منظور عالمي قصص إنسانية

المنظمة الدولية للهجرة والنيجر تنقذان 83 مهاجراً كانوا عالقين في الصحراء الكبرى- العديد منهم مصابون بالجفاف ويحتاجون إلى مساعدة طبية فورية

تسجيل مهاجرين في مركز عبور في أغاديز بالنيجر. (من الأرشيف)
IOM
تسجيل مهاجرين في مركز عبور في أغاديز بالنيجر. (من الأرشيف)

المنظمة الدولية للهجرة والنيجر تنقذان 83 مهاجراً كانوا عالقين في الصحراء الكبرى- العديد منهم مصابون بالجفاف ويحتاجون إلى مساعدة طبية فورية

المهاجرون واللاجئون

تم إنقاذ 83 مهاجراً كانوا عالقين في منطقة أغاديز الشمالية بالنيجر، مطلع الشهر الجاري، بفضل جهود فريق البحث والإنقاذ التابع للمنظمة الدولية للهجرة والمديرية العامة للحماية المدنية في النيجر، وبدعم من الاتحاد الأوروبي.

وفي بيان صادر اليوم الثلاثاء، أوضحت المنظمة الدولية للهجرة أن عملية الإنقاذ تمت في منطقة نائية من الصحراء الكبرى، حيث تتجاوز درجات الحرارة في كثير من الأحيان 38 درجة مئوية (100 درجة فهرنهايت) وحيث يُعتقد أن مئات المهاجرين قد لقوا حتفهم بسبب الجفاف وحوادث السيارات والاعتداء في السنوات الأخيرة.

دينيس، أحد المهاجرين من نيجريا والبالغ من العمر 25 عاما، تحدث إلى المنظمة الدولية للهجرة قائلا: "لقد تقطعت بنا السبل لمدة ثلاثة أيام دون طعام أو ماء. بحثنا عن الماء، لكن كل ما وجدناه كان آبارا قذرة تستخدمها الماشية. لذا، لم نتمكن من الشرب على الإطلاق." وأضاف دينيس: "الناس كانوا ينهارون من كل حدب وصوب. بدأت في البكاء عندما رأيت السيارات تقترب، آملا في أن تأتي المساعدة."

وكان المهاجرون الذين أنقذتهم المنظمة الدولية للهجرة متجهين إلى ليبيا. وكان من بينهم 42 رجلاً - معظمهم نيجيريون، ولكن أيضا العديد من توغو ومالي وغانا - بالإضافة إلى 41 امرأة نيجيرية، بما في ذلك فتاتان توأم تبلغان من العمر 4 سنوات.

المهربون تركوا المهجرين على مفترق صحراوي

أطفال في حي يقطنه المهاجرون في نيامي في النيجر، بعد ترحيلهم من الجزائر. (من الأرشيف)
IOM Niger
أطفال في حي يقطنه المهاجرون في نيامي في النيجر، بعد ترحيلهم من الجزائر. (من الأرشيف)

وقبل أسبوع، في بلدة أغاديز التي تعد نقطة عبور، استقلت المجموعة أربع شاحنات صغيرة تسير في طرق بديلة باتجاه ليبيا لتجنب اكتشافها من قبل قوات إنفاذ القانون والأمن. قال شهود عيان من بين الذين تم إنقاذهم لموظفي المنظمة الدولية للهجرة إن مهربيهم توقفوا يوم الثلاثاء الماضي (1/09) على بعد حوالي 230 كلم شمال ديركو، وهو مفترق طرق صحراوي آخر.

ومن الشائع أن تتعطل المركبات التي تقل مهاجرين في الصحراء ويضيع المهربون أو يتركون ركابهم خوفا من نقاط التفتيش أو الدوريات العسكرية.

بعد مغادرة ديركو، أوضح الشهود أن المهربين رصدوا مركبات عسكرية على الطريق أمامهم وخشوا أن تكون السلطات قد لاحظتهم ولاحظت حمولتهم من المهاجرين. وأوضح المهاجرون أنه بدلاً من المخاطرة بالاعتقال، تخلى السائقون الأربعة عن ركابهم بعد أن أخذوا جميع ممتلكاتهم أولا.

منظمة الهجرة توفر المساعدة اللازمة

عندما وجد فريق الإنقاذ المجموعة، كان العديد منهم مصابين بالجفاف وبحاجة إلى مساعدة طبية فورية.

بعد تلقي المياه والغذاء والرعاية الطبية، تم نقل المهاجرين إلى موقع حجر لكوفيد-19 في ديركو حيث سيخضعون لفترة حجر صحي تمتد ل14 يوما. ويتلقى سبعة مهاجرين حاليا المساعدة الطبية في المركز الصحي في ديركو.

بعد انتهاء الحجر الصحي لمدة أسبوعين، يمكن للمهاجرين الذين يرغبون في العودة إلى بلدهم الأصلي أن يختاروا الانتقال إلى مركز عبور المنظمة الدولية للهجرة في ديركو والانضمام إلى برنامج المساعدة على العودة الطوعية وإعادة الإدماج، الذي ينفذ في إطار المبادرة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة حماية المهاجرين وإعادة دمجهم.

هذا وأوضحت باربارا ريجكس، رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في النيجر أنه "من المستحيل معرفة عدد المهاجرين الذين ماتوا أثناء محاولتهم عبور الصحراء إذ دفنت العديد من الجثث خلال العواصف الرملية، ولم يتم العثور عليها أبدا."

وبدعم من شركائنا، أضافت باربارا ريجكس، "تبذل المنظمة الدولية للهجرة وحكومة النيجر جهودا استثنائية لضمان وصول هذه العمليات المنقذة للحياة إلى المهاجرين المكروبين في الوقت المناسب."