منظور عالمي قصص إنسانية
قناع وجه تم العثور عليه أثناء تنظيف الشاطئ في هامبتون بيتش، نيو هامشر، الولايات المتحدة الأمريكية.

خمسة أشياء يجب أن تعرفها عن الأقنعة التي تستخدم لمرة واحدة وعلاقتها بالتلوث البلاستيكي

Unsplash/Brian Yurasits
قناع وجه تم العثور عليه أثناء تنظيف الشاطئ في هامبتون بيتش، نيو هامشر، الولايات المتحدة الأمريكية.

خمسة أشياء يجب أن تعرفها عن الأقنعة التي تستخدم لمرة واحدة وعلاقتها بالتلوث البلاستيكي

المناخ والبيئة

جائحة فيروس كورونا تقوض عملية مكافحة التلوث البلاستيكي، حيث ازداد استهلاك أقنعة الوجه والقفازات التي تستخدم لمرة واحدة وغيرها من معدات الوقاية.

لكنّ وكالاتِ الأمم المتحدة وشركاءها يصرون على أنه إذا تم اتخاذ تدابير فعالة، يمكن الحد من كمية المواد البلاستيكية التي تلقى في القمامة كل عام بشكل كبير، أو حتى التخلص منها تماما.

1) الزيادة الهائلة في مبيعات الأقنعة ترفع من مستوى التلوث

أدى ترويج ارتداء أقنعة الوجه كوسيلة للمساعدة في وقف انتشار كوفيد-19 إلى زيادة استثنائية في إنتاج الأقنعة التي تستخدم لمرة واحدة. ويقدر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة (الأونكتاد) بأن إجمالي المبيعات العالمية سيرتفع ليبلغ حوالي 166 مليار دولار هذا العام، فيما كان قد بلغ حوالي 800 مليون دولار عام 2019.

وكانت التقارير الإعلامية الأخيرة التي عرضت مقاطع فيديو وصور للغواصين وهم يجمعون أقنعة وقفازات متناثرة حول مياه شواطئ الريفييرا الفرنسية، بمثابة نداء صحوة للعديد، لإعادة توجيه الانتباه إلى قضية التلوث البلاستيكي، وتذكير الساسة والقادة والأفراد بالحاجة إلى معالجة مشكلة التلوث البلاستيكي.

2) مشكلة سامة

تسبح أسماك مانتا رايز في بالي بإندونيسيا فيما بين مخلفات البلاستيك الملقاة في البحر.
تسبح أسماك مانتا رايز في بالي بإندونيسيا فيما بين مخلفات البلاستيك الملقاة في البحر., by UN World Oceans Day/Joerg Blessing

إذا كانت البيانات التاريخية مؤشراً موثوقاً به، فمن المتوقع أن حوالي 75 في المائة من الأقنعة المستخدمة، وكذلك النفايات الأخرى ذات الصلة بالجائحة، ستنتهي في مدافن النفايات أو ستطفو على سطح البحار.

وبصرف النظر عن الأضرار البيئية، فإن برنامج الأمم المتحدة للبيئة يقدر التكلفة المالية في مجالات مثل السياحة ومصائد الأسماك بنحو 40 مليار دولار.

وحذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أنه إذا لم تتم إدارة الزيادة الكبيرة في النفايات الطبية، المصنعة معظمها من مواد بلاستيكية ضارة ذات الاستخدام الواحد، بشكل سليم، فقد يؤدي ذلك إلى التخلص منها بشكل غير آمن ودون رقابة.

وأوضح برنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي أصدر سلسلة من ملخصات الوقائع حول هذا الموضوع، أن العواقب المحتملة تشمل مخاطر على الصحة العامة تنتج عن الأقنعة المستخدمة الملوثة بالفيروس، والحرق في الهواء الطلق أو حرق الأقنعة دون ضوابط مما يؤدي إلى إطلاق السموم في البيئة، وانتقال الأمراض إلى البشر بشكل ثانوي.

وبسبب المخاوف من هذه الآثار الثانوية المحتملة على الصحة والبيئة، يحث برنامج الأمم المتحدة للبيئة الحكومات على اعتبار إدارة النفايات، بما في ذلك النفايات الطبية والخطرة، خدمة عامة أساسية. وتقول الوكالة الأممية إن المعالجة الآمنة والتخلص النهائي من هذه النفايات عنصر حيوي في الاستجابة لحالات الطوارئ الفعالة.

أوضحت مديرة التجارة الدولية بالأونكتاد، السيدة باميلا كوك-هاميلتون، أن "التلوث البلاستيكي كان بالفعل أحد أكبر التهديدات لكوكبنا قبل تفشي فيروس كورونا"، مضيفة أن "الطفرة المفاجئة في الاستخدام اليومي لبعض المنتجات للحفاظ على سلامة الناس ووقف انتشار المرض، تجعل الأمور أسوأ بكثير".

3) الحلول الحالية قادرة على خفض المواد البلاستيكية بنسبة 80%

امرأة تفتش في أكياس بلاستيكية مهملة في كوت ديفوار.
© UNICEF/Frank Dejongh
امرأة تفتش في أكياس بلاستيكية مهملة في كوت ديفوار.

ومع ذلك، يمكن تغيير هذا الوضع إلى الأفضل، كما يتضح من تقرير حديث وشامل عن النفايات البلاستيكية نشرته مؤسسة بيو الخيرية، ومركز أبحاث الاستدامة "سيستيميك" Systemiq.

وتتوقع الدراسة التي نشرت تحت عنوان "وقف الموجة البلاستيكية: تقييم شامل للمسارات نحو وقف التلوث البلاستيكي للمحيطات"، التي أيدتها رئيسة برنامج الأمم المتحدة للبيئة السيدة إنغر أندرسون، أنه إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء فإن كمية البلاستيك الملقاة في المحيط ستتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2040، أي من 11 إلى 29 مليون طن في السنة.

ولكن يمكن القضاء على حوالي 80 في المائة من التلوث البلاستيكي خلال هذه الفترة نفسها، بمجرد استبدال القواعد غير المناسبة وتغيير نماذج الأعمال وتقديم حوافز تؤدي إلى انخفاض إنتاج البلاستيك. وتشمل التدابير الأخرى الموصى بها: منتجات التصميم ومواد التغليف التي يمكن إعادة تدويرها بسهولة أكبر، وتوسيع عملية جمع النفايات خاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض.

4) التعاون العالمي أمر ضروري

خلص الأونكتاد في تحليله الذي أجري في شهر تموز/ يوليو عن البلاستيك والاستدامة والتنمية إلى استنتاج مفاده بأن سياسات التجارة العالمية تلعب أيضاً دوراً هاماً في الحد من التلوث.

أدخلت العديد من البلدان قوانين حول البلاستيك على مدى العقد الماضي، وهو مؤشر لقلق متزايد يحيط بهذه المشكلة، لكن تحليل الأونكتاد يشير إلى أنه من أجل أن تكون السياسات التجارية فعالة حقا، هناك حاجة إلى قواعد منسقة عالمية.

وقالت السيدة كوك-هاميلتون إن "الطريقة التي تستخدم بها البلدان السياسة التجارية لمكافحة التلوث البلاستيكي كانت في الغالب غير منسقة، مما يحد من فعالية جهودها"، مضيفة أن "هناك حدودا لما يمكن لأي دولة تحقيقه بمفردها".

5) الترويج لبدائل صديقة للبيئة

نساء يعملن في مصنع خزف في شيانغ ماي شمالي تايلند.

في حين أن تنفيذ هذه التدابير سيقلص التلوث البلاستيكي بشكل كبير من الآن وحتى عام 2040، يقر تقرير بيو/ سيستيميك أنه حتى في أفضل الظروف فإن خمسة ملايين طن متري من البلاستيك ستستمر في التسرب إلى المحيط كل عام.

وخلص مؤلفو الدراسة إلى أن زيادة كبيرة في الابتكار والاستثمار تؤدي إلى تقدم تكنولوجي، ستكون ضرورية للتعامل مع المشكلة بشكل شامل.

علاوة على ذلك، يحث الأونكتاد الحكومات على تعزيز البدائل غير السامة والقابلة للتحلل البيولوجي أو القابلة لإعادة التدوير بسهولة، مثل الألياف الطبيعية وقشر الأرز والمطاط الطبيعي. وستكون هذه المنتجات أكثر ملاءمة للبيئة. وبما أن البلدان النامية هي المورد الرئيسي للعديد من بدائل البلاستيك، فيمكن أن توفر فائدة إضافية تتمثل في توفير وظائف جديدة. على سبيل المثال، بنغلاديش هي المورد الرئيسي في العالم لصادرات الجوت، فيما تصدر تايلند وكوت ديفوار الجزء الأكبر من صادرات المطاط الطبيعي.

وقال نائب رئيس مؤسسة بيو الخيرية لشؤون البيئة، السيد توم ديلون: "لا يوجد حل واحد للتلوث البلاستيكي في المحيط، ولكن من خلال عمل سريع ومنسق يمكننا وقف الموجة البلاستيكية". وكما يوضح تقرير المنظمة "يمكننا أن نستثمر في مستقبل قليل النفايات، في نتائج صحية أفضل، في خلق فرص عمل أكبر، وبيئة أنظف وأكثر مرونة لكل من الناس والطبيعة".