنامج الأغذية العالمي والوكالات الإنسانية الأخرى في الميدان.

وذكر ديفيد بيزلي للصحفيين أن متطلبات تمويل برنامج الأغذية العالمي في بلدان الساحل الأوسط الثلاثة تبلغ أكثر من 178 مليون دولار أمريكي حتى آذار/مارس 2021.

بيزلي يشبه النساء بنمور العمل الإنساني

وشاكرا لجنة نوبل للسلام على تقديرها لعمل البرنامج ، قال بيزلي إنه ينوي أن يسخر هذه الجائزة لحشد الدعم لمساعدة الأكثر ضعفا وإسماع أصواتهم إلى العالم.

وتحدث المدير التنفيذي عن عمل البرنامج مع الوكالات الإنسانية الأخرى كفريق واحد في الميدان، بما في ذلك  منظمة اليونيسف ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة وغيرها من المنظمات، لافتا الانتباه إلى تأثير هذا العمل الإنساني على حياة الكثير من الرجال والنساء وخاصة النساء، واصفا إياهن بالنمور، موضحا أن النساء هن من ينجزن العمل بالفعل.

وذكر على سبيل المثال بعض برامج التسميد الجديدة في منطقة الساحل التي تديرها النساء، قائلا إن ما يفعلنه مذهل.

وأشار أيضا إلى أن النساء يقمن بإعادة تأهيل الأرض ويفعلن ما في وسعهن لحماية البيئة من خلال استخدام السماد العضوي بطرق غير عادية، وكسب الدخل لرعاية أسرهن.

"لذا فمن السهل أن تكون سلبيا تماما بشأن منطقة الساحل"، أوضح بيزلي، "لكن في الوقت نفسه، من السهل أيضا أن تكون متفائلا جدا عندما ترى برامجنا".

غير أنه شدد على ضرورة أن "يكون لدينا مكون أمان حتى نتمكن من أن ننجح على صعيدي التنمية الإنسانية والسلام" معا.

الوضع الإنساني في اليمن مازال الأسوأ

من الأرشيف: المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي يلتقي طفلة صغيرة في اليمن في عام 2017.
WFP/Marco Frattini
من الأرشيف: المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي يلتقي طفلة صغيرة في اليمن في عام 2017.

وردا على سؤال حول ترتيب منطقة الساحل بين الأزمات الإنسانية العالمية، أكد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي أن اليمن مازال يعتبر الأسوأ.

وأعرب بيزلي عن قلق عميق حيال وضع الشعب اليمني قائلا إنه منذ اليوم الأول للحصار الذي فرض على البلاد كان يشدد على أهمية منح البرنامج حق الوصول إلى الضعفاء برغم الانتقادات التي تعرض لها، مشيرا إلى أن أكثر من 12.5 مليون يمني يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

غير أن مناطق وبلدان أخرى بما فيها دول الساحل، جمهورية الكونغو الديمقراطية، الصومال، السودان، جنوب السودان وأفغانستان ولبنان وسوريا يجب أن تستحوذ على الاهتمام الدولي خاصة في ظل الركود الاقتصادي العالمي وتداعيات كـوفيد-19، بحسب ديفيد بيزلي.

دعوة أغنياء العالم إلى المساعدة

وسئل المدير التنفيذي عن الشخصيات التي تملك الملايين لا بل البلايين في العالم والتي كان قد ذكرها في إحدى تغريداته على تويتر وأيضا عقب نيل البرنامج جائزة نوبل للسلام، فكان جوابه بسيطا للغاية: "أنا لست خبير أثرياء. أنا لا أمضي وقتي مع تلك المجموعة. أنا أمضيه مع أناس يتضورون جوعا حتى الموت".

وأضاف أن هناك حوالي 2200 ملياردير حول العالم، تبلغ صافي ثرواتهم 8 تريليونات دولار، مشيرا إلى أن ثلاثة أو أربعة من أصحاب المليارات هم في الولايات المتحدة وحدها ولديهم ثروة تزيد عن تريليون دولار. وشدد على أنه لا يعارض أي شخص يربح المال غير أن العالم يواجه أزمة غير مسبوقة.

وتوجه بالسؤال إلى عمالقة التكنولوجيا الذين يتلاعبون بالبيانات من أجل أن تربح الشركات المليارات، قائلا: "لماذا لا نستخدم بعض هذه البيانات لإنقاذ الأرواح في الوقت الحالي. أنا أطلب من أصحاب المليارات أن يساعدونا الآن. الإنسانية بحاجة إلى مساعدة الآن".

وقال مدير برنامج الأغذية العالمي إن هذا طلب لمرة واحدة، وليس طلبا سنويا. إذ إن العالم على مفترق طرق ونحتاج إلى أن يتقدم المليارديرات (أصحاب المليارات) بطريقة لم يسبق لهم أن قاموا بها من قبل، وأن يفعلوا كل ما في وسعهم لتقديم يد العون للمحتاجين في هذه المرحلة الدقيقة من التاريخ.

وكان ديفيد بيزلي قد غرد على تويتر يوم الثامن عشر من شهر أيلول/سبتمبر قائلا إنه يوجد أكثر من 2000 ملياردير على هذا الكوكب. تبلغ ثروتهم 8 تريليون دولار. ربح بعضهم المليارات خلال كوفيد-19. وأكد أنه ليس ضد أي شخص يربح المال، ولكن نيابة عن 30 مليون شخص يعتمدون على برنامج الأغذية العالمي للبقاء على قيد الحياة، يسأل: ألا يمكن توفير 4.9 مليار دولار على الأقل لوقف المجاعة؟