منظور عالمي قصص إنسانية

كوفيد-19: تحديات جديدة تواجه العمّال المهاجرين الضعفاء في الشرق الأوسط

سيّدة تزور معرضا لصور العاملات في المنازل في يوم إجازاتهن في اليوم العالمي للعمال المنزليين في قطر.
ILO/Hisham Ashraf
سيّدة تزور معرضا لصور العاملات في المنازل في يوم إجازاتهن في اليوم العالمي للعمال المنزليين في قطر.

كوفيد-19: تحديات جديدة تواجه العمّال المهاجرين الضعفاء في الشرق الأوسط

المهاجرون واللاجئون

وسط التقارير التي تفيد بأن العديد من العمّال المهاجرين في الشرق الأوسط أصبحوا معدمين بسبب الأزمة الاقتصادية، التي تفاقمت من جرّاء جائحة كوفيد-19، تدعو الأمم المتحدة الحكومات وأرباب العمل إلى احترام حقوقهم والتضامن مع محنتهم.

بعد إلقائهم في الشوارع، وحبسهم داخل الغرف، وإجبارهم على العمل دون أجر، كشفت تقارير إعلامية حديثة عن سوء المعاملة التي عانى منها بعض عاملات المنازل المهاجرات في الشرق الأوسط، بعد ظهور جائحة كـوفيد-19.

وأكدت منظمة العمل الدولية أن العديد من هؤلاء العمّال، وخاصة أولئك الذين ليس لديهم عقد عمل، ويعيشون خارج منزل الأسرة التي يعملون لديها، قد تأثروا بشدة بسبب الجائحة.

وقال ريزارد تشوليوينسكي، اختصاصي الهجرة في المكتب الإقليمي للدول العربية، التابع لمنظمة العمل الدولية، في مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة، إن أعداد العمّال المتأثرين في المنطقة كبيرة، مضيفا أن المنطقة العربية تضم أكثر من 27% من المهاجرين العاملين في المنازل ((أي 3.16 مليون من إجمالي 11.5 مليون على نطاق عالمي) بحسب تقديرات منظمة العمل الدولية.

قيود على الحركة

فقد الكثير من العمّال المهاجرين دخلهم وسبل عيشهم، حيث أبلغهم أرباب العمل أن خدماتهم لم تعد ضرورية، بسبب مخاوف من انتشار الجائحة، ونتيجة لذلك فهم يكافحون من أجل دفع ثمن الطعام والإيجار، ويعتمدون على المساعدات الإنسانية ودعم الشبكات المجتمعية.

ومع ذلك، يعيش معظمهم داخل منازل أرباب العمل، وبالنسبة لهؤلاء، من المرجّح أن تكون ظروف العمل قد ساءت. وأضاف المسؤول في منظمة العمل الدولية يقول: "إنهم مطالبون بأداء المزيد من المهام، لاسيّما فيما يتعلق بالتنظيف والعمل لساعات أطول مع إجازة أقل".

وأضاف أنهم يخضعون لقيود أكبر على تنقلهم مع بقاء العائلات في المنازل، ومع زيادة العمل عن بُعد والتعليم المنزلي خلال فترة الإغلاق.

وكان العمّال في هذه المنطقة معرّضين بالفعل لسوء المعاملة، حيث يتم استبعاد الخدمة المنزلية من قوانين العمل في العديد من البلدان. وفي الدول العربية التي تفضّل نظام الكفالة (الذي يتطلب من الأجانب الحصول على إذن من صاحب العمل إذا كانوا يريدون تغيير وظائفهم أو مغادرة البلاد) كما يقول السيد تشوليوينسكي، فهناك خلل خطير في العلاقة بين العامل وصاحب العمل، مما يجعل العمّال المنزليين المهاجرين عرضة، بشكل خاص، لأوضاع العمل الإجباري.

بوادر تقدم

تعمل الأمم المتحدة على تحسين ظروف عاملات المنازل المهاجرات أثناء الجائحة، جنبا إلى جنب مع الحكومات وأرباب العمل ومنظمات العمّال والشركاء الآخرين، من أجل فهم أفضل لوضع عاملات المنازل المهاجرات غير المرئيات أكثر من ذي قبل بسبب الإغلاق.

مدير عام منظمة العمل الدولية، مارك رايدر، يمسك بنسخة من الاتفاقية 189 الخاصة بالعمال المنزليين، ووزيرة العمل والضمان الاجتماعي المكسيكية، لويزا ماريا أيكايدس (في الشاشة خلفه).
مدير عام منظمة العمل الدولية، مارك رايدر، يمسك بنسخة من الاتفاقية 189 الخاصة بالعمال المنزليين، ووزيرة العمل والضمان الاجتماعي المكسيكية، لويزا ماريا أيكايدس (في الشاشة خلفه)., by ILO/Marcel Crozet

وفي الحالات التي يُحرم فيها العمّال المنزليون المهاجرون من الدخل وسبل العيش، تعمل الأمم المتحدة على ضمان تغطية جميع العمّال المهاجرين، بما في ذلك العاملون في المنازل، في الاستجابة الوطنية للجائحة.

وعلى المستوى المحلي، كما يقول المسؤول في المنظمة، هناك إشارات على التحسن في طريقة معاملة العمّال. وأضاف يقول: "كان هناك بعض التقدم في تفكيك نظام الكفالة، لتسهيل إنهاء عقود العمال وتغيير أماكن العمل، خاصة في حالات سوء المعاملة".

ومع ذلك، يشير إلى أنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به على المستوى الدولي: "تشجع منظمة العمل الدولية على التصديق على اتفاقية العمّال في المنازل، التي تحدد الحد الأدنى من المعاملة التي ينبغي أن تُمنح لجميع العمّال المنزليين، بصرف النظر عن الجنسية أو حالة الهجرة. حتى الآن، لم يتم التصديق عليها من قبل أي دولة في الشرق الأوسط".