منظور عالمي قصص إنسانية

"لسنا على المسار الصحيح" فيما يتعلق بالوفاء بوعد المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي بحلول 2030

سيّدة وأطفال يستخدمون أحد مرافق غسل اليدين التي وضعتها منظمة اليونيسف في منطقة سكنية في بوا فيستا شمالي البرازيل.
© UNICEF/Yareidy Perdomo
سيّدة وأطفال يستخدمون أحد مرافق غسل اليدين التي وضعتها منظمة اليونيسف في منطقة سكنية في بوا فيستا شمالي البرازيل.

"لسنا على المسار الصحيح" فيما يتعلق بالوفاء بوعد المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي بحلول 2030

أهداف التنمية المستدامة

كشفت الأمم المتحدة النقاب عن خطة جديدة لتسريع التقدم في تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة وهو ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وإدارتها إدارة مستدامة.

جاء ذلك في حدث خاص شارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة، تيجاني محمد باندي، ورؤساء عشرة كيانات أممية وأطراف ذات صلة من المجتمع المدني والقطاع الخاص.

وأعلنت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية UN-Water أن "إطار التسريع العالمي" يهدف إلى دعم البلدان بشكل أفضل على مدى السنوات العشر القادمة، بالشراكة مع أكثر من 30 كيانا أمميا و40 منظمة عالمية، وتحديد دعم أكثر كفاءة وتنسيقا للبلدان لضمان توافر المياه والصرف الصحي على الصعيد العالمي وإدارتهما المستدامة للجميع.

خروج عن المسار

وبحسب تقرير أهداف التنمية المستدامة 2020، ثمّة 2.2 مليار شخص حول العالم يفتقرون إلى مياه الشرب الآمنة، بما في ذلك 785 مليون شخص بدون مياه شرب أساسية.

أصبح الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة خارج المسار الصحيح، وهذا يعيق التقدم في خطة 2030 -- الأمين العام

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: "اليوم، أصبح الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة خارج المسار الصحيح، وهذا يعيق التقدم في خطة 2030 وإعمال حقوق الإنسان وتحقيق السلام والأمن في جميع أنحاء العالم".

وبينما زاد عدد السكان الذين يستخدمون خدمات الصرف الصحي المدارة بأمان، من 28% عام 2000 إلى 45% عام 2017، لا يزال 4.2 مليار شخص حول العالم يفتقرون إلى مرافق الصرف الصحي المدارة بأمان، من بينهم مليارا شخص بدون مرافق الصرف الصحية الأساسية. ومن بين هؤلاء، مارس 673 مليون شخص التغوط في العراء.

وأضاف الأمين العام يقول: "المياه على الصعيد العالمي مهددة بالتهديد المزدوج المتمثل في زيادة الطلب والسحب، وتدهور مصادر المياه والنظم الإيكولوجية المرتبطة بها، بسبب تغيّر المناخ والتلوث والتهديدات الأخرى".

Photo: World Bank
نساء يحملن ماء على أكتافهن في نيجيريا.
Photo: World Bank

الجائحة تسلط الضوء على المشكلة

من جانبه، أشار رئيس الجمعية العامة، تيجاني محمد باندي، إلى أن جائحة كوفيد-19 سلطت ضوءا جديدا تماما على قيمة المياه. وأضاف يقول: "يظل غسل اليدين جزءا رئيسيا من الاستجابة لوقف انتشار الفيروس. للأسف أكثر من  ملياري شخص في عالمنا لا يستطيعون الوصول إلى مرافق غسل اليدين في المنزل، وهناك مليار شخص آخر يحصلون عليها بشكل متقطع".

أكثر من ملياري شخص في عالمنا لا يستطيعون الوصول إلى مرافق غسل اليدين في المنزل، ومليار آخر يحصلون عليها بشكل متقطع -- رئيس الجمعية العامة

ويتدفق نحو 60% من المياه العذبة عبر أكثر من 250 من أحواض المياه، موزعة بين 148 دولة. وأكد السيد محمد باندي أنه نظرا إلى التوزيع المجزأ، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها إدارة موارد المياه العالمية بكفاءة هي عبر التعاون متعدد الأطراف.

من جهة أخرى، أكد ليو زنمين، وكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية أنه "فقط إذا رفعنا مستوى الطموح من خلال إرادة سياسية قوية والتزام على أعلى المستويات، فسنكون قادرين على تحقيق الهدف السادس وأجندة التنمية المستدامة لعام 2030".

تقويض التقدم على جميع الجبهات

يهدد تفاقم أزمة المياه والصرف الصحي بتقويض التقدم في جميع أهدف التنمية المستدامة الأخرى، لاسيّما في مجالات الصحة والتعليم والغذاء والمساواة بين الجنسين والطاقة وتغيّر المناخ.

وقال رئيس لجنة الأمم المتحدة لإدارة الموارد المائية، غيلبرت هونغبو، إن جائحة كـوفيد-19 "تجعلنا ندرك تماما ضعفنا المشترك، وقد أصبحت عواقب قلة الاستثمار المتأصل في خدمات المياه والصرف الصحي لمليارات الناس واضحة للغاية. ومع ذلك، فإن الاضطراب العالمي الاستثنائي يوفر فرصة فريدة لاستخدام إطار التسريع ووضع العالم على المسار الصحيح لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية".

وبحسب إطار التسريع العالمي، تلتزم الوكالات الأممية بتعزيز التعاون وتوحيد دعم المجتمع الدولي للدول، عبر التركيز على الدعم الملموس على المستوى القطري، والالتزام الواضح من رؤساء وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها بالعمل معا بشكل أفضل لتحقيق هدف التنمية المستدامة السادس، وتبادل الدروس وأفضل الممارسات.