منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية: إيجاد لقاح آمن وفعّال هو أفضل استراتيجية لقمع انتشار كوفيد-19 ولكن ليس من ضمانات

الأبحاث جارية لتطوير لقاح مضاد للفيروس التاجي.
Unsplash
الأبحاث جارية لتطوير لقاح مضاد للفيروس التاجي.

منظمة الصحة العالمية: إيجاد لقاح آمن وفعّال هو أفضل استراتيجية لقمع انتشار كوفيد-19 ولكن ليس من ضمانات

الصحة

يصادف يوم غد الثلاثاء مرور ستة أشهر على تلقي منظمة الصحة العالمية أول تقارير عن مجموعة من حالات الالتهاب الرئوي غير معروفة السبب في الصين. ويتزامن ذلك مع بلوغ عدد الإصابات بالمرض 10 ملايين حالة حول العالم ونصف مليون وفاة.

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن الجميع يريد لجائحة كوفيد-19 أن تنتهي، ويريد مواصلة حياته إلا أن الحقيقة الصعبة هي أن الأمر ليس وشيكا على الانتهاء.

وأضاف يقول في مؤتمر صحفي من جنيف: "رغم تحقيق الكثير من التقدم، لكن عالميا، المرض يتسارع. نحن جميعا مع بعضنا البعض في هذا، ولفترة طويلة".

Tweet URL

وقد نفذت دول كثيرة العديد من الإجراءات غير المسبوقة لقمع انتشار المرض وإنقاذ الأرواح، وساهمت تلك الإجراءات في إبطاء سير الفيروس، ولكنها لم توقفه بالكامل.

وقال د. تيدروس: "تشهد بعض الدول عودة ظهور المرض مع البدء بإعادة فتح الاقتصادات والمجتمعات. ومعظمها لا تزال عرضة للإصابة، ولا يزال للفيروس مساحة كبيرة ليتحرك بها".

من جانبه، أوضح مايكل راين، مدير الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، أن تحالف GAVI للقاحات ومنظمة SEPI ومنظمة الصحة العالمية تعمل على وضع مبادرة لتأمين إنتاج اللقاح. وقال: "لا يوجد أي سبيل آخر للوصول إلى مناعة جماعية.. ونأمل في إيجاد تطعيم آمن وفعّال ولكن ليس ثمّة ضمانات، ولهذا السبب هناك مرشحون كثيرون  يجرون الاختبارات لاختيار الأفضل"، مشيرا إلى أن إيجاد اللقاح الآمن والفعّال هو أفضل استراتيجية للسيطرة على الجائحة.

"تمعّن" في الأشهر الستة الماضية

وأشار مدير عام منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه "لحظة تمعّن" في التقدم الذي أحرز والدروس المستقاة، وفرصة لإعادة الالتزام ببذل قصارى الجهود لإنقاذ الأرواح. وقال: "قبل ستة أشهر لم يكن أحد ليتخيّل كيف لعالمنا، وحياتنا، أن تصاب بحالة من الاضطراب بسبب هذا الفيروس الجديد".

وشدد على أن منظمة الصحة العالمية، والشركاء، عملوا خلال الأشهر الستة الماضية بلا كلل على دعم جميع الدول للاستعداد والاستجابة للفيروس الجديد.

وقال: "رأينا حول العالم أفعالا تثلج الصدر تنم عن المرونة والابتكار والتضامن والعطف. ولكننا رأينا أيضا دلالات  على الوصم والمعلومات المضللة وتسييس الجائحة".

ونشرت اليوم، الاثنين، منظمة الصحة العالمية، على موقعها الإلكتروني جدولا زمنيا مستكملا ومفصلا لاستجابتها للجائحة، حتى يتسنى للجمهور الاطلاع على ما حدث في الأشهر الستة الماضية فيما يتعلق بالاستجابة.

ممرضة في بوليفيا تحمل جرعة من لقاح الانفلونزا.
© UNICEF/Carola Andrade
ممرضة في بوليفيا تحمل جرعة من لقاح الانفلونزا.

أولويات خمسة للتصدي للمرض

وتطرق د. تيدروس إلى خمس أولويات تحددها منظمة الصحة العالمية وتنصح جميع الدول باتباعها، بصرف النظر عن وضع المرض فيها.

  1. تمكين المجتمعات المحلية. يجب على كل فرد أن يفهم أنه ليس عاجزا، فهناك أشياء يجب على الجميع القيام بها لحماية أنفسهم والآخرين، مثل التباعد البدني ونظافة اليدين، وآداب السعال، البقاء في المنزل إذا شعر المرء بتوعك، ارتداء القناع عند اللزوم، ومشاركة المعلومات من مصادر موثوقة.
  2. قمع انتقال العدوى. سواء كانت البلاد خالية من الحالات، أو التجمعات أو الانتقال المجتمعي، بإمكان الدول اتخاذ خطوات لقمع المرض، من بينها ضمان حصول العامليين الصحيين على التدريب وأدوات الوقاية الشخصية، وتحسين الرصد لإيجاد الحالات.
  3. إنقاذ الأروح. فالتحديد المبكر والرعاية السريرية أمور تنقذ الحياة، وتأمين الأكسجين والديكساميثازون للأشخاص ذوي الحالات الحرجة ينقذ الحياة، وإيلاء اهتمام خاص للمجموعات المعرّضة للخطر أكثر من غيرها مثل كبار السن في مرافق الرعاية.
  4. تسريع البحث. ستعقد منظمة الصحة العالمية اجتماعا ثانيا هذا الأسبوع لتقييم التقدم الذي تم إحرازه على صعيد البحث والتطوير وإعادة تقييم أولويات البحث للمرحلة المقبلة من الجائحة.
  5. القيادة السياسية. تشدد المنظمة على الوحدة الوطنية والتضامن الدولي وأهميّتهما في تنفيذ استراتيجية شاملة لقمع الانتقال، وإنقاذ الأرواح، والحد من التأثير الاقتصادي والاجتماعي للفيروس.

وقال د. تيدروس: "السؤال المهم هو كيف ستعيش الدول مع الفيروس في الأشهر المقبلة؟ هذه هي الطبيعة الجديدة للحياة". ودعا الدول إلى تجديد التزامها بالتغطية الصحية الشاملة باعتبارها حجر الزاوية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وبناء عالم أكثر أمنا وعدلا واخضرارا.