منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تجدد الدعوة بشأن التصديق الكامل على معاهدة حظر التجارب النووية

تجربة نووية أجرتها الولايات المتحدة في إنيويتوك أتول، جزر مارشال، في   نوفمبر 1952. المصدر: حكومة الولايات المتحدة
US Government
تجربة نووية أجرتها الولايات المتحدة في إنيويتوك أتول، جزر مارشال، في نوفمبر 1952. المصدر: حكومة الولايات المتحدة

الأمم المتحدة تجدد الدعوة بشأن التصديق الكامل على معاهدة حظر التجارب النووية

السلم والأمن

قالت الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح في الأمم المتحدة إن تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية هو أفضل طريقة لتكريم الأرواح التي أزهقت بسبب هذه الأسلحة. جاء ذلك في اجتماع افتراضي، عقد يوم الأربعاء، للاحتفال باليم الدولي لمناهضة التجارب النووية، والذي يحتفل فيه سنويا في 29 آب/أغسطس.

ومتحدثة نيابة عن الأمين العام، قالت إيزومي ناكاميتسو إن إحياء هذا العام يصادف 75 عاما بعد أن أجرت الولايات المتحدة أول تجربة نووية، مما أدى إلى استخدام أسلحة ذرية ضد اليابان وإجراء نحو 2000 تجربة أخرى من قبل ثماني دول على الأقل خلال العقود التالية.

ولا تزال الآثار على البيئة والتنمية الاقتصادية ملموسة حتى يومنا هذا. وتابعت تقول: "إن أفضل طريقة لتكريم ضحايا التجارب النووي السابقة هي منع حدوث أي منها في المستقبل"، مشيرة إلى ما قاله الأمين العام بأن التجارب النووية من بقايا حقبة أخرى، وينبغي أن تبقى فيها.

إعطاء الأولوية لعالم خال من الأسلحة النووية

يتم الاحتفال باليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية سنويا منذ عام 2010، ويصادف تاريخ 29 آب/أغسطس ذكرى إغلاق موقع التجارب في سيميبالاتينسك بكزاخستان عام 1991، وهو أكبر موقع للتجارب النووي في الاتحاد السوفييتي السابق.

وعلى الرغم من اعتماد معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية في عام 1996، لا تزال آلاف الأسلحة النووية جاهزة في المخزونات في جميع أنحاء العالم. بالنسبة لرئيس الجمعية تيجاني محمد باندي، فقدت أكدت جائحة كوفيد-19 على الحاجة إلى عمل جماعي لحماية الإنسانية، بما في ذلك من خلال جعل عالم خال من الأسلحة النووية أولوية. وقال:

"إن بقاء البشرية بحد ذاته يتوقف على اتفاقنا الحازم على عدم استخدام الأسلحة النووية ويجب القضاء عليها إلى الأبد. إن عالما خاليا من الأسلحة النووية هو الضمان الحقيقي الوحيد لحماية الحضارة من هذا التهديد الوجودي".

موقع التجارب النووية السابق للاتحاد السوفيتي، سيميبالاتينسك، الواقع حاليا في دولة بكازاخستان. (أرشيف)
(CTBTO)
موقع التجارب النووية السابق للاتحاد السوفيتي، سيميبالاتينسك، الواقع حاليا في دولة بكازاخستان. (أرشيف)

 

التأثيرات على الشعوب الأصلية

عانى السكان الأصليون في ولاتينا في أستراليا من هذا التهديد بشكل مباشر عندما أجرت المملكة المتحدة تجربتين نوويتين منفصلتين في الغلاف الجوي في تشرين الأول/أكتوبر 1953، وفقا للناشطة كارينا ليستر.

وأضافت ليستر التي أصيب والدها الراحل يامي ليستر بالعمى بسبب الاختبارات: "لقد أثرت التجارب النووية ولا تزال تؤثر على بلدنا وأراضينا التقليدية وحياتنا. حان الوقت لوضع حد لتجارب الأسلحة النووية. حان الوقت لوضع حد للأسلحة النووية".

الخطر النووي آخذ في الارتفاع

على الرغم من أن 184 دولة قد وقعت على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وصادقت عليها 168 دولة، إلا أن المعاهدة لم تدخل بعد حيّز التنفيذ، ولن يحدث ذلك إلا عندما تصادق عليها ثماني دول: الصين، كوريا الشمالية، مصر، الهند، إيران، إسرائيل، باكستان والولايات المتحدة.

وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالة بمناسبة هذا اليوم، مرة أخرى جميع الدول التي لم توقع أو تصدق على المعاهدة إلى القيام بذلك دون مزيد من التأخير. وقال: "إن الخطر النووي يتصاعد مرة أخرى. يُعدّ الحظر الكامل للتجارب النووية خطوة أساسية في منع التحسين النوعي والكمي للأسلحة النووية وفي تحقيق نزع السلاح النووي".

مفتشو تابعون للمجموعة الأوربية للطاقة الذرية يقومون بعمليات تفتيش للضمانات في شركة يورينكو للوقود النووي في هولندا.
IAEA/Dean Calma
مفتشو تابعون للمجموعة الأوربية للطاقة الذرية يقومون بعمليات تفتيش للضمانات في شركة يورينكو للوقود النووي في هولندا.

 

استقاء الدروس من التاريخ

وأشارت السيّدة ناكاميتسو، الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، إلى أن العصر الحالي يمتاز بعلاقات "عدائية متزايدة" بين الدول االتي تمتلك أسلحة نووية وتلك التي تسعى إلى تحسين جودة ترساناتها، وفي بعض الحالات، كميتها.

ومع احتفال العالم العام المقبل بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لاعتماد معاهدة حظر التجارب، فإن الخوف يكمن في إمكانية تلاشي الأمل، وفقا لما قاله لاسينا زيربو، مدير منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. وأضاف:

"أثناء قيامنا بإجراء مسح للمشهد الدولي، مع ترنح الشعوب والحكومات من الفوضى والمعاناة الناجمة عن كوفيد-19، دعونا نفكر في الماضي من أجل معرفة كيفية تشكيل المستقبل بشكل أفضل". وأضاف أن هذا لا يعني أن الماضي سيعطينا جميع الإجابات، "ولكن تعلّم دروس التاريخ من اتخاذ قرارات سليمة، وتنفيذ استراتيجيات وسياسات فعالة، للمضي قدما".