منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية تحذر من احتمال تفشي فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية وخارجها

ماري-روزلين دارينكا بيليزير، خبيرة الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية، تتجول في غابة قريبة من "إيتيبو" في طريقها لمتابعة حالة أحد المخالطين.
WHO/Lindsay Mackenzie
ماري-روزلين دارينكا بيليزير، خبيرة الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية، تتجول في غابة قريبة من "إيتيبو" في طريقها لمتابعة حالة أحد المخالطين.

منظمة الصحة العالمية تحذر من احتمال تفشي فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية وخارجها

الصحة

أفادت منظمة الصحة العالمية بتفشي فيروس إيبولا في إحدى المقاطعات الغربية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مما يثير مخاوف من إمكانية عبور المرض الحدود باتجاه دولة الكونغو المجاورة وحتى العاصمة كينشاسا.

وقد تفشّى المرض في مقاطعة إكواتور في أوائل شهر حزيران/يونيو، وانتشر الآن في منطقة صحية أخرى من مناطقها الصحية الـ 17، ليصل العدد الإجمالي للمناطق المتضررة إلى 12 منطقة. وحتى الآن، كانت هناك 113 حالة إصابة و48 حالة وفاة.

وشددت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية، فضيلة الشايب، على الحاجة للتعاون والتنسيق عبر الحدود، وقالت: "إن أحدث المناطق المتأثرة، بومونغو، هي المنطقة الصحية الثانية المتضررة على الحدود مع الكونغو، مما يزيد من فرص انتقال المرض لدولة أخرى".

ويمثل خطر انتشار المرض ووصوله إلى كينشاسا أيضا مصدر قلق حقيقي للغاية بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية. وتتصل إحدى المناطق المتضررة، وهي مبانداكا، بالعاصمة عن طريق نهر مزدحم يستخدمه الآلاف كل أسبوع.

تحديات لوجستية، ومقاومة مجتمعية

هذا هو التفشي الثاني من نوعه لمرض إيبولا في مقاطعة إكواتور، والتفشي الـ 11 بشكل عام في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي هزمت المرض مؤخرا في المنطقة الشرقية المضطربة بعد معركة استمرت عامين.

تعلمنا على مدى سنوات من العمل على مكافحة إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية مدى أهمية إشراك المجتمعات وحشدها -- فضيلة الشايب

وقد ظهر التفشي الأخير في مدينة مبانداكا، وهي موطن لأكثر من مليون شخص، وانتشر بعد ذلك في 11 منطقة صحية، مع انتقال نشط يحدث حاليا في ثماني مناطق.

وتتاخم جميع المناطق الصحية بعضها البعض، وتغطي منطقة كبيرة ونائية لا يمكن الوصول إليها في كثير من الأحيان سوى بواسطة طائرة مروحية أو قارب.

وتُعد إدارة لوجستيات الاستجابة في منطقة إكواتور صعبة، حيث تتفرق المجتمعات بشكل كبير، ويوجد العديد منها في مناطق غابات عميقة والوصول إليها يتطلب السفر لمسافات طويلة.

وأضافت الشايب أن مقاومة بعض المجتمعات تشكل تحديات جمّة أيضا: "لقد تعلمنا على مدى سنوات من العمل على مكافحة إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية مدى أهمية إشراك المجتمعات وحشدها. تعمل منظمة الصحة العالمية مع اليونيسف في إشراك القادة الدينيين والشباب والمجتمع لزيادة الوعي بشأن إيبولا".

إضراب العاملين في مجال الصحة

يزداد الوضع تعقيدا مع إضراب العاملين الصحيين الذي أثر على أنشطة الاستجابة الرئيسية منذ نحو أربعة أسابيع.

وقد احتجّ المستجيبون المحليون للإيبولا على تدني الرواتب وعدم الدفع منذ بداية تفشي المرض.

وعلى الرغم من استئناف بعض الأنشطة، لا يزال الكثير منها متوقفا، مما يجعل من الصعب الحصول على صورة دقيقة لكيفية تطور الوباء والمناطق التي تحتاج إلى أكبر قدر من الاهتمام.

"نقص شديد" في تمويل الاستجابة

تعمل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها على الأرض منذ الأيام الأولى لتفشي المرض. ويوجد أكثر من 90 خبيرا في مقاطعة إكواتور، وتم نشر موظفين إضافيين مؤخرا من العاصمة، بما في ذلك خبراء في علم الأوبئة والتطعيم والمشاركة المجتمعية والوقاية من العدوى ومكافحتها والمختبر والعلاج.

Tweet URL

وتم فحص نحو مليون مسافر، مما ساعد على تحديد حوالي 72 حالة يشتبه في إصابتها بالفيروس، وبالتالي الحد من انتشار المرض.

ومع ذلك، حذرت وكالة الأمم المتحدة من أن الاستجابة "تعاني من نقص شديد في التمويل". وكانت منظمة الصحة العالمية قد قدمت حوالي 2.3 مليون دولار كدعم حتى الآن، وحثت المانحين على دعم خطة بقيمة 40 مليون دولار وضعتها الحكومة الكونغولية.

ويتكشف أحدث تفشي لإيبولا في ظل انتشار جائحة كـوفيد-19. وحتى يوم الجمعة، كان هناك أكثر من 10،300 حالة مصابة بالفيروس، و260 وفاة في معظم أنحاء الدولة الأفريقية.

ورغم وجود العديد من أوجه التشابه في معالجة المرضيْن، مثل الحاجة إلى تحديد واختبار المخالطين، وعزل الحالات وتعزيز تدابير الوقاية الفعالة، أكدت السيّدة فضيلة الشايب أنه بدون تمويل إضافي، سيكون من الأصعب هزيمة إيبولا.