منظور عالمي قصص إنسانية

لاكروا: رغم التحديات التي فرضتها كورونا، قوات حفظ السلام تواصل تقديم الدعم الفعّال على الأرض

حفظة سلام من بنغلاديش يعملون في مرفأ بيروت.
UNIFIL/Pasqual Gorriz
حفظة سلام من بنغلاديش يعملون في مرفأ بيروت.

لاكروا: رغم التحديات التي فرضتها كورونا، قوات حفظ السلام تواصل تقديم الدعم الفعّال على الأرض

السلم والأمن

لم تمنع الظروف الصعبة المتعلقة بكوفيد-19 قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من تقديم الدعم الفعّال للعمليات السياسية، والمساهمة في إحلال الأمن والسلام في البلدان التي تعمل بها، إضافة إلى تعزيز دور المرأة في حفظ السلام.

وفي إحاطته السنوية أمام مجلس الأمن حول إصلاح قوات حفظ السلام، أكد جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، على الإجراءات المتخذة للنهوض بالمجالات التي يغطيها إعلان الالتزامات المشتركة، ضمن مبادرة الأمين العام للعمل من أجل حفظ السلام المعروفة بـ A4P – والتي تم تكييفها في ضوء جائحة كـوفيد-19.

وأورد لاكروا أمثلة تتعلق بالاستمرار في العمل رغم الجائحة، وقال: "أصبح التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام بين الحكومة الانتقالية في السودان والمجموعات المسلحة في دارفور قبل أسبوعين ممكنا بفضل الدعم الفني والاستشاري واللوجستي من يوناميد".

مواصلة العمل رغم الجائحة

وفي مالي، تطّلب الانقلاب الذي وقع في 18 آب/أغسطس من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) الانخراط في المساعي الحميدة لدعم المشاورات حول سبل الانتقال.

على الرغم من تأثير الجائحة اتخذت البعثات خطوات إبداعية لمواصلة عملها في مجال الحماية -- لاكروا

وقال لاكروا: "على الرغم من أن الجائحة قد أثّرت على بصمة بعثاتنا وقيّدت بعض الدوريات، فقد اتخذت البعثات خطوات إبداعية لمواصلة عملها في مجال الحماية". ففي دارفور على سبيل المثال، استخدمت يوناميد تطبيق "واتس آب" في حملات رفع الوعي في مخيمات النازحين داخليا بشأن العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات. وفي ظل الجائحة، استخدمت البعثات الإذاعة ومواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع المجتمعات.

وكان لاكروا قد قدم إحاطة أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي بشأن الإجراءات المتخذة لمعالجة التحديات الجسيمة التي تضعها الجائحة أمام عمليات حفظ السلام في الدول المضيفة.

المرأة.. السلام.. والأمن

وتطرق لاكروا إلى مشاركة المرأة في عمليات حفظ السلام، وقال: "رأينا توسعا في الحيّز السياسي لمشاركة المرأة وقيادتها في عمليات السلام والعمليات السياسية عبر سياقات حفظ السلام".

نساء بنغلاديشيات يفدن إلى هايتي عقب وقوع الزلزال المدمر في 2010.
UN Photo/Marco Dormino
نساء بنغلاديشيات يفدن إلى هايتي عقب وقوع الزلزال المدمر في 2010.

وأشار إلى أن توسيع نطاق دور المرأة يضيف بُعدا رئيسيا لتحسين الأداء العام وفعالية عمليات حفظ السلام. وقال: "زيادة عدد النساء في عمليات حفظ السلام يعني ببساطة عملية حفظ سلام أكثر فعالية، ويؤكد قرار رقم 2538 الذي اعتمده المجلس على الهدف الهام وضرورة مواصلة الجهود لتحقيقه". وبحسب لاكروا، تم تحقيق معظم أهداف 2020. على سبيل المثال، في حزيران/يونيو، مثلت المرأة 22.6% من المناصب المهنية العسكرية، والهدف كان الوصول إلى 17%. وفي الميدان، مثلت المرأة 18.3% من أركان المراقبين العسكريين وطواقم المراقبة، بينما كان الهدف 17%. وفي الشرطة، تمثل المرأة 28.2% من ضابطات الشرطة، أما الهدف فهو 22%. ويمثلن 10.9% في وحدات الشرطة، أما الهدف فهو 10%.

وأضاف: "مع ذلك، لم نحقق الهدف فيما يتعلق بنسبة النساء في الوحدات "المشكلة" ونحتاج بشكل جماعي إلى مضاعفة الجهود في هذا المجال".

وفي جمهورية أفريقيا الوسطى زاد تمثيل المرأة في آليات التنفيذ والرصد الرسمية على المستوى المحلي والوطني في عام 2019. وفي لبنان، عملت اليونيفيل مع المنظمات النسائية والحكومة اللبنانية لتطوير أول خطة عمل وطنية بشأن قرار مجلس الأمن رقم 1325، الذي تم اعتماده في أيلول/سبتمبر 2019.

توفير الحماية

لم تتراجع التهديدات التي يتعرّض لها المدنيون في مناطق عمل بعثات حفظ السلام، خلال الأشهر الستة الماضية، وعلى وجه التحديد في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن الدوريات المتكاملة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان، على سبيل المثال، أمنّت إطلاق سراح الأطفال من القوات والجماعات المسلحة، مما كان له تأثير يغيّر حياة مئات الأولاد والبنات.

تحسين أداء العمل

أوضح جان بيير لاكروا أن تحسين أداء حفظة السلام هو مسألة تهم الجميع وعلى الجميع اتباعها والتقدم بها. وقال: "تم إحراز تقدم خلال العام الماضي، بما يتماشى مع القرار 2436، فقد جرى وضع الصيغة النهائية للإطار المتكامل لأداء عمليات حفظ السلام والمساءلة".

ويغطي الإطار جميع أدوات تقييم الأداء ذات الصلة بهدف تحسين الاتساق وتحديد الثغرات وإحراز مزيد من التقدم إذا اقتضت الضرورة. ويهدف إلى تعزيز المساءلة عن الأداء الضعيف وكذلك التعرّف على الأداء القوي.

وأشار إلى مواصلة تطبيق النظام الشامل لتقييم الأداء، من أجل مساعدة البعثات في التخطيط والتنسيق والتتبع وإظهار تأثير تنفيذ الولاية. وتابع يقول: "مع تفشي جائحة كوفيد-19، ساعد النظام الشامل لتقييم الأداء على منع انتشار الفيروس في سياق البعثات لدعم استجابات البلدان المضيفة للجائحة".

وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، السيد جان بيير لاكروا، يناقش الوضع على طول الخط الأزرق في جنوب لبنان مع مهندسي اليونيفيل من الصين والهند وكمبوديا. 24 فبراير 2018.
UNIFIL/Pasqual Gorriz
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، السيد جان بيير لاكروا، يناقش الوضع على طول الخط الأزرق في جنوب لبنان مع مهندسي اليونيفيل من الصين والهند وكمبوديا. 24 فبراير 2018.

انخفاض عدد القتلى من حفظة السلام

أفاد لاكروا بانخفاض عدد القتلى في عمليات حفظ السلام بسبب أعمال العنف، من 59 في 2017 إلى 27 في 2018 و25 في 2019، وثمانية حتى الآن في 2020. وساهم في ذلك الإجراءات المتخذة ضمن خطة العمل لتحسين الأمن في قوات حفظ السلام. وقال: "سنبذل كل جهد لمواصلة تقليل هذه الأعداد، فحتى وفاة واحدة في قوات حفظ السلام هي عدد كبير".

وفي هذه الأثناء، تقوم مينوسكا ومينوسما ومونوسكو بدعم الدول المضيفة في التحقيق في الجرائم الخطيرة المرتكبة ضد قوات حفظ السلام ومقاضاة مرتكبيها، وأدّى ذلك إلى زيادة بنسبة 100% في عدد الحالات التي تم التحقيق فيها.

وفي تطور تاريخي، أدين، في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2020، ستة أفراد في جمهورية أفريقيا الوسطى بسبب قتل 11 شخصا من حفظة السلام التابعين للبعثة في عامي 2016 و2017.

سلوك البعثات

وأكد لاكروا الاستمرار في تعزيز النهج لمنع ومعالجة انتهاكات معايير السلوك، بما فيها الاستغلال والاعتداء الجنسيين. وفيما انخفض الاتجاه العام في عدد الادعاءات، كان ثمّة ارتفاعات متقطعة في ذلك الجانب.

لا يمكننا ضمان استمرار إحراز التقدم في الاتجاه الصحيح إلا من خلال العمل والتضامن الدوليين المشترك والجماعي المعزز -- لاكروا

وقال لاكروا: "نحن بحاجة لاتخاذ إجراءات في الوقت المناسب لمعالجة الادعاءات القائمة وتوسيع الجهود لمتابعة المساءلة الجنائية وإيجاد حلول لضحايا الاستغلال والانتهاك الجنسيين الذين يرفعون دعاوى أبوة ودعم للأطفال".

ولفت لاكروا في ختام كلمته إلى أهمية استمرار عمليات حفظ السلام في كونها "أداة متعددة الأطراف لا غنى عنها في مجموعة أدوات السلام والأمن في السنوات القادمة".

وأكد على ضرورة دعم أعضاء المجلس، والشركاء الآخرين: "لا يمكننا ضمان استمرار إحراز التقدم في الاتجاه الصحيح إلا من خلال العمل والتضامن الدوليين المشترك والجماعي المعزز".