منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تؤكد على الالتزام بأمن د. موكويغي، في أعقاب ما تردد عن التخلي عن حماية الطبيب الحائز على نوبل للسلام

الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي يدافع عن ضحايا العنف الجنسي.
ONU Info
الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي يدافع عن ضحايا العنف الجنسي.

الأمم المتحدة تؤكد على الالتزام بأمن د. موكويغي، في أعقاب ما تردد عن التخلي عن حماية الطبيب الحائز على نوبل للسلام

حقوق الإنسان

بعد تقارير صحفية نُشرت حول تخلي بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) عن حماية الطبيب الكونغولي د. دينيس موكويغي وطاقم المستشفى الذي يشرف عليه، شددت الأمم المتحدة على الالتزام والتمسك بأمن الطبيب الحائز على جائزة نوبل للسلام.

وفي المؤتمر الصحفي اليومي، شدد ستيفان دوجاريك، الناطق بلسان الأمين العام للأمم المتحدة، على التزام مونوسكو بأمن الدكتور مكويغي وعيادة بانزي التي أسسها ويرأسها في شرقي البلاد.

وقال: "على الرغم من وجود عدد حالات كوفيد-19 بين قوات حفظ السلام وما كان لها من تأثير على الجهود، واصلنا العمل عن قرب مع د. موكويغي، ومع السلطات الكونغولية والشركاء الدوليين، لضمان تلبية احتياجاته الأمنية واحتياجات العيادة بطريقة فعّالة ومستدامة".

تهديدات بقتل المدافع الحقوقي

وفي الشهر الماضي، تلقى الدكتور دينيس موكويغي، المدافع عن حقوق الإنسان والحائز على جائزة نوبل للسلام (2018)، رسائل تهديد بالقتل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي مكالمات هاتفية مباشرة له ولأسرته، أعقبت إدانته لاستمرار قتل المدنيين في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، ودعواته المتجددة للمساءلة عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان.

وقال دوجاريك: "تقع مسؤولية الأمن الشخصي للشخصيات الكونغولية على عاتق السلطات، لكن مونوسكو توفر كل دعم ممكن في نطاق إمكانياتها المحدودة"، مشيرا إلى أن هذا النهج يتطلب مواصلة تطوير قدرة محلية أكبر بين الشرطة الوطنية، بدعم من البعثة والجهات الفاعلة الدولية الأخرى.

وتأتي تصريحات الناطق بلسان الأمين العام عقب تقارير صحفية تحدثت عن سحب قوات حفظ السلام التي كانت تحرس المستشفى ومقرّ إقامة د. موكويغي.

قوات من حفظة السلام التنزانيات يلتقطن الصور مع أطفال في بني، بجمهورية الكونغو الديمقراطية.
TANZBATT 7/Ibrahim Mayambua
قوات من حفظة السلام التنزانيات يلتقطن الصور مع أطفال في بني، بجمهورية الكونغو الديمقراطية., by TANZBATT 7/Ibrahim Mayambua

مونوسكو "تحت ضغط" لكنها تواصل العمل

من جانبه، قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل، ردّا على أسئلة إحدى الصحفيات في المؤتمر الصحفي في جنيف يوم الثلاثاء إن الأمم المتحدة لا تشدد فقط على سلامة د. موكويغي، ولكن أيضا على سلامة الطاقم البالغ عدده 64 موظفا في كل وردية في مستشفى بانزي.

وقال: "إن مونوسكو مجهدة وتتعرض للضغوط على جبهات عديدة. مبدئيا بسبب كـوفيد-19، والإغلاق وما إلى ذلك. ومن هنا برزت فكرة أن البعثة لا توفر حماية للمستشفى، وقد تغيّر ذلك، ولكنهم لا يزالون في وضع لا يسمح لهم بالوجود الدائم في المستشفى بسبب حالة مواردهم الخاصة".

وأوضح كولفيل أن مونوسكو لا تزال تقوم بدوريات حول المستشفى، ووضعت نظام تنبيه مع الطاقم، وبموازاة ذلك، اختيرت دفعة أولى تتكون من 30 ضابطا من ضباط الأمن الكونغوليين بالتنسيق مع فريق د. موكويغي، وقد خضعوا للتدقيق والتدريب تمهيدا لنشرهم في المستشفى بهدف تأمين الحماية له وللطاقم.

د. موكويغي: ناشط ومدافع عن الضعفاء

يُعرف د. موكويغي بدفاعه عن حقوق النساء والأطفال وضحايا العنف، وقد رحب، اليوم الثلاثاء، بإدانة 20 جنديا وضابط شرطة بتهمة الاغتصاب في لوفونجي بإقليم أوفيرا. وقد صدر الحكم في 3 أيلول/سبتمبر في نهاية سلسلة من جلسات الاستماع في محكمة عسكرية في أوفيرا.

ومن بين الضحايا 10 قاصرين بينهم صبي يبلغ من العمر 14 عاما، وتتراوح أعمار معظمهم بين 3 و17 عاما.

نازحون من منطقة كاساي بجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وفي تموز/يوليو الماضي، طالب الطبيب المدافع عن حقوق الإنسان بإنشاء محكمة جنائية دولية لجمهورية الكونغو الديمقراطية، "لضمان تحقيق العدالة لضحايا العنف الجنسي والناجين منه في أوقات النزاع". ودعا إلى دعم إنشاء آليات تقصي الحقائق وبرامج التعويض بالإضافة إلى إصلاحات بعيدة المدى لقطاعي الأمن والعدالة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

ولتسليط الضوء على حماية حياة الطبيب الحقوقي، نُظمت، الأسبوع الماضي مسيرة لدعم د. موكويغي ضد التهديدات بالقتل والمطالبة بحمايته، شاركت فيها أطياف مختلفة من المجتمع، والنساء ضحايا العنف الجنسي اللاتي يستفدن من رعاية وإشراف د. موكويغي في مستشفى بانزي الذي أسسه.

مونوسكو من أكبر القوات في العالم

وتُعد قوات حفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية واحدة من أكبر القوات في العالم، وتولت البعثة المهمة في 1 تموز/يوليو 2010 بناء على قرار مجلس الأمن 1925 (2010) الذي خوّل للبعثة استخدام جميع الوسائل لتنفيذ ما فُوّضت به، من بين أمور أخرى، حماية المواطنين والعاملين في المجالات الإنسانية والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعرّضين لخطر العنف الجسدي، ومساندة الحكومة في استقرارها وفي جهود دعم السلام.

وقد وفرت البعثة وحدةً قوامها نحو عشرة جنود، تعمل على مدار الساعة لمرافقة د. موكويغي حيثما سافر.