منظور عالمي قصص إنسانية

الصومال: أكثر من 3 ملايين طفل بحاجة للمساعدة بسبب التهديد الثلاثي المتمثل بالفيضانات والجراد وكوفيد-19

فاقمت جائحة كوفيد-19 من التحديات التي تمر بها الصومال. فبالإضافة إلى الآثار الطبية والإنسانية فإن لكوفيد-19 أيضا تأثير اقتصادي سلبي شديد على البلاد.
UNSOM
فاقمت جائحة كوفيد-19 من التحديات التي تمر بها الصومال. فبالإضافة إلى الآثار الطبية والإنسانية فإن لكوفيد-19 أيضا تأثير اقتصادي سلبي شديد على البلاد.

الصومال: أكثر من 3 ملايين طفل بحاجة للمساعدة بسبب التهديد الثلاثي المتمثل بالفيضانات والجراد وكوفيد-19

المساعدات الإنسانية

أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بحاجة أكثر من ثلاثة ملايين طفل صومالي لمساعدات إنسانية بسبب تفاقم الأزمات المتوالية التي يمر بها الصومال من فيضانات وغزو جراد، والآن انتشار جائحة كوفيد-19.

وبسبب هذا التهديد الثلاثي، يحتاج ما يقدّر بنحو 5.2 مليون شخص في الصومال للمساعدة الإنسانية، من بينهم ثلاثة ملايين طفل. وبحسب اليونيسف، غالبا ما يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التي تنقلها المياه نتيجة للفيضانات وسوء التغذية الحاد بسبب نقص الغذاء، ووصفت اليونيسف الأطفال بالضحايا المخفيين لأي حالة طوارئ.

Tweet URL

وقال جيسبر مولر، نائب ممثل اليونيسف في الصومال: "في الشهر الأخير، كانت هناك زيادة في حالات الإسهال المائي الحاد/الكوليرا. ولزيادة تفاقم الوضع، فإن الأثر المباشر لغزو الجراد هو على إنتاج المحاصيل، والتي من المتوقع أن تكون أقل بنسبة 10 إلى 15% من المتوسط على المدى الطويل، والأثر الثانوي سيكون على الأطفال مع زيادة متوقعة في عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بسبب نقص الغذاء".

ويعتقد المُمثل القِطري لمنظمة الأغذية والزراعة في الصومال، إتيان بيترشميت، أنه من المحتمل بحلول شهر سبتمبر/أيلول 2020، أن يتزايد عدد الصوماليين الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي أو الجوع الشديد بمقدار نصف مليون شخص، وذلك بسبب التأثيرات المترتبة على انتشار الجراد الصحراوي الحالي في الصومال.

أهمية الاستجابة العاجلة

واستجابة للتهديد الثلاثي، شددت اليونيسف على العمل، بالتنسيق الوثيق مع الحكومة والشركاء، لمنع انتشار جائحة كوفيد-19 والحد منها، ومواصلة تقديم المساعدة المنقذة للحياة لمن هم في أمس الحاجة إليها.

وكجزء من الجهود المتواصلة، تلقى نحو مليون شخص ضعيف مواد النظافة المهمة، والمياه الصالحة للشرب وتم تزويد أكثر من نصف مليون امرأة وطفل بالخدمات الصحية والتغذوية الأساسية في المجتمعات التي تضررت بسبب الفيضانات، وفي مخيمات النازحين داخليا. بالإضافة إلى ذلك، أجرى العاملون الاجتماعيون زيارة لأكثر من نصف مليون أسرة بهدف رفع الوعي حول تدابير الوقاية من كوفيد-19.

الجراد يهدد سبل العيش والمحاصيل الزراعية في الصومال.
© FAO/Haji Dirir
الجراد يهدد سبل العيش والمحاصيل الزراعية في الصومال.

تمويل أقل من المطلوب

وأكد مولر أن الصومال هو من أكثر الدول هشاشة في العالم، وشهد عقودا من الصراع والجفاف الدوري والفيضانات. وأضاف يقول: "الآن، ولتعقيد الوضع، فإن تأثير غزو الجراد وجائحة كوفيد-19 يعني أن على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة للمساعدة في إنقاذ حياة الملايين من العائلات الصومالية، وخاصة الأكثر ضعفا - الأطفال".

تبلغ قيمة النداء الإنساني الشامل لليونيسف من أجل الصومال 129 مليون دولار، مع 35 مليون دولار إضافية لاستجابة كـوفيد-19. وحتى الآن تم تمويل أكثر من 60% من نداء كوفيد-19، ولكن فيما يتعلق بالاستجابة لحالات الطوارئ الشاملة، تم استلام 30 مليون دولار فقط.

وكان الصومال يعاني بالفعل من الفيضانات وغزو الجراد الصحراوي في الأجزاء الشمالية من البلاد عندما انتشر فيروس كورونا، مما زاد من تفاقم الوضع من خلال فرض الضغوط على النظام الصحي الهش في البلاد، وتسبب في أزمة صحية عامة كبيرة.