منظور عالمي قصص إنسانية

جائحة كوفيد-19 تهدد التقدم المحرز لمكافحة السُل

طبيب في الهند يتفحص الصورة الطبقية لأحد المرضى للتأكد من علامات على الإصابة بداء السل أو أي أمراض أخرى في الرئتين.
© UNICEF/Vinay Panjwani
طبيب في الهند يتفحص الصورة الطبقية لأحد المرضى للتأكد من علامات على الإصابة بداء السل أو أي أمراض أخرى في الرئتين.

جائحة كوفيد-19 تهدد التقدم المحرز لمكافحة السُل

الصحة

أظهر تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية وجود تحديات أمام الوصول إلى خدمات مكافحة داء السل، وأن جائحة كوفيد-19 زادت من "النكسات" التي تهدد التقدم المحرز في مجال مكافحة المرض.

ومرض السل هو أكثر الأمراض المعدية في العالم. قبل جائحة كـوفيد-19، وقد أحرزت دول عديدة تقدما ثابتا في مجال مكافحته، وتراجعت الإصابة به بنسبة 9% بين عامي 2015 و2019، وشهدت الفترة نفسها تراجعا في معدل الوفيات بنسبة 14%.

هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة في جميع أنحاء العالم إذا أردنا تحقيق أهدافنا بحلول عام 2022 -- المدير العام لمنظمة الصحة العالمية

إلا أنه وفق تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية، فقد أدت الاضطرابات في الخدمات بسبب جائحة كوفيد-19 إلى المزيد من النكسات. وفي الكثير من الدول، تم تخصيص الموارد البشرية والمالية والموارد الأخرى التي كانت مخصصة لمكافحة مرض السل، للاستجابة لكوفيد-19، كما تأثرت أنظمة جمع البيانات وإعداد التقارير بشكل سلبي.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن الوصول العادل إلى التشخيص والوقاية والعلاج والرعاية عالية الجودة وفي الوقت المناسب ما زال يمثل تحديا. وأضاف يقول: "هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة في جميع أنحاء العالم إذا أردنا تحقيق أهدافنا بحلول عام 2022".

استراتيجية دحر السل

مرض السل مدرج في الهدف الثالث من أهـداف التنمية المستدامة، والذي يشير إلى "القضاء على أوبئة الإيدز والسل والملاريا والأمراض المدارية المهملة" بحلول عام 2030.

Tweet URL

وتحدد استراتيجية دحر السل الأهداف المرحلية (لعام 2020 وعام 2025) والغايات (لعام 2030 وعام 2035) للحد من حالات السل والوفيات الناجمة عنه. وتتمثل الغايتان المحددتان لعام 2030 في الحد بنسبة 90٪ من عدد الوفيات الناجمة عن السل والحد بنسبة 80٪ من معدل الإصابة به، مقارنة بالمستويات المسجلة عام 2015.

وتتمثل الغايتان المحددتان لعام 2020 في الحد بنسبة 35٪ من عدد الوفيات الناجمة عن السل والحد بنسبة 20٪ من معدل الإصابة بالسل. وتشمل الاستراتيجية أيضاً هدفاً مرحلياً لعام 2020 يتمثل في عدم تعرض أي مريض من المصابين بالسل أو أسرته لتكاليف كارثية نتيجة الإصابة بالمرض.

ويشير التقرير إلى البيانات التي جُمعت من أكثر من 200 دولة وتؤكد تراجع الإبلاغ عن الإصابات بداء السل، وتراجعا كبيرا في ثلاثة بلدان ذات عبء السل الثقيل وهي الهند وإندونيسيا والفلبين، بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو 2020 مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق.

وحذرت المنظمة من أن تؤدي هذا التراجع في الإبلاغ عن الحالات إلى زيادة كبيرة في وفيات مرضى السل.

الإعلان السياسي بشأن السل

عُقد أول اجتماع رفيع المستوى بشأن السل في الجمعية العامة في أيلول/سبتمبر 2018، وتمخض عنه إعلان سياسي تم التأكيد خلاله على الالتزام بأهداف التنمية المستدامة واستراتيجية دحر السل.

ويشمل الإعلان السياسي أربع غايات عالمية جديدة، وهي:

  • علاج 40 مليون شخص من السل في فترة السنوات الخمس من عام 2018 إلى عام 2022؛
  • الوصول إلى 30 مليون شخص على الأقل بالعلاج الوقائي لعدوى السل الخفية في فترة السنوات الخمس من عام 2018 إلى عام 2022؛
  • تعبئة ما لا يقل عن 13 مليار دولار سنوياً من أجل الإتاحة الشاملة لتشخيص السل وعلاجه ورعاية المصابين به بحلول عام 2022؛
  • تعبئة ما لا يقل عن ملياري دولار سنوياً من أجل الأبحاث في مجال السل.
  • ويرجّح التقرير تفويت الأهداف العالمية للوقاية والعلاج بدون الإجراءات والاستثمارات العاجلة.
طفل يتلقى  دواء السل في جنوب السودان في إطار برنامج يدعمه الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. المصدر: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي جنوب السودان / بريان سوكول
UNDP South Sudan/Brian Sokol
طفل يتلقى دواء السل في جنوب السودان في إطار برنامج يدعمه الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. المصدر: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي جنوب السودان / بريان سوكول

نقص التمويل بسبب كوفيد

يبقى التمويل معضلة. ففي عام 2020، بلغ تمويل مكافحة السل وتشخيص المرض وعلاجه ورعاية المرضى المصابين به 6.5 مليار دولار، وهو ما يمثل نصف الهدف الذي اتفق قادة دول العالم عليه في الإعلان السياسي للأمم المتحدة بشأن السل، والبالغ 13 مليار دولار.

ووفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، اتخذت الدول إجراءات للتخفيف من تأثير الجائحة على خدمات السل الأساسية، بما في ذلك تعزيز مكافحة العدوى. ووسع ما مجموعه 108 دول – من بينها 21 دولة ذات عبء السل الثقيل – نطاق استخدام التكنولوجيا الرقمية لتقديم النصح والدعم عن بُعد، لتقليل الحاجة إلى زيارة المرافق الصحية، وتشجع دول كثيرة على تلقي العلاج في المنزل، والتأكد من احتفاظ المرضى بكميات كافية من الدواء.

وقالت د. تيريزا كاسيفا، مديرة برنامج السل العالمي في منظمة الصحة: "في مواجهة الجائحة، تضافرت جهود البلدان والمجتمع المدني والشركاء الآخرين لضمان الحفاظ على الخدمات الأساسية لكل من السل وكوفيد-19 لكل من يحتاج إليها"، وأضافت أن هذه الجهود مهمة لتعزيز النظم الصحية وضمان حصول الجميع على الرعاية الصحية وإنقاذ الأرواح.

حقائق عن السل

تسبب السل بكتيريا (البكتيريا المتفطرة السلية) تصيب الرئتين في معظم الأحيان. وينتقل السل من شخص لآخر عن طريق الهواء، لأسباب منها السعال والعطس.

ويعيش تقريبا 90% ممن يصابون بمرض السل سنويا في 30 دولة. ومعظم من يصاب بالمرض بالغون، ويصيب المرض الرجال أكثر من النساء.

لكن يمكن الوقاية من السل وعلاجه. بين عامي 2018 و2019، تلقى نحو 14 مليون شخص العلاج من السل، ونحو 85% من المصابين بالمرض يمكن علاجهم بنجاح باستخدام دواء لمدة ستة أشهر، وللعلاج فائدة إضافية تتمثل في الحد من نقل العدوى. منذ عام 2000، تمكن علاج السل من منع 60 مليون حالة وفاة، ولكن بسبب ضعف الوصول إلى تغطية صحية شاملة، فإن الملايين الآخرين يفوّتون فرصة التشخيص والعلاج.