منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يحث على مواصلة العمل لتحقيق ثقافة السلام في خضم الاضطرابات الناجمة عن فيروس كورونا

جندي حفظ سلام من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا) يصب معقم اليدين في يد الطفل.
MINUSCA
جندي حفظ سلام من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا) يصب معقم اليدين في يد الطفل.

الأمين العام يحث على مواصلة العمل لتحقيق ثقافة السلام في خضم الاضطرابات الناجمة عن فيروس كورونا

السلم والأمن

مع استمرار جائحة في قلب الاقتصادات والمجتمعات رأسا على عقب، والتهديد أيضا بتقويض الثقة في المؤسسات العامة والديمقراطية، فمن الأهمية بمكان أن يواصل الناس في كل مكان السعي لتحقيق السلام.

كانت تلك هي الرسالة الأساسية التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال منتدى افتراضي رفيع المستوى حول ثقافة السلام، عقد اليوم الخميس. وقال السيد غوتيريش:

"منذ إنشاء الأمم المتحدة، لم نواجه مثل هذا التهديد المعقد والمتعدد الأبعاد للسلام والأمن العالميين. في مواجهة هذا الخطر الجسيم، من المهم أكثر من أي وقت مضى العمل من أجل ثقافة السلام، كأساس للتعاون والعمل العالميين".

الوحدة الداخلية، التنوع الخارجي

نشأ مفهوم ثقافة السلام من خلال مبادرة طرحها، قبل أكثر من 20 عاما، أنور الكريم شودري، وهو دبلوماسي من بنغلاديش ومسؤول كبير سابق في الأمم المتحدة.

ظل السفراء يجتمعون، سنويا، منذ عام 2012 لدعم التزامهم بإعلان وبرنامج العمل بشأن ثقافة السلام، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع في 13 أيلول/سبتمبر 1999.

من المهم أكثر من أي وقت مضى العمل من أجل ثقافة السلام، كأساس للتعاون والعمل العالميين.. الأمين العام

في حديثه في منتدى هذا العام، أوضح السيد شودري أن ثقافة السلام تعني ببساطة أنه يتعين على الجميع العمل، بوعي، لجعل السلام واللاعنف جزءا من حياتهم اليومية.

ودعا إلى عدم اعتبار السلام "أمرا منفصلا أو بعيدا. بل يجب أن نعرف كيف نتواصل مع بعضنا البعض دون أن نكون عدوانيين، دون أن نكون عنيفين، بدون عدم احترام، بدون إهمال، وبدون تحيز."

وأضاف أنه "في عالم اليوم، يجب أن يُنظر إلى السلام على أنه جوهر إنسانية جديدة قائمة على الوحدة الداخلية والتنوع الخارجي".

الحاجة إلى ثقافة السلام أكبر من أي وقت مضى

وفقا لرئيس الجمعية العامة الحالي، تيجاني محمد باندي، ففي ظل استمرار البلدان في مكافحة كوفيد -19، فإن الحاجة إلى ثقافة السلام باتت أكبر من أي وقت مضى.

وتطرق المسؤول الأممي إلى بعض تداعيات الجائحة، مثل تعطيل التعليم في جميع أنحاء العالم، وتزايد العنف المنزلي وخطاب الكراهية، والزيادة المتوقعة في الفقر المدقع والجوع، قائلا:

"إن ثقافة السلام هي أكثر من مجرد غياب الصراع لأنها تحتضن العلاقات المتبادلة بين السلام والتنمية. إن تعزيز ثقافة السلام يعني بناء التضامن والتعاون العالميين اللذين تشتد الحاجة إليهما في هذه الأوقات العصيبة."

الدور المركزي لحقوق الإنسان

وقد وضع الأمين العام للأمم المتحدة عناصر لتحقيق ثقافة السلام، التي قال إنها يجب أن تركز على حقوق الإنسان، وعلى إنهاء الظلم والتمييز، سواء على أساس الجنس أو العرق أو الدين أو الإعاقة أو التوجه الجنسي. وأضاف:

"طوال فترة الجائحة وما بعدها، نحتاج إلى الاستثمار في التماسك الاجتماعي، والاعتراف بأن التنوع ثراء وليس تهديدا. يجب أن يشعر كل مجتمع أن هويته محترمة."

ودعا السيد غوتيريش إلى "جيل جديد من الحماية الاجتماعية" ترتكز عليه الرعاية الصحية الشاملة وإمكانية توفير دخل أساسي شامل. كما شدد على أهمية الوصول إلى التعليم الجيد، والذي وصفه بأنه "أحد العوامل التمكينية العظيمة للتقدم وحاسم لرعاية الأجيال الجديدة في فهم التاريخ المشترك".

وتحدث أمين عام الأمم المتحدة كذلك عن كيف تمتد ثقافة السلام إلى ما وراء الإنسانية. وحث الناس في كل مكان على "العمل مع كوكبنا، وليس في معارضته"، بما في ذلك لصالح الأجيال القادمة.

Soundcloud