منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: النقل البحري هو الدعامة التي تقوم عليها التجارة العالمية

سفينة حاوياتا تفرغ حمولتها في أحد الموانئ.
IMO
سفينة حاوياتا تفرغ حمولتها في أحد الموانئ.

الأمين العام: النقل البحري هو الدعامة التي تقوم عليها التجارة العالمية

أهداف التنمية المستدامة

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إنّ النقل البحري باستطاعته، بل ويجب، أن يواصل إسهامه في الاقتصاد العالمي دون الإخلال بالتوازن الدقيق للطبيعة، مؤكدا أن القطاع البحري هو الدعامة التي تقوم عليها التجارة العالمية، وسيظل عاملا أساسيا في بناء مستقبل مستدام للناس وللكوكب.

جاءت تصريحات الأمين العام في رسالة بمناسبة يوم الملاحة البحرية العالمي، الذي يتم إحياؤه هذا العام تحت شعار "نقل بحري مستدام من أجل كوكب مستدام".

ويوفر موضوع العام فرصة ممتازة لزيادة الوعي بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة واستعراض العمل الذي تقوم به المنظمة البحرية الدولية (IMO) وتعهد اعضائها بتحقيق تلك الأهداف. وسيتيح هذا الموضوع الفرص للقادة من مختلف القطاعات، بما في ذلك النقل البحري، للتفكير في الخطوات العاجلة التي يخططون لها نحو مستقبل مستدام.

Tweet URL

وقال السيد غوتيريش إن أكثر من 80 في المائة من التجارة العالمية ينقَل بحرا، ويشمل ذلك الإمدادات الطبية الحيوية والأغذية وغيرها من السلع الأساسية التي تتسم بأهميتها الحاسمة بالنسبة لجهود التصدي لجائحة كـوفيد-19 والتعافي منها.

الأوضاع الإنسانية للبحارة في خضم كورونا

وقد سلّطت الجائحة، وفقا للأمين العام، الضوء أيضا على الروح المهنية التي يتحلى بها مليونان من البحارة يخدمون على متن الأساطيل التجارية العالمية وعلى التضحيات التي يبذلونها.

وقال السيد غوتيريش إنه لا يزال قلقا للغاية من تنامي الأزمة التي تعتري الأوضاع الإنسانية لمئات الآلاف منهم وتهدد سلامتهم، وهم عاملون أساسيون لا يمكن الاستغناء عنهم.

"فبالرغم من الظروف غير المسبوقة التي نجمت عن الجائحة، واصل البحارة بلا كلل دعمَ السلسلة اللوجستية العالمية التي تكون في أغلب الأحيان بعيدةً عن الأنظار".

وقال الأمين العام إن هؤلاء البحارة قد أصابهم "الإنهاك البدني والذهني" وهم لا يزالون بعيدين عن أسرهم وأحبائهم، وطالت مدة بقائهم في البحر فتجاوزت الآن ما تسمح به المعايير المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية، حيث بلغت بعض نوبات الخدمة 17 شهرا أو فاقتها.

وشدد السيد أنطونيو غوتيريش على أن البحارة المنهكين لا يمكن أن يعملوا إلى ما لا نهاية، "وسوف يكون لتعطُّل النقل البحري الدولي عواقب فادحة".

دعوة للحكومات

وجدّد الأمين العام مناشدته للحكومات التصدي لهذا الأمر وتخليص هؤلاء البحارة من محنتهم بأن تعلن رسميا البحارة وغيرهم من المشتغلين بالنقل البحري "عاملين أساسيين" وتضمن إمكانية تبديل أطقم السفن بأمان وتنفّذ البروتوكولات التي وضعتها وكالات الأمم المتحدة وغرفة النقل البحري الدولية والاتحاد الدولي لعمال النقل، بما يسمح بإعادة البحارة الذين تقطعت بهم السبل إلى أوطانهم سالمين وانضمام بحارة آخرين إلى أطقم السفن.

ناقلة بحرية في ميناء نينغبو، الصين.
IMO
ناقلة بحرية في ميناء نينغبو، الصين.

النقل البحري وأهداف التنمية المستدامة

وفي الأجل الأطول، قال أمين عام الأمم المتحدة إن استدامة صناعة النقل البحري مسألة حيوية. وسوف يؤدي النقل البحري دورا محوريا في تحقيق أغلب أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، إن لم يكن كلها.

ولكن أنشطة النقل البحري، بحسب السيد غوتيريش، ينبغي أن تكون متوازنة بحيث تحفظ صحة المحيطات والتنوع البيولوجي فيها على المدى البعيد. وقد وضعت المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة معايير عالمية تدعم أنشطة للنقل البحري أنظف وأكثر مراعاة للبيئة.

ودعا إلى ضرورة أن تواصل الحكومات والمنظمة البحرية الدولية العمل معا من أجل دعم خفض انبعاثات الكربون الناجمة عن النقل البحري وتحسين كفاءة الطاقة؛ وتيسير النقل البحري من خلال زيادة استخدام التكنولوجيا الرقمية، بما في ذلك في الموانئ؛ ومساندة الجهود الرامية إلى ضمان استدامة القوة العاملة وحمايتها، مع التركيز على تنوعها.