منظور عالمي قصص إنسانية

مجلس الأمن يبحث الأوضاع السياسية والإنسانية والاقتصادية في السودان

حافظات سلام من باكستان عاملات في بعثة يوناميد يتحدثن إلى نساء وأطفال في دارفور.
UNAMID
حافظات سلام من باكستان عاملات في بعثة يوناميد يتحدثن إلى نساء وأطفال في دارفور.

مجلس الأمن يبحث الأوضاع السياسية والإنسانية والاقتصادية في السودان

السلم والأمن

عقد مجلس الأمن، اليوم الجمعة، جلسة بحث خلالها الوضع في السودان، حيث استمع إلى إحاطتين من وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، جان بيير لاكروا. ومن بين الموضوعات التي تطرق إليها المسؤولان الأمميان عملية السلام في البلاد ونشر البعثة السياسية الجديدة إضافة إلى الأزمة الإنسانية الناجمة عن الفيضانات التي اجتاحت البلاد مؤخرا.

وقالت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية إن فريق بدء مهام بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) سيوفد إلى السودان الشهر المقبل للبدء في تنفيذ الأهداف الاستراتيجية الأربعة التي حددها مجلس الأمن وهي: المساعدة في الانتقال السياسي؛ دعم عمليات السلام؛ المساعدة في بناء السلام وحماية المدنيين وسيادة القانون؛ ودعم حشد المساعدات الاقتصادية والإنمائية والإنسانية.

وأشارت إلى أن فريق التخطيط التابع للبعثة الجديدة يعمل عن كثب مع بعثة يوناميد لتعظيم أثر البعثتين وضمان تبادل الدروس المستفادة، مشيرة إلى أن النشر السريع للبعثة الجديدة يحظى بأولوية قصوى، بما في ذلك تعيين ممثل خاص.

الانتقال السياسي في السودان

وقالت ديكارلو إن الانتقال السياسي في السودان يمضي في الاتجاه الصحيح، مشيرة إلى الإصلاحات التشريعية المهمة التي تم تبنيها في الأسابيع الأخيرة، بهدف تحسين الحقوق الأساسية. ورحبت بتعيين ولاة مدنيين مؤقتين في جميع الولايات الـ 18، بما في ذلك امرأتان.

وقالت إن أهم تطور سياسي شهدته البلاد تمثل في التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق سلام بين الحكومة الانتقالية في السودان وتحالف الجبهة الثورية السودانية وجيش تحرير السودان جناح مني مناوي، في عاصمة جنوب السودان في 31 أغسطس/آب الماضي. وينص الاتفاق على فترة انتقالية مدتها 39 شهرا تبدأ من تاريخ التوقيع المقرر في 3 أكتوبر.

كما أشارت أيضا إلى توقيع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وفصيل عبد العزيز الحلو، المنبثق عن الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، "اتفاق مبادئ" في أديس أبابا في 3 سبتمبر.

الفيضانات، الأزمة الاقتصادية وتنامي حالة الإحباط

وأشارت وكيلة الأمين العام إلى تنامي الإحباط من حالة الاقتصاد، قائلة إن "عودة ظهور الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد" تؤكد ذلك، لكنها أشارت إلى أنه وبرغم هذه التحديات الهائلة، تمكنت الحكومة من إحراز تقدم في إجراء إصلاحات اقتصادية صعبة.

ودعت جميع المانحين إلى الوفاء بالتعهدات التي تقدموا بها في مؤتمر الشراكة رفيع المستوى للسودان الذي انعقد افتراضيا في العاصمة الألمانية برلين، في يونيو الماضي. ورحبت بالمؤشرات الإيجابية الأخيرة بشأن شطب اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.

كما تطرقت وكيلة الأمين العام إلى الفيضانات التي يشهدها السودان والتي أسفرت عن وفاة 100 شخص وتضرر أكثر من 730 ألف شخص بين شهري يونيو وسبتمبر، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي إلى 9.6 مليون، مشيرة إلى أن المنظمات الإنسانية تعمل بشكل وثيق مع الحكومة للاستجابة الإنسانية.

لاكروا: يوناميد مستمرة في الانخراط بشكل كامل مع الحكومة

من جانبه، أكد وكيل الأمين العام لعمليات السلام جان بيير لاكروا أن الأمم المتحدة على استعداد لتقديم المساعدة بشأن الاتفاق الذي تم توقيعه مؤخرا بين الحكومة والحركات المسلحة في جوبا، مشيرا إلى أن بعثة يوناميد تظل منخرطة بشكل كامل مع الحكومة، لا سيما في دعم خطتها الوطنية لحماية المدنيين.

وبرغم ترحيبه بالتقدم المحرز، دعا لاكروا إلى تذكر التحديات الكبيرة المتبقية، مشددا على ضرورة أن يساعد الدعم الذي تقدمه الأمم المتحدة في تحقيق التحسينات التي يمكن أن يشعر بها الناس على الأرض في دارفور، وخاصة في تعزيز سلامة وأمن سكان الإقليم.

وقال لاكروا إن جائحة كوفيد-19 لا تزال تؤثر على عمليات وحركة بعثة يوناميد، مؤكدا تعاون البعثة مع السلطات السودانية لمكافحة انتشار الفيروس والتخفيف من تأثيره، بما في ذلك دعم برنامج الوقاية في معسكرات النازحين والسجون ومؤسسات العدالة في جميع أنحاء دارفور.

مندوب السودان: اتفاق السلام يعالج الأسباب الجذرية للنزاع في السودان

وتحدث في جلسة مجلس الأمن أيضا السفير عمر محمد أحمد صديق، الممثل الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة واصفا الاتفاق الذي تم توقيعه بين الحكومة والحركات المسلحة بـ "التاريخي".

وقال إن الاتفاق يركز على الأسباب الجذرية للنزاعات المسلحة والاضطراب السياسي في السودان. "ويشتمل على تقاسم الموارد وملكية الأراضي والعدالة الاجتماعية والحوكمة والمساواة. كما أشار إلى بنود التعامل مع تداعيات النزاع على غرار الإغاثة الإنسانية والعودة الطوعية والآمنة للاجئين والنازحين إلى أراضيهم ونزع السلاح عن المقاتلين المسلحين وإدماجهم سواء في الجيش او المجتمع بالإضافة إلى التنمية وإعادة الإعمار في مناطق النزاع".

ومن ناحية أخرى، أشار السفير عمر صديق إلى اتخاذ رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قرارا لإنشاء آلية وطنية للتنسيق مع بعثة يونيتامس، مجددا التأكيد على تعاون بلاده في عملية نقل المهام من بعثة يوناميد إلى البعثة الجديدة.

ودعا مندوب السودان الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تقديم الدعم لبلاده في مواجهة الأزمة الاقتصادية وتداعيات فيروس كورونا فضلا عن الأزمة الإنسانية الناجمة عن الفيضانات "غير المسبوقة".