منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: هناك حاجة إلى "إبرام عقد جديد" مع الطبيعة لوقف الجفاف والتصحّر

فتاة صغيرة تطهو في قريتها في إثيوبيا حيث تأثرت الأرض بشدة بسبب الجفاف
© UNICEF/Tanya Bindra
فتاة صغيرة تطهو في قريتها في إثيوبيا حيث تأثرت الأرض بشدة بسبب الجفاف

الأمين العام: هناك حاجة إلى "إبرام عقد جديد" مع الطبيعة لوقف الجفاف والتصحّر

المناخ والبيئة

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى "إبرام عقد جديد مع الطبيعة" لمواجهة التحديات العالمية المستمرة المرتبطة بتدهور الأراضي مثل الهجرة القسرية والجوع وتغيّر المناخ.

وأطلق السيّد غوتيريش هذه المناشدة يوم الأربعاء في اليوم العالمي لمكافحة التصّحر والجفاف (17 حزيران/يونيو)، مضيفا أنه "من خلال العمل والتضامن الدوليين، يمكننا توسيع نطاق إصلاح الأراضي والحلول القائمة على الطبيعة من أجل العمل المناخي وفائدة الأجيال المقبلة. ومن خلال ذلك، يمكننا تحقيق أهداف التنمية المستدامة حتى لا يتخلف أحد عن الركب".

وينجم التصّحر، أو تدهور الأراضي في المناطق القاحلة، أساسا عن الأنشطة البشرية والتغيّرات المناخية وبسبب ذلك يتأثر بصورة روتينية أكثر من ثلاثة مليارات نسمة.

وتغطي الأراضي الجافة أكثر من ثلث مساحة الأرض في كوكبنا، هي معرّضة بشدة للاستغلال المفرط والاستخدام غير الملائم للأراضي، مثل الإفراط في الرعي أو ممارسات الري السيئة.

اختاروا حماية الطبيعة

وشعار هذا العام "غذاء. علف. ألياف" ويسلط الضوء على تغيير النزعات العامة تجاه أنماط الإنتاج والاستهلاك البشرية المفرطة التي تُعد السبب الرئيسي في التصحر وتدهور الأراضي. ويهدف إلى دعوة الناس في كل مكان إلى خفض فضلات الطعام والتسوق في الأسواق المحلية وتبادل الملابس بدلا من شراء الألبسة الجديدة دوما.

يمكننا توسيع نطاق إصلاح الأراضي والحلول القائمة على الطبيعة من أجل العمل المناخي وفائدة الأجيال المقبلة -- الأمين العام

وقال رئيس مكتب الأمم المتحدة الذي يشرف على معاهدة عالمية بشأن منع تدهور الأراضي إنه على الرغم من جائحة كوفيد-19 التي قد حدّت مؤقتا من بعض الحريات، مثل السفر، إلا أن الناس لا يزالون يتمتعون بحرية الاختيار.

وقال إبراهيم ثياو، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمحاربة التصحّر، إنه في عالمنا المعولم، فإن الغذاء الذي نأكله والأعلاف التي نقدمها لمواشينا والألياف التي نصنع منها الملابس تؤثر على الأرض على بُعد آلاف الأميال. وأضاف: "كل منا لديه القوة لحماية الأرض بناء على كل خيار نتخذه يوميا. ولا يزال بإمكاننا اختيار حماية الطبيعة. ومن خلال ذلك نحن فعلا نحمي مستقبلنا".

الجدار الأخضر العظيم

وأشار الأمين العام إلى جهود مكافحة تدهور الأراضي، مثل مبادرة "الجدار الأخضر العظيم" في منطقة الساحل في أفريقيا التي أطلقها الاتحاد الأفريقي في عام 2007.

مع تدهور الأراضي، تُستنفد الموارد. وهكذا، فإن أشدّ الناس ضعفا معرّضون أكثر للفقر والجوع -- تيجاني محمد باندي 

وعبر هذه المبادرة، يتم زراعة أشجار تمتد من السنغال إلى جيبوتي للحفاظ على الأرض وتعزيز الأمن الغذائي، الأمر الذي من شأنه أن يغيّر حياة الناس ومصادر رزقهم.

وقال الأمين العام: "إن مثل هذه الجهود تعيد التنوع البيولوجي، وتحد من آثار تغيّر المناخ، وتجعل المجتمعات أكثر مرونة. إن الفوائد تفوق التكاليف عشرة أضعاف".

تتعرَض 75% من الأراضي حول العالم للتدهور بحسب رئيس الجمعية العامة تيجاني محمد باندي. "مع تدهور الأراضي، تُستنفد الموارد. وهكذا، فإن أشدّ الناس ضعفا معرّضون أكثر للفقر والجوع، مع تأثر النساء وصغار المزارعين ومجتمعات السكان الأصليين والأطفال بشكل غير متناسب".

نقلة نوعية عاجلة

وأضاف محمد باندي أن الفقر المدقع والجوع الناتجين عن ذلك هما من الأسباب الجذرية للنزاع والهجرة على حد سواء، مشيرا إلى وجود دورة من "التدهور-التخلي-الهجرة".

ويعتقد السيّد محمد باندي أن هناك حاجة إلى "نقلة نوعية عاجلة" تركز على الحماية والاستدامة والإصلاح ودعا إلى تجديد الالتزام بحماية كوكب الأرض.

وقال "بينما نستعيد البناء بشكل أفضل في أعقاب جائحة-19، دعونا نعمل سويا مع المزارعين لتعزيز الإدارة المستدامة للأراضي".