منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف: أطفال أميركا الوسطى والكاريبي يواجهون خطرا مزدوجا بسبب تهديد موسم الأعاصير وكوفيد-19

إعصار أماندا الذي ضرب السلفادور في أيار/مايو يخلف أضرارا جسيمة
WFP/Mauricio Martinez
إعصار أماندا الذي ضرب السلفادور في أيار/مايو يخلف أضرارا جسيمة

اليونيسف: أطفال أميركا الوسطى والكاريبي يواجهون خطرا مزدوجا بسبب تهديد موسم الأعاصير وكوفيد-19

المناخ والبيئة

مع اقتراب بلوغ موسم الأعاصير لعام 2020 أشد نشاطه في منطقة بحر الكاريبي وأميركا الوسطى، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من خطر مزدوج يتمثل بهذه الأعاصير وأثرها على حياة الأطفال، وبجائحة كوفيد-19.

وبحسب يونيسف، فقد تأثر حتى الآن في أميركا الوسطى ودول بحر الكاريبي، أكثر من 70 مليون طفل بشكل مباشر أو غير مباشر بسبب جائحة كوفيد-19، وقد يواجه الكثير من أولئك الأطفال لاسيّما من يعيشون في المناطق الساحلية في أميركا الوسطى ودول بحر الكاريبي مخاطر إضافية بسبب الأعاصير المدمرة مع اقتراب موسم الأعاصير لهذا العام من بلوغ مراحله الأكثر نشاطا.

الجهود المبذولة للاستعداد للإعصار مهمة للحد من انتشار الفيروس في صفوف المجتمعات الأكثر ضعفا -- بيرنت آسن

وفي بيان صدر الاثنين، حذرت منظمة يونيسف من أن تشهد دول الكاريبي وأميركا الوسطى حالات تشريد وأضرارا في البنى التحتية وتعطيلا للخدمات وخاصة في المناطق الساحلية، مما قد يجعل الأطفال والأسر أكثر عرضة للمرض وتبعاته.

وقالت بيرنت آسن، المديرة الإقليمية ليونيسف في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي إن الأطفال والأسر في الأيام والأسابيع المقبلة، في تلك المناطق، سيواجهون خطرا من جرّاء تعرّضهم لكارثتين وهما كوفيد-19 والأعاصير. وتابعت تقول: "إنها العاصفة المثالية التي نخشى أن تضرب الكاريبي وأميركا اللاتينية. ومع مواصلة اتخاذ الاحتياطات للحفاظ على سلامة الأسر من كوفيد-19، فإن الجهود المبذولة للاستعداد للإعصار مهمة للحد من انتشار الفيروس في صفوف المجتمعات الأكثر ضعفا".

تحذير من آثار الأعاصير وقيود كوفيد-19

من المتوقع أن تشهد منطقة الكاريبي على وجه التحديد زيادة في حدّة العواصف وعمليات نزوح كبيرة في الفترة المقبلة. وتتوقع إدارة المحيطات والأجواء الوطنية أن تكون نسبة نشاط الإعصار فوق معدله الطبيعي 60%، مع معدل 15 عاصفة بينها ثمانية أعاصير وأربعة أعاصير كبيرة.

Tweet URL

وأوضحت يونيسف في بيانها أن غالبية الشواغل تتعلق بتقويض الإعصار للجهود المتواصلة لمنع انتقال المرض، مشيرة إلى أنه قد ينتقل بسهولة في المناطق المكتظة مثل الملاجئ أو مواقع النزوح حيث يصعب ضمان التباعد البدني، وفي الوقت نفسه، قد يصعب الحفاظ على إجراءات الصحة العامة مثل غسل اليدين إذا تعذر الحصول على الماء أو النظافة أو المرافق الصحية أو إذا تعرّضت هذه المنشآت للتدمير.

وتابعت يونيسف في بيانها أن الجائحة وضعت أنظمة الصحة الوطنية والمحلية في المنطقة في ضائقة، وهناك تساؤلات إزاء قدراتها على مواجهة آثار ما بعد انتهاء كارثة الإعصار. وفي الوقت نفسه، قد تعيق القيود المفروضة على الحركة والنقص في الميزانية المرتبط بالجائحة جهود الاستعدادات الوطنية لاستقبال العاصفة.

جهود يونيسف في مساعدة تلك البلدان

تعمل يونيسف بالتعاون مع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والشركاء في القطاع الخاص على تعزيز الصمود في أوقات الكوارث بين المجتمعات في بحر الكاريبي وأميركا الوسطى. وتشمل هذه الجهود:

  • العمل مع الحكومات للتكيّف مع الاستعدادات للإعصار ولتعكس تلك الاستعدادات خطط الاستجابة للمخاطر المرتبطة بكوفيد-19، مع التركيز على المجموعات الضعيفة من الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، والأسر التي تعيلها نساء والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وتعمل يونيسف أيضا على تحسين آليات التنسيق وأدوات تقييم الاحتياجات والاستجابة القائمة على الأدلة.
  • دعم العمل مع الأنظمة الإقليمية، من بينها وكالة إدارة الكوارث الطارئة الكاريبية، ومركز التنسيق لمنع الكوارث الطبيعية في أميركا الوسطى، وغيرهما، لتحسين سبل التنسيق وربطهم بسياسات إدارة مخاطر الكوارث.
  • دعم مبادرة المدارس الآمنة في 18 دولة في الكاريبي لخلق الصمود وتعزيز القدرات وحماية الطلاب والمعلمين والبنى التحتية المهمة من الأزمات الطبيعية مثل الأعاصير.
  • إعادة توزيع المستلزمات الضرورية لإنقاذ الأرواح، من بينها أكثر من 18،500 خزان مياه، و7،500 طاولة تنقية مياه، و130 خيمة ومئات أدوات النظافة وحزمات التعليم للوصول إلى آلاف الأطفال المعرّضين للخطر في بربادوس وأنتيغوا وترينيداد وتوباغو وأميركا الوسطى.
  • التعاون مع الحكومات بشأن سياساتهم المتعلقة بتغيّر المناخ ليراعوا الأطفال ولتراعي السياسات آفاق وتطلعات الشباب واليافعين.

اقرأ أيضا: د. تيدروس -- لقاحات عدة وصلت إلى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لكن لا يوجد حل سحري في الوقت الحالي بشأن كوفيد

في نهاية أيّار/مايو، تسببت عاصفة "أماندا" الإستوائية بفيضانات وانزلاق أرضي في مناطق في السلفادور وغواتيمالا وهندوراس. وقُتل خلالها 33 شخصا على الأقل بينهم طفل، وتشرّد الآلاف. وقد وثقت هذه الدول الثلاثة وجود كوفيد-19 فيها.

وفي الأعوام العشرة الماضية (2010-2019)، تسببت العواصف بـ 895،000 عمليات نزوح جديدة للأطفال في دول بحر الكاريبي و297،000 في أميركا الوسطى.

وتعمل يونيسف على دعم جهود الاستعداد للأعاصير واستجابة الصحة العامة لكـوفيد-19 عبر التثقيف والوصول للمجتمعات وتقديم الدعم الفني للحكومات.

إعصار أماندا الذي ضرب السلفادور في أيار/مايو الماضي يتسبب بفيضانات أغرقت الشوارع الرئيسية ودمرت البنى التحتية في البلاد.
WFP/Mauricio Martinez
إعصار أماندا الذي ضرب السلفادور في أيار/مايو الماضي يتسبب بفيضانات أغرقت الشوارع الرئيسية ودمرت البنى التحتية في البلاد.