منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: كوفيد -19 يغير قواعد اللعبة فيما يتعلق بالسلام والأمن الدوليين

أطفال في العراق ينظرون من خلال الحائط لسحب دخان ناجمة عن احتراق آبار النفط بفعل داعش.
© UNICEF/Lindsay Mackenzie
أطفال في العراق ينظرون من خلال الحائط لسحب دخان ناجمة عن احتراق آبار النفط بفعل داعش.

الأمين العام: كوفيد -19 يغير قواعد اللعبة فيما يتعلق بالسلام والأمن الدوليين

السلم والأمن

قال الأمين العام للأمم المتحدة في اجتماع افتراضي مع قادة العالم، اليوم الأربعاء، إن العالم "دخل مرحلة جديدة متقلبة وغير مستقرة" من حيث تأثير كوفيد-19 على السلام والأمن.

وكان الأمين العام يتحدث في إحدى سلسلة الاجتماعات الدولية بين رؤساء الدول الرامية لتعزيز التعاون العالمي في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، كجزء من عملية العقبة.

وقال السيد أنطونيو غوتيريش إن الجائحة هي أكثر من مجرد أزمة صحية عالمية، مبينا أنها "ستغير قواعد اللعبة فيما يتعلق بالسلام والأمن الدوليين"، مشددا على أن عملية العقبة يمكن أن تلعب دورا رئيسيا في "تعزيز الوحدة ومواءمة التفكير" حول كيفية التغلب على الجائحة.

تحديات متعددة

أكد السيد غوتيريش أن فيروس كورونا كشف هشاشة البشرية، وكشف عن أوجه عدم المساواة النظامية والراسخة، وسلط الضوء على التحديات الجيوسياسية والتهديدات الأمنية.

وأشار إلى أنه نظرا لأن الفيروس "يؤدي إلى تفاقم المظالم وتقويض التماسك الاجتماعي وتأجيج الصراعات"، وبالتالي فإنه من المرجح أيضا أن يكون "بمثابة عامل مساعد في انتشار الإرهاب والتطرف العنيف".

علاوة على ذلك، فإن التوترات الدولية مدفوعة باضطرابات سلسلة التوريد والحمائية والقومية المتزايدة، مصحوبة بارتفاع معدلات البطالة وانعدام الأمن الغذائي وتغير المناخ، ستساعد على تأجيج الاضطرابات السياسية.

القضاء على الفقر هو أول أهداف التنمية المستدامة لعام 2030
© UNICEF/UN039294/Popov
القضاء على الفقر هو أول أهداف التنمية المستدامة لعام 2030

 

جيل في مرمى النيران

كما أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن جيلا من الطلاب خارج فصول الدراسة، قائلا إن "العديد من الشباب يشهدون ركودا عالميا ثانيا خلال حياتهم."

وأوضح أنهم يشعرون بالإهمال وخيبة الأمل بشأن آفاقهم المستقبلية في عالم مشوب بعدم اليقين.

الحاجة إلى تضامن عالمي

لقد سلطت الجائحة الضوء على نقاط الضعف أمام التهديدات الناشئة مثل الإرهاب البيولوجي والهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الحيوية.

وأكد الأمين العام أن "العالم يواجه تحديات أمنية خطيرة. لا يمكن لأي دولة أو منظمة التصدي بمفردها لهذه التحديات. هناك حاجة ملحة للوحدة والتضامن العالميين".

وفي إشارة إلى الأسبوع الافتراضي لمكافحة الإرهاب الذي نظمته الأمم المتحدة في يوليو، ذكّر أن المشاركين دعوا إلى تجديد الالتزام بالتعددية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

لكن السيد غوتيريش قال إن الافتقار إلى التعاون الدولي للتصدي للجائحة "مذهل"، مشيرا إلى تغليب "المصلحة الذاتية الوطنية...ومظاهر الاستبداد."

في البرازيل: تساعد جمعية الصليب الأحمر الدولية المجتمعات من خلال التبرع بمجموعات النظافة، في إطار جهود مكافحة كوفيد-19.
ICRC
في البرازيل: تساعد جمعية الصليب الأحمر الدولية المجتمعات من خلال التبرع بمجموعات النظافة، في إطار جهود مكافحة كوفيد-19.

 

الناس أولا

وشدد الأمين العام على ضرورة عدم العودة إلى "الوضع السابق". وشدد على الحاجة إلى وضع الناس أولا، من خلال تعزيز تبادل المعلومات والتعاون التقني "لمنع الإرهابيين من استغلال الجائحة لتحقيق أهدافهم "الشريرة" والتفكير في "حلول طويلة الأجل بدلا من الحلول قصيرة الأجل".

وأوضح أن "هذا يشمل الحفاظ على حقوق واحتياجات ضحايا الإرهاب ...وإعادة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وخاصة النساء والأطفال، وعائلاتهم إلى بلدانهم الأصلية".

تضاؤل الفرص

وفي الوقت نفسه، يؤدي خطر الإصابة بكوفيد-19 إلى تفاقم الوضع الأمني ​​والإنساني المتردي بالفعل في المخيمات السورية والعراقية التي تأوي اللاجئين والنازحين.

وقال أمين عام الأمم المتحدة: "إن الفرص تتضاءل، لذا يجب علينا اغتنامها. لا يمكننا تجاهل مسؤولياتنا وترك الأطفال يكافحون من أجل أنفسهم ويصبحون تحت رحمة الاستغلال الإرهابي".

كما أعرب الأمين العام عن ثقته في أن عملية العقبة ستستمر في "تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، وتحديد وسد الثغرات في القدرات، ومعالجة التهديدات الأمنية المتطورة المرتبطة بالجائحة."

Tweet URL

دفع عملية التغيير

كما ألقى الأمين العام كلمة أمام القمة المئوية للمنظمة الدولية لأرباب العمل حول الكيفية التي يمكن أن يساعد بها التعاون بين القطاعين العام والخاص في دفع عملية التغيير بعد كـوفيد-19.

وأشاد "بالمساهمات الكبيرة" للمنظمة الدولية لأرباب العمل في صنع السياسات العالمية من أجل التقدم الاقتصادي والاجتماعي، وخلق فرص العمل وبيئة الأعمال ذات المنفعة المتبادلة، واصفا إياها بأنها مثلت "ركيزة مهمة لمنظمة العمل الدولية منذ أيامها الأولى".

وقال السيد غوتيريش في القمة الافتراضية: "اليوم، مهمتنا الأساسية هي هزيمة فيروس كورونا وإعادة بناء الحياة وسبل العيش والشركات والاقتصادات."

وخلال إعادة البناء، شدد على ضرورة حماية العمال والشركات الصغيرة، وإتاحة الفرصة للجميع لتحقيق إمكاناتهم.

التعاون الثلاثي

من جانبه، سلط مدير منظمة العمل الدولية، غاي رايدر، الضوء على الحاجة إلى "قرارات سياسية واعية وتعاون ثلاثي الأطراف للتغلب على تحديات التحول"، مثل التغير التكنولوجي وتغير المناخ، فضلاً عن كوفيد-19.

وشدد السيد رايدر على ضرورة استمرار أصحاب العمل في التعاون في الحوار الاجتماعي والحفاظ على التزامهم بالتعددية ومنظمة العمل الدولية.

تضم المنظمة الدولية لأرباب العمل أكثر من 50 مليون شركة، وهي شريك رئيسي في النظام الدولي متعدد الأطراف لأكثر من 100 عام، باعتبارها صوتا للأعمال في منظمة العمل الدولية، وعبر منظومة الأمم المتحدة، ومجموعة العشرين والمنتديات الناشئة الأخرى.