منظور عالمي قصص إنسانية

اليمني سعيد أحمد، أحد المتضررين من الوضع المتردي في اليمن، يكافح لإعالة 13 طفلا بمن فيهم طفلتان من ذوات الإعاقة

لدى سعيد 13 طفلا، اثنتان منهما معاقتان.
United Nations
لدى سعيد 13 طفلا، اثنتان منهما معاقتان.

اليمني سعيد أحمد، أحد المتضررين من الوضع المتردي في اليمن، يكافح لإعالة 13 طفلا بمن فيهم طفلتان من ذوات الإعاقة

المساعدات الإنسانية

أظهرت توقعات جديدة لبرنامج الأغذية العالمي أن مستويات انعدام الأمن الغذائي في اليمن سترتفع من نسبة 25 في المائة الحالية من السكان إلى 40 في المائة بحلول نهاية العام في المناطق التي شملها المسح - زيادة من مليوني شخص إلى 3.2 مليون شخص.

وبحسب لوران بوكيرا، الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن، فإن اليمن يواجه أزمة على جبهات متعددة، داعيا إلى التحرك العاجل.

إصابة سعيد في الحرب أعاقته عن تأمين قوت العائلة 

سعيد، 61 سنة، أب ل13 طفلا، يعيش في تعز باليمن، وهو أحد المتضررين من هذا الأزمة الإنسانية التي وصفت بأنها الأسوأ في العالم.

قبل الحرب، كان سعيد قادرا على إطعام عائلته من خلال بيع طبق السحاوق اليمني المشهور من خلال كشك في الشارع يملكه.

كان فقيراً لكنه استطاع تدبر أمره إلى أن ضربت غارة جوية المنطقة مما أدى إلى إصابة يده اليمنى.

الآن، يكسب سعيد مبلغا صغيرا من المال عن طريق رعي الأغنام، لكن هذا المبلغ  لا يكفي لإعالة أسرته. بالإضافة إلى ذلك، تعاني اثنتان من بناته من إعاقة.

سعيد أحمد، 61 عاما، من تعز، قبل الحرب، كان يعيل اسرته من عمله في بيع السحاوق إلا أنه أصيب بسبب الحرب.
United Nations
سعيد أحمد، 61 عاما، من تعز، قبل الحرب، كان يعيل اسرته من عمله في بيع السحاوق إلا أنه أصيب بسبب الحرب.

وعن ذلك يشرح سعيد:

"لدي ابنتان من ذوات الإعاقة. لقد أنفقت الكثير من المال لعلاجهما، وذهبت إلى صنعاء لعلاجهما بعد أن ساعدتني جمعية ذات مرة. خضعت كل منهما لثلاث عمليات. اقترضت المال لشراء أدويتهما وبعت ذهب أمهما لأجلهما. هذه الابنة خضعت لجراحة في دماغها. أمضيت معها شهرين في صنعاء حتى تحصل على الدواء المناسب. تركت عائلتي هنا وحدها."

القسائم الغذائية تسد رمق العائلة

يستفيد سعيد من برنامج قسائم غذائية يوزعه برنامج الأغذية العالمي.

من خلال هذه القسائم يمكن لسعيد أن يشتري الطحين والبقول والزيت والسكر والملح من التجار المحليين.

وفي تموز/يونيو، نقلت برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة جواً ما مجموعه 43 طناً من مستلزمات المختبرات، وأجهزة التهوية، ومجموعات اختبار كوفيد، وآلات تفاعل البوليميراز التسلسلي (PCR)، ومعدات الوقاية الشخصية الحيوية لمحاربة كـوفيد-19 في هذا البلد الذي مزقته الحرب.

من بين إجمالي السكان البالغ 7.9 مليون نسمة في 133 مقاطعة تم تقيمها في دراسة لبرنامج الأغذية العالمي، قُدر أن مليوني شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد (المرحلة 3 من التصنيف) في الفترة من شباط/فبراير إلى نيسان/أبريل 2020، ويمثلون 25 في المائة من السكان الذين تم تقييم وضعهم.

يستفيد سعيد من القسائم الغذائية التي يوزعها برنامج الأغذية العالمي، فمن خلالها يمكنه شراء الطحين والبقول والزيت والسكر والملح من التجار المحليين.
United Nations
يستفيد سعيد من القسائم الغذائية التي يوزعها برنامج الأغذية العالمي، فمن خلالها يمكنه شراء الطحين والبقول والزيت والسكر والملح من التجار المحليين.

 

ويقدر التحليل الأخير للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) أنه في الفترة من تموز/يوليو إلى كانون الأول/ديسمبر 2020، ارتفع عدد السكان الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الثالثة من التصنيف) إلى 3.2 مليون شخص (40 في المائة من السكان الذين تم تقييم وضعهم) إذا ما أبقي على المساعدات الغذائية الإنسانية عند المستويات الحالية.

على الرغم من المقارنة بنتائج التصنيف عامي 2018/19، إلا أن هذا التحليل (تموز/يوليو – كانون الأول/ديسمبر 2020) يظهر تحسناً مع انتقال أكثر من نصف مليون شخص إلى ما دون المرحلة الثالثة من التصنيف، إلا أن الفضل في ذلك يعود في المقام الأول إلى زيادة المساعدات الغذائية الإنسانية التي زادت بنسبة 47 في المائة في نفس الفترة. 

بالنظر إلى هشاشة اليمن، يمكن عكس هذه المكاسب بسرعة إذا ما انخفض مستوى ونطاق المساعدة الإنسانية أو إذا حدثت صدمات كبيرة أخرى.

زيادة انعدام الأمن الغذائي في مناطق النزاع

انعدام الأمن الغذائي مرتفع في المناطق التي ينشط فيها القتال، مما يؤدي إلى قيود على الوصول التي تؤثر على تغطية المساعدات الغذائية الإنسانية، وقيود على الوصول إلى الأسواق، ويسفر عن نزوح السكان المستمر. 

ويظهر التحليل أنه من بين 133 مقاطعة تمت دراستها، هناك 16 حالة طارئة (المرحلة الرابعة)، و103 في أزمة (المرحلة الثالثة) بينما الباقي في حالة ضغط (المرحلة الثانية).

من حيث شدة الوضع، تقع أكثر 16 منطقة متضررة، مصنفة في حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة)، في ثماني محافظات: الضالع (3)، مأرب (3)، البيضاء (2)، شبوة (2)، أبين (2) وتعز (2) والجوف (1) وحضرموت (1).

من حيث الحجم، فإن المحافظات التي تعاني من أكبر عدد من الناس في حالة أزمة أو في حالة أسوأ (المرحلة 3+) هي تعز (590،000)، لحج (487،500) وحضرموت (465،500).

بين فترتي التحليل، من شباط/فبراير إلى نيسان/أبريل وتموز/يوليو إلى كانون الأول/ديسمبر، تتركز الزيادة في عدد الأشخاص المصنفين في المرحلة الثالثة وما فوقها في ست محافظات تمثل 83 في المائة من الزيادة. وتلك المحافظات هي أبين وعدن وعد الضالع وحضرموت ولحج وتعز.

برنامج الأغذية العالمي في اليمن يوزع قسائم غذائية على المتضررين في الحرب الدائرة هناك