منظور عالمي قصص إنسانية

ميانمار: خبير حقوقي يحث على وقف زيادة وفيات الأطفال خلال الاعتداءات على ولاية راخين

أطفال يلهون في مخيم للنازحين بسبب العنف في ميانمار، في مخيم يقع في راخين كانون الثاني-يناير 2019
© UNICEF/Nyan Zay Htet
أطفال يلهون في مخيم للنازحين بسبب العنف في ميانمار، في مخيم يقع في راخين كانون الثاني-يناير 2019

ميانمار: خبير حقوقي يحث على وقف زيادة وفيات الأطفال خلال الاعتداءات على ولاية راخين

حقوق الإنسان

قال خبير حقوق الإنسان المستقل المعني بالوضع في ميانمار* يوم الثلاثاء إن اعتداءات قوات الأمن في ميانمار على قرى في ولاية راخين "يجب أن تتوقف"، ويجب إعلان وقف إطلاق النار على الفور.

وقد شجب توماس أندروز تزايد عدد ضحايا الأطفال قائلا: "أثيرت أسئلة جدية حول ما إذا كان هؤلاء الأطفال، وأعداد متزايدة من فئات أخرى، قد وقعوا في مرمى نيران الحرب، أو تم استهدافهم عمدا".

"قتل طفلان يبلغان من العمر خمسة أعوام، وأصيب آخر بنيران المدفعية في بلدة ميبون قبل أسبوعين".

الامتثال لمحكمتي الأمم المتحدة

وأضاف أن "الإفلات من العقاب وحقوق الإنسان لا يمكن أن يتعايشا"، مستشهداً باعترافات مسجلة بالفيديو لاثنين من المنشقين عن الجيش، حول مذابح واغتصاب وجرائم أخرى ضد الروهينجا ارتكبت في أغسطس/آب 2017، والتي أدت إلى نزوح الأقلية ذات الأغلبية المسلمة عبر الحدود إلى بنغلاديش.

لا يمكن لنتائج الانتخابات أن تعكس بدقة إرادة الشعب عندما يُحرم الأشخاص من حق التصويت بسبب العرق أو الإثنية أو الدين-- توماس أندروز

وحث السيد أندروز حكومة ميانمار على التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وآلية التحقيق المستقلة الخاصة بميانمار. وأشار أيضا إلى محكمة العدل الدولية التي تقيّم امتثال ميانمار لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.

بصرف النظر عن الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان، أشار المقرر الخاص أيضا إلى التحدي الهائل الذي تواجهه ميانمار خلال الحملة الانتخابية، في التعامل مع جائحة كوفيد-19، داعيا إلى مزيد من الدعم الدولي.

تقييد حرية التعبير

توماس أندروز، الخبير المستقل المعني بميانمار
UN News
توماس أندروز، الخبير المستقل المعني بميانمار

كما أعرب الخبير الحقوقي عن القلق حيال "معايير غامضة وذاتية" تفرضها الحكومة لتقييد الحق في حرية المرشحين السياسيين في التعبير.

قال أندروز: "هذا ليس فقط انتهاكا للحقوق الأساسية، إنه منحى خطير أيضا"، مشيرا إلى أنه تم أيضا إغلاق المواقع الإخبارية التي تخدم مناطق الأقليات العرقية.

ولكن ماذا تعني العودة إلى الوطن بالنسبة لأولئك الذين عاشوا في قرية كان كيا؟ كيف يمكن دمجهم في موطنهم الأصلي بعد أن أصبح قاعدة عسكرية؟-- توماس أندروز

وأضاف: "يمكن أن تكون المعلومات ضرورية لإنقاذ الأرواح في حالة حدوث جائحة، والمعلومات هي القلب النابض لإجراء انتخابات حرة ونزيهة."

كما أثار مخاوف بشأن القيود المفروضة على الحق في التصويت في الانتخابات المقبلة في ميانمار في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، قائلا "لا يمكن لنتائج الانتخابات أن تعكس بدقة إرادة الشعب عندما يُحرم الأشخاص من حق التصويت بسبب العرق أو الإثنية أو الدين."

لا تصويت للروهينجا

"لم أر أي دليل على أن الحكومة راغبة أو مستعدة لتسهيل حق التصويت لمئات الآلاف من الروهينجا في سن التصويت، المقيمين في ولاية راخين أو في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش".

قدم الخبير المستقل، عضو الكونغرس الأمريكي السابق المقيم في واشنطن، والذي تولى منصبه في وقت سابق من هذا العام، صور الأقمار الصناعية لقرية الروهينجا - خان دا بارا، والمعروفة أيضا باسم كان كيا - قبل وبعد مهاجمتها وتدميرها في "عمليات تطهير" بقيادة الجيش في أغسطس/ آب 2017، بما في ذلك وجود منشأة عسكرية كانت توجد فيها منازل وقرى ذات يوم.

وفي إشارة إلى بيان ميانمار أمام مجلس حقوق الإنسان الأسبوع الماضي بأن "بدء العودة إلى الوطن هو أولويتنا"، تساءل أندروز: "ولكن ماذا تعني العودة إلى الوطن بالنسبة لأولئك الذين عاشوا في قرية كان كيا؟ كيف يمكن دمجهم في موطنهم الأصلي بعد أن أصبح قاعدة عسكرية؟

وتابع قائلا:

"أين العدالة لأولئك الذين تقطعت بهم السبل في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش بينما يتم بناء مرافق في وطنهم لنفس الجيش المتهم في محكمة العدل الدولية بارتكاب الإبادة الجماعية ضدهم؟"

=-=-

*يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم.

ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.