منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف: كوفيد-19 يحول دون حصول 40 مليون طفل على التعليم المبكر في مرحلة ما قبل المدرسة

أطفال في إحدى مدارس التعليم ما قبل المدرسي في ميانمار.
© UNICEF/Nyan Zay Htet
أطفال في إحدى مدارس التعليم ما قبل المدرسي في ميانمار.

اليونيسف: كوفيد-19 يحول دون حصول 40 مليون طفل على التعليم المبكر في مرحلة ما قبل المدرسة

حقوق الإنسان

أفادت منظمة اليونيسف بأن ما لا يقل عن 40 مليون طفل في جميع أنحاء العالم فقدوا التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في عامهم الحرج في فترة ما قبل المدرسة، حيث أغلقت مرافق رعاية الأطفال والتعليم المبكر، بسبب إجراءات الإغلاق الناجمة عن انتشار فيروس كورونا.

 ويلخص موجز البحث، الذي أصدره ‎‎مركز إينوشينتي للأبحاث التابع لليونيسف، اليوم الأربعاء، حالة رعاية الأطفال وتعليم الطفولة المبكرة على مستوى العالم، ويتضمن تحليلا لتأثير عمليات الإغلاق واسعة الانتشار على هذه الخدمات الحيوية للأسرة.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور إن توقف التعليم، بسبب جائحة كورونا، يمنع الأطفال من الحصول على تعليمهم بأفضل بداية ممكنة، مبينة أن رعاية الأطفال والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة تبني أساسا يعتمد عليه كل جانب من جوانب نمو الأطفال. وقال إن الجائحة تشكل تهديدا خطيرا لهذا الأساس.

عبء غير متناسب على النساء

ويشير التقرير الذي جاء بعنوان: "رعاية الأطفال في أزمة عالمية: تأثير كوفيد-19 على العمل والحياة الأسرية،" إلى أن عمليات الإغلاق جعلت العديد من الآباء يكافحون من أجل تحقيق التوازن بين رعاية الأطفال والعمل، فيما وضع عبئا غير متناسب على النساء اللاتي يقضين، في المتوسط، أوقات ​​أكثر بمعدل ثلاث مرات في الرعاية والأعمال المنزلية مقارنة بالرجال.

وتبين اليونيسف أن عمليات الإغلاق كشفت عن أزمة أعمق بالنسبة لعائلات الأطفال الصغار، خاصة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، والتي لم يتمكن الكثير منها من الوصول إلى خدمات الحماية الاجتماعية، مشيرة إلى أن رعاية الطفل أمر أساسي في تزويد الأطفال بالخدمات المتكاملة والعطف والحماية والتحفيز والتغذية. وفي نفس الوقت، تمكنهم من تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية والمعرفية.

أطفال من أحد مجتمعات الشعوب الأصلية، في مدرسة ابتدائية في مقاطعة نائية في فيتنام.
© UNICEF/UNI10236/Estey
أطفال من أحد مجتمعات الشعوب الأصلية، في مدرسة ابتدائية في مقاطعة نائية في فيتنام.

 

استمرار دورات الفقر بين الأجيال

قبل جائحة كوفيد-19، أجبرت مرافق الرعاية والتعليم المبكر، ذات التكلفة العالية، أو الخدمات الرديئة أو بسبب تعذر الوصول إليها، العديد من الآباء على ترك الأطفال الصغار في بيئات غير آمنة وغير محفزة في مرحلة حرجة من نموهم، فأصبح أكثر من 35 مليون طفل تحت سن الخامسة، في جميع أنحاء العالم، دون إشراف الكبار، في بعض الأحيان.

من بين 166 دولة، يقدم أقل من النصف برامج التعليم قبل الابتدائي المجاني لمدة عام واحد على الأقل، حيث تنخفض إلى 15 في المائة فقط بين البلدان منخفضة الدخل. ولا يحصل العديد من الأطفال الصغار الذين يبقون في المنزل على اللعب ودعم التعلم المبكر الذي يحتاجونه من أجل التنمية الصحية.

وفقا لبيانات حديثة تم جمعها من 54 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل، فإن حوالي 40 في المائة من الأطفال، ممن تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات، لم يتلقوا التحفيز الاجتماعي والعاطفي والمعرفي من أي شخص بالغ في أسرهم.

ويضطر العديد من الآباء، وخاصة الأمهات العاملات في القطاع غير الرسمي، إلى إحضار أطفالهن إلى العمل بسبب الافتقار إلى خدمات رعاية الأطفال والتعليم المبكر. تعمل أكثر من 9 من بين كل 10 نساء في أفريقيا ونحو 7 من كل 10 في آسيا والمحيط الهادئ في القطاع غير الرسمي، مع محدودية في إمكانية الوصول إلى أي شكل من أشكال الحماية الاجتماعية.

ويقول التقرير إن العديد من الآباء أصبحوا محاصرين في هذا العمل غير الموثوق به والأجور الرديئة، مما يساهم في استمرار دورات الفقر بين الأجيال.

ضرورة توفير خدمات الرعاية بأسعار معقولة

وشددت اليونيسف على أن الحصول على خدمات رعاية الأطفال بأسعار معقولة وجودة عالية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة يعد أمرا بالغ الأهمية لتنمية الأسر والمجتمعات المتماسكة اجتماعيا. وتدعو اليونيسف إلى توفير رعاية أطفال ميسورة التكلفة وذات جودة عالية منذ الولادة وحتى دخول الأطفال الصف الأول من المدرسة.

ويقدم ملخص البحث إرشادات حول كيفية قيام الحكومات وأرباب العمل بتحسين سياسات رعاية الأطفال والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، بما في ذلك عن طريق تمكين جميع الأطفال من الوصول إلى مراكز رعاية عالية الجودة ومناسبة للعمر وبأسعار معقولة ويمكن الوصول إليها بغض النظر عن الظروف الأسرية.

طفلة في مونتفيدو، الأورغواي تدرس في منزلها.
UNDP Uruguay/Pablo La Ros
طفلة في مونتفيدو، الأورغواي تدرس في منزلها.

 

سياسات إضافية مناسبة للعائلة

  • إجازة مدفوعة الأجر لجميع الآباء حتى لا تكون هناك فجوة بين نهاية إجازة الآباء وبدء رعاية الأطفال بتكلفة معقولة؛
  • ترتيبات عمل مرنة تلبي احتياجات الوالدين العاملين؛
  • الاستثمار في القوى العاملة لرعاية الأطفال، بما في ذلك التدريب؛
  • أنظمة الحماية الاجتماعية بما في ذلك التحويلات النقدية التي تصل إلى الأسر التي تعمل في وظائف غير رسمية.

وقالت السيدة هنرييتا فور إن جائحة كـوفـيد-19 تجعل أزمة رعاية الأطفال العالمية أسوأ. "تحتاج العائلات إلى الدعم من حكوماتها وأرباب عملها للتغلب على هذه المعضلة بهدف حماية تعلم أطفالهم وتنميتهم".