منظور عالمي قصص إنسانية

اليونان: الآلاف ينامون بالعراء بعد سلسلة الحرائق التي دمرت مركز موريا للاجئين تدميرا شبه كامل

نساء وأطفال لاجئون ومهاجرون يقيمون في مركز الاستقبال وتحديد الهوية في موريا، بجزيرة ليسبوس.
UNICEF/Pavlos Avagianos
نساء وأطفال لاجئون ومهاجرون يقيمون في مركز الاستقبال وتحديد الهوية في موريا، بجزيرة ليسبوس.

اليونان: الآلاف ينامون بالعراء بعد سلسلة الحرائق التي دمرت مركز موريا للاجئين تدميرا شبه كامل

المهاجرون واللاجئون

أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن صدمتها إزاء اندلاع الحرائق في مركز موريا لطالبي اللجوء هذا الأسبوع، والتي دمرت تقريبا كل مركز موريا على جزيرة ليسبوس، مما ترك الآلاف من الرجال والنساء والأطفال دون مأوى.

وفي مؤتمر صحفي من قصر الأمم في جنيف، قالت شابيا مانتو، الناطقة باسم مفوضية اللاجئين، إن المفوضية تشعر بالصدمة والحزن إزاء تلك الأحداث، مشيرة إلى تكثيف الدعم لطالبي اللجوء المتضررين.

وقد اندلعت الحرائق الأولى مساء يوم الثلاثاء (8 أيلول/سبتمبر) وألحقت أضرارا جسيمة بأماكن إقامة الآلاف من طالبي اللجوء والمساحات المشتركة، ومن ثمّ تم الإبلاغ عن مزيد من الحرائق مساء الأربعاء (9 أيلول/سبتمبر)، والخميس (10 أيلول/سبتمبر).

وقالت مانتو: "أثّرت الحرائق الأخيرة على حقول الزيتون المجاورة لمركز موريا للاستقبال وتحديد الهوية.. مما أدّى إلى تدمير ما تبقى من أماكن الإقامة التي كانت متاحة لهم".

الآلاف دون مأوى

ويُعد مركز موريا أكبر المخيمات في اليونان وأنشئ لاستيعاب ألفي لاجئ فقط، لكن أعدادا كبيرة من اللاجئين أقامت به. ولطالما حثت منظمات إنسانية أثينا على نقل المهاجرين من المراكز المكتظة في الجزر اليونانية إلى مراكز البرّ الرئيسية والتي تُعتبر أقل اكتظاظا.

وفيما لم يتم الإبلاغ عن أية إصابات بين اللاجئين حتى هذا التاريخ، إلا أن الحرائق خلّفت 11،500 من طالبي اللجوء، بينهم 2،200 سيّدة و4،000 طفل، دون مأوى مناسب، ينامون في العراء منذ عدّة أيّام، وفي الشوارع والحقول على الشواطئ. ومن بينهم أشخاصٌ ضعفاء، وأطفال صغار جدا، ونساء حوامل، وكبار في السن وذوو إعاقة.

Tweet URL

وتابعت مانتو: "قدمت المفوضية الدعم للسلطات اليونانية للمساعدة في حماية وإعانة طالبي اللجوء المتضررين من الحرائق، وحشد المصادر والعون. وتقدم المفوضية المساعدة الطارئة لضمان ألا ينام الأشخاص في العراء".

تفاقم الوضع مع كوفيد-19

تضيف جائحة كـوفيد-19 تعقيدات للوضع البائس أصلا. فبحسب المفوضية، أثبتت الفحوصات إصابة 35 من طالبي اللجوء بفيروس كورونا. ودعت لتقديم الرعاية الخاصة لأولئك الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس في أسرع وقت ممكن، وعزلهم وتقديم العلاج لهم والدعم الطبي.

كما أوصت كل من كان يقيم في مركز الاستقبال وتحديد الهوية بتقييد حركته حتى يتسنى إيجاد حل مؤقت.

وقالت شابيا مانتو: "في خضّم الموقف شديد الصعوبة وغير المستقر، نحثّ الجميع على ممارسة ضبط النفس والامتناع عن الإجراءات أو الخطابات التي يمكن أن تزيد التوترات".

حلول طويل الأمد أمر بالغ الأهمية

ودعت المفوضية إلى الحاجة لتحديد الحلول طويلة الأمد للاجئين وطالبي اللجوء في موريا وغيره من المراكز على الجزر اليونانية.

وكانت المفوضية تدعو للحاجة إلى معالجة الوضع والظروف بالنسبة لطالبي اللجوء على جزر بحر إيجة. وقالت مانتو: "إن الأحداث في موريا تُظهر الحاجة طويلة الأمد لاتخاذ إجراءات لتحسين الظروف المعيشية وتخفيف الاكتظاظ وتحسين الأمن والبنية التحتية والوصول للخدمات في مراكز الاستقبال الخمسة على الجزر اليونانية".

ودعت المفوضية الدول الأوروبية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي لتسريع عمليات نقل الأطفال غير المصحوبين بذويهم، والأشخاص الضعفاء.

منظمة الصحة العالمية تدعم اليونان في هذه المحنة

من جهتها أشارت فضيلة الشايب المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في جنيف، إلى أن ممثل منظمة الصحة العالمية في اليونان كان على الأرض في ليسبوس مع المسؤولين الحكوميين منذ الساعات الأولى بعد الحريق.

وبحسب فضيلة الشايب، طلبت حكومة اليونان من منظمة الصحة العالمية دعم الاستجابة من خلال نشر فرق الطوارئ الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية. وسيصل فريقان طبيان للطوارئ، من بلجيكا والنرويج، غدا والاثنين.

ومسؤول الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية / أوروبا في طريقه إلى ليسبوس للمساعدة في إنشاء خلية التنسيق الصحي لتغطية مجموعة من الخدمات الصحية التي قد يحتاجها الناس. وتقف منظمة الصحة العالمية على أهبة الاستعداد لإرسال الإمدادات الطبية، حسب الحاجة، من أجل سد فجوة الخدمات الحالية التي تعطلت جزئيا.

تجدر الإشارة إلى أن مكتب منظمة الصحة العالمية في كوبنهاغن يأخذ زمام المبادرة في مساعدة اليونان خلال هذا الوضع.