منظور عالمي قصص إنسانية

لبنان: قوات اليونيفيل تحول دون وقوع مأساة وتنقذ 37 شخصا كانوا في طريقهم لأوروبا

جنود حفظ السلام يقدمون المساعدة الطبية الفورية لـ 36 ناجياً على متن قارب أنقذته قوة اليونيفيل البحرية قبالة الساحل اللبناني.
UNIFIL
جنود حفظ السلام يقدمون المساعدة الطبية الفورية لـ 36 ناجياً على متن قارب أنقذته قوة اليونيفيل البحرية قبالة الساحل اللبناني.

لبنان: قوات اليونيفيل تحول دون وقوع مأساة وتنقذ 37 شخصا كانوا في طريقهم لأوروبا

المهاجرون واللاجئون

تلّقف هذا الأسبوع البحر المتوسط مجموعة جديدة من المهاجرين الفارّين من الأوضاع المأساوية في بلادهم إلى أوروبا. هذه المرة خرج القارب من لبنان، ولكن سرعان ما انتهت الرحلة بطريقة مأساوية بعد أن فقد القارب مساره في عُرض البحر.

وقامت سفينة تابعة لقوة الأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) البحرية بتحديد مكان القارب خارج المياه الإقليمية الدولية أمس الاثنين، على متنه 37 شخصا، ولكنّ أحدهم توفي.

وبعد إبلاغ السلطات اللبنانية، أفادت اليونيفيل بنقل الأشخاص الـ 36 إلى قاعدة بيروت على الفور وهم 21 رجلا و10 نساء بينهنّ سيّدة حامل، وخمسة أطفال بينهم طفل في حالة حرجة.

العثور على ناجٍ آخر

Tweet URL

وأوضحت اليونيفيل أن سفينة ثانية تابعة لقوة اليونيفيل عثرت على ناجٍ آخر في البحر كان في حالة فقدان للوعي، وتم إنقاذه وتقديم المساعدة الطبية الأولية له على متن السفينة.

وبحسب البيان "مع نهاية اليوم، تم إنقاذ ما مجموعه 37 شخصاً واستقبالهم في القاعدة البحرية من قبل الصليب الأحمر اللبناني ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، وكذلك السلطات المحلية التي تتابع هذه القضية".

يُذكر أن قوة اليونيفيل البحرية هي الأولى من نوعها في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وقد انتشرت بناء على طلب الحكومة اللبنانية لمساعدة البحرية اللبنانية في تأمين المياه الإقليمية وللمساعدة في منع الدخول غير المصرح به للأسلحة أو المواد ذات الصلة عن طريق البحر في لبنان.

تزويد المواطنين بالمساعدة الفورية

لفت بيان لليونيفيل الانتباه إلى أن الأولوية الأولى للبعثة كانت في ضمان سلامة جميع الأشخاص الذين تم إنقاذهم في البحر، وخاصة الطفل الذي وُجد في حالة حرجة، وقد توجهت القوة إلى قاعدة بيروت البحرية التابعة للجيش اللبناني دون تأخير.

وقال البيان: "خلال رحلة العودة إلى بيروت، تم تزويدهم بمساعدة فورية على متن سفينة قوة اليونيفيل البحرية قبل نقلهم إلى السلطات اللبنانية"، ونُقل المواطنون فيما بعد إلى سفينة تابعة للبحرية اللبنانية، وتم نقل الطفل مع والدته إلى المستشفى.

مهاجرون يعترضهم جشع المهرّبين

هذه حادثة مأساوية للغاية، ويبذل جنود حفظ السلام التابعون لقوة اليونيفيل البحرية قصارى جهدهم لإنقاذ حياة هؤلاء الأشخاص -- رئيس بعثة اليونيفيل

وبحسب أشخاص مقرّبين ممن كانوا على متن القارب، فقد تم خداع المهاجرين بعد أن دفعوا الأموال للمهرّبين الذين وعدوهم بتوفير سترات النجاة وبإرسال قارب آخر سيلحق بهم وسيكون محمّلا بالطعام والوقود.

وبعد نفاد الوقود منه، فقد القارب مساره وتوجه نحو تركيا بدلا من قبرص، حيث اعترضته السلطات التركية وأجبرته على العودة.

وقال رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام، اللواء ستيفانو ديل كول، إن "هذه حادثة مأساوية للغاية، ويبذل جنود حفظ السلام التابعون لقوة اليونيفيل البحرية قصارى جهدهم لإنقاذ حياة هؤلاء الأشخاص".

قائد قوات الاحتياط في بعثة يونيفيل خلال جولة لتقييم حجم الدمار الناجم عن انفجار مرفأ بيروت.
UN/Pasqual Gorriz
قائد قوات الاحتياط في بعثة يونيفيل خلال جولة لتقييم حجم الدمار الناجم عن انفجار مرفأ بيروت., by UN/Pasqual Gorriz

أزمات متعددة تعصف بلبنان

يعاني لبنان من أزمات متعددة، فإلى جانب التعامل مع جائحة كـوفيد-19، تعاني البلاد من أزمة اقتصادية ومالية خانقة، أضيفت إليها مأساة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس.

لبنان يستضيف أكبر نسبة من اللاجئين في العالم مقارنة بعدد سكانه، في ظل معاناته من أزمة مالية واقتصادية

وحتى قبل الانفجار، كان لبنان يعاني من أزمات مضاعفة، حيث كانت توقعات ما قبل الانفجار تشير إلى نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي في عام 2020 نموا سلبيا بنسبة تزيد على 10%، مدفوعا بالتأثيرات غير المباشرة في سوريا. ولا يزال لبنان يستضيف أكبر نسبة من اللاجئين في العالم مقارنة بعدد سكانه، في ظل معاناته من أزمة مالية واقتصادية تنطوي على ضعف أداء القطاع المالي، وأزمة العملة ومعدلات تضخم شديدة الارتفاع وعجز القطاع العام عن سداد الديون، والتأثيرات الناجمة عن جائحة كورونا. وبلغت نسبة الفقر قبل الانفجار 45% في لبنان.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قد أفاد بأن فقدان سبل العيش الذي تفاقم بسبب تفشي كوفيد-19 الحالي، والأزمة الاقتصادية، كل ذلك أدّى إلى "خلق حاجة ملحة لاستمرار المساعدة المنقذة للحياة"، وبالتالي فثمّة حاجة ماسة لتمويل مستدام وفي الوقت المناسب ويمكن التنبؤ به، لمواصلة التدخلات الإنسانية المستهدفة وتوسيع نطاقها لمنع المزيد من التدهور في الوضع.