مساحة الغابات في العالم آخذة في الانحسار، والفاو تدعو إلى تكثيف الجهود لوقف إزالة الغابات

أصدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، اليوم الثلاثاء، تقرير عام 2020 بشأن تقييم الموارد الحرجية في العالم، واصفة التقرير، الذي تم إصداره في شكل رقمي مبتكر وسهل الاستخدام، بأنه الأشمل حتى الآن. ويتضمن التقرير تحليلات إقليمية وعالمية مفصّلة عن 236 بلدا وإقليما.
وفي بيان صدر اليوم، أشارت الفاو إلى أن تقرير تقييم الموارد الحرجية في العالم يقدم معلومات أساسية لفهم نطاق الموارد الحرجية وحالتها وإدارتها واستخداماتها.
وأشارت منظمة الفاو إلى أن التقييم يتم نشره كل خمس سنوات، وتقود البلدان عملية التقييم هذه بينما تجريها المنظمة بناء على طلب الدول الأعضاء، بالتعاون الوثيق مع مئات الخبراء الوطنيين والدوليين.
وقالت نائبة المدير العام لمنظمة الفاو، السيدة ماريا هيلينا سيميدو إنّ الكمّ الهائل للمعلومات عن غابات العالم يشكّل منفعة عامة لا تقدر بثمن بالنسبة للمجتمع العالمي للمساعدة في تيسير صياغة السياسات القائمة على الأدلة واتخاذ القرارات والاستثمارات السليمة في قطاع الغابات.
وأضافت أن هذه الأدوات الجديدة ستمكّننا من الاستجابة بشكل أفضل لإزالة الغابات وتدهورها، والحيلولة دون فقدان التنوع البيولوجي، وتحسين الإدارة المستدامة للغابات.
وتشير منظمة الفاو إلى أن ملايين الأشخاص في مختلف أرجاء العالم يعتمدون على الغابات من أجل ضمان أمنهم الغذائي وسبل عيشهم. "ولذلك، تضطلع حماية الغابات بدور مهم في صون الموارد الطبيعية، نظرا إلى أنها تأوي معظم التنوع البيولوجي البري للأرض وتساعد على التخفيف من حدة آثار تغير المناخ.
ويشير تقرير حالة غابات العالم الذي نشرته الفاو مؤخرا، إلى أن الغابات تضم 60 ألف نوع من أنواع الأشجار المختلفة و80 في المائة من أنواع البرمائيات و75 في المائة من أنواع الطيور و68 في المائة من أنواع الثدييات على الأرض.
ومن هذا المنطلق، شددت منظمة الفاو على أهمية عكس مسار عملية إزالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي، وهو ما يمكن فعله من خلال صون الغابات والأشجار وإدارتها بشكل مستدام ضمن إطار نهج متكامل للمناظر الطبيعية، أي معالجة التحديات المرتبطة بالغابات والأمن الغذائي جنبا إلى جنب.
وتؤكد المنظمة أن المعلومات الموثوقة والشاملة عن الغابات والاستخدامات الأخرى للأراضي تؤدي دورا حيويا في خضم هذه العملية.
وعلاوة على ذلك، تستخدم المنظمة بيانات تقرير عام 2020 لتقدير انبعاثات الكربون الناجمة عن إزالة الغابات، بحسب البلدان وعلى المستوى العالمي. فعلى سبيل المثال، تشير التقديرات الجديدة إلى أن الانبعاثات العالمية الناشئة عن فقدان الغابات قد تراجعت بحوالي الثلث منذ عام 1990.
والجدير بالذكر أن الغابات تكمن في صلب خطة عام 2030. فهي تنطوي على إمكانات هائلة لدعم مسارات التنمية المستدامة.
وبشأن النتائج الرئيسية التي توصّل إليها التقرير، قال السيد أنسي بيكارينين، كبير الموظفين المسؤولين عن شؤون الغابات ومنسّق التقرير إنه وبرغم انخفاض معدل إزالة الغابات على نحو كبير خلال العقود الأخيرة، فإنه لا يزال يشكل مصدر قلق كبير.
وبالوتيرة الحالية، حذر منسق التقرير من أننا قد لا نتمكّن من تحقيق مقاصد أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 المتصلة بالإدارة المستدامة للغابات، داعيا إلى تكثيف الجهود لوقف إزالة الغابات من أجل إطلاق كامل إمكانات الغابات في المساهمة في الإنتاج المستدام للأغذية، والتخفيف من وطأة الفقر، وتحقيق الأمن الغذائي، وصون التنوع البيولوجي، والتصدي لتغير المناخ، والحفاظ على الإنتاج المستدام لجميع السلع والخدمات الأخرى التي توفرها الغابات.