منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة: العالم يشهد إصابة أكثر من 160 ألف شخص يوميا بمرض كوفيد-19 منذ الأسبوع الماضي

تواجه الأقليات العرقية والإثنية تأثيرا غير متناسب لجائحة كوفيد-19.
Unsplash
تواجه الأقليات العرقية والإثنية تأثيرا غير متناسب لجائحة كوفيد-19.

منظمة الصحة: العالم يشهد إصابة أكثر من 160 ألف شخص يوميا بمرض كوفيد-19 منذ الأسبوع الماضي

الصحة

أفادت منظمة الصحة العالمية بتجاوز عدد حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 في العالم 10.3 مليون شخص، و506 آلاف وفاة، وتسجيل أكثر من 160 ألف حالة يوميا خلال الأسبوع الماضي وحده.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن 60% من جميع حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 تم الإبلاغ عنها في الشهر الماضي وحده أيضا.

وفي المؤتمر الصحفي من جنيف، شدد د. تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام المنظمة، على أن أفضل سبيل للخروج من الجائحة هو اتخاذ نهج شامل ينضوي على إيجاد، عزل، اختبار ورعاية كل حالة، تتبع وحجر المخالطين، التدريب وتقديم المستلزمات، وتعليم وتمكين المجتمعات لحماية أنفسهم وغيرهم.

وقال: "لا يجب الاكتفاء بالاختبار وحده أو التباعد البدني وحده، أو تتبع المخالطين وحده، أو ارتداء الأقنعة فقط. افعلوا كل ذلك مع بعضه البعض".

تهديد بعودة المرض

وفي حين تتوقع المنظمة عودة ظهور المرض مع بدء البلدان تخفيف القيود وفتح الاقتصادات والمجتمعات، أكدت أن الدول التي لديها أنظمة لتطبيق نهج شامل يجب أن تكون قادرة على احتواء المرض محليا وتجنب إعادة فرض قيود واسعة النطاق.

Tweet URL

وأضاف د. تيدروس: "نشعر بالقلق لأن بعض الدول لم تستخدم جميع الأدوات الموجودة تحت تصرفها، واتخذت نهجا مجزّأ. هذه الدول أمامها طريق طويل وشاق".

وفي آذار/مارس الماضي، كانت إيطاليا وإسبانيا مركز المرض. وفي ذروة الجائحة شهدت إسبانيا 10 آلاف حالة يوميا، وإيطاليا أكثر من 6،500 حالة في اليوم. وأشار د. تيدروس إلى أن الدولتين سيطرتا على المرض عبر اتباع نهج يشمل القيادة والتواضع، والمشاركة الفعّالة من قبل كل فرد في المجتمع، موضحا أنه بإمكان كل دولة تغيير الأوضاع وقلب موازين الأمور.

دول شرق المتوسط تحت المجهر

إقليم شرق المتوسط هو ثالث أكثر إقليم متأثر بالجائحة بعد الأميركيتين وأوروبا. وقال د. أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن جميع دول المنطقة تشهد الآن انتقالا للعدوى الجماعية أو انتشارا مجتمعيا: "اليوم، تشكل ثلاث دول أكثر من 50% من معظم عدد الحالات، وهي إيران، السعودية وباكستان".

Tweet URL

وكانت منظمة الصحة قد أعلنت في بيان صدر يوم الأحد بلوغ عدد الإصابات بفيروس كورونا في شرق المتوسط مليون حالة، وأن الحالات المبلغ عنها في حزيران/يونيو وحده كانت أعلى من إجمالي عدد الحالات المبلغ عنها في الفترة الواقعة بين كانون الثاني/يناير حتى نهاية أيّار/مايو.

وقال د. المنظري: "تأخر انتقال المرض نسبيا في الإقليم مقارنة بالمناطق الأخرى حول العالم، ولكننا شهدنا زيادة مضطردة في عدد الحالات في أوائل شهر أيّار/مايو".

وتم الإبلاغ عن ارتفاع في عدد الحالات في العراق وليبيا والمغرب والأرض الفلسطينية المحتلة وعُمان. وحوالي 87% من جميع الوفيات المبلغ عنها هي من خمس دول: إيران، العراق، السعودية، مصر وباكستان.

وتابع د. المنظري يقول: "يشهد إقليمنا سياقا فريدا من نوعه، فنصف البلدان تواجه حالات طوارئ إنسانية، وهناك الملايين من الناس يعيشون في مخيمات أو في أماكن شبيهة بالمخيمات. وتعرّضت النظم الصحية للدمار نتيجة سنوات من الحرب، وهناك نقص في أعداد العاملين الصحيّين والإمدادات بالأدوية".

محدودية البيانات والإبلاغ عن الحالات

وأشار د. أحمد المنظري إلى أن انتشار المرض كان أبطأ في البلدان المتضررة بالنزاعات، لكنه عزا ذلك "جزئيا" إلى مشكلات في الاختبار والإبلاغ. وقال: "نعمل على افتراض أنه منتشر على نطاق واسع، ورغم التحديات الماثلة لا تزال أمامنا فرصة لمكافحة انتشار المرض في هذه البلدان".

صبية في 15 من عمرها ترعى شقيقيها في خيمة للنازحين داخليا في اليمن، حيث يعيشون مع خمسة أشقاء آخرين.
OCHA/Giles Clarke
صبية في 15 من عمرها ترعى شقيقيها في خيمة للنازحين داخليا في اليمن، حيث يعيشون مع خمسة أشقاء آخرين.

وشدد د. المنظري على أن الإقليم يمرّ في مرحلة حرجة، ومع البدء بتخفيف القيود، ثمّة خطر حقيقي يتمثل في استمرار زيادة الحالات حتى في البلدان التي يبدو الوضع فيها مستقرّا الآن.

وتعاني منظمة الصحة العالمية من محدودية البيانات التي تبلغ عنها السلطات في العديد من البلدان في إقليم شرق المتوسط، والتي تحول دون التمكن من تكوين صورة كاملة عن الوضع الراهن وتؤثر على قدرة المنظمة على وضع توصيات راسخة قائمة على تحليلات مستندة بالبيانات، على حدّ تعبير المسؤول الأممي.

وقال د. المنظري في ختام كلمته: "دعوة المنظمة لبلدان الإقليم واضحة: الفشل ليس من بين الخيارات. يجب أن ننجح، ليس فقط في التصدي لهذه الجائحة، ولكن أيضا في الاستجابة للمخاطر الصحية الأخرى التي يعاني منها إقليمنا منذ سنوات"، داعيا إلى الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية الأساسية مثل برامج التطعيم وعلاج الأشخاص ذوي الحالات المرضية المزمنة والخدمات الصحية المقدمة للأمهات والأطفال دون انقطاع.