منظور عالمي قصص إنسانية

مجلس حقوق الإنسان يستأنف أعماله التي عطلتها كورونا ويقرر إجراء نقاش طارئ حول العنصرية

محتجّون في حديقة مكارين في بروكلين يلتزمون الصمت لعشرين دقيقة حدادا على من زهقت أرواحهم بسبب العنصرية.
© Sarah Scaffidi
محتجّون في حديقة مكارين في بروكلين يلتزمون الصمت لعشرين دقيقة حدادا على من زهقت أرواحهم بسبب العنصرية.

مجلس حقوق الإنسان يستأنف أعماله التي عطلتها كورونا ويقرر إجراء نقاش طارئ حول العنصرية

حقوق الإنسان

بعد تعليق أعماله نظرا للتطورات التي فرضتها جائحة كوفيد-19، استأنف مجلس حقوق الإنسان أعماله يوم الاثنين، وأعطى الضوء الأخضر لنقاش عاجل، ونادر، حول العنصرية ووحشية الشرطة المزعومة والعنف ضد المتظاهرين الغاضبين بعد مقتل الأميركي جورج فلويد على يد الشرطة.

وافتتحت رئيسة مجلس حقوق الإنسان إليزابيث تيشي-فيسلبيرغر الاجتماع الـ 35 للدورة الـ 43 للمجلس في إطار غير معتاد لقاعة الجمعية العامة، امتثالا لمتطلبات التباعد الجسدي، ومنحت الرئيسة الكلمة لدولة بوركينا فاسو، منسقة المجموعة الأفريقية.

زخم بعد مقتل جورج فلويد

وقال ديودوني ديزيريه سوجوري، مندوب بوركينا فاسو الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية في جنيف، "إن أحداث 25 أيّار/مايو التي وقعت في مينيابوليس وأدت إلى وفاة جورج فلويد أطلقت شرارة الاحتجاجات حول العالم ضد الظلم ووحشية الشرطة التي يواجهها الأشخاص من أصول أفريقية في الكثير من أنحاء العالم"، مضيفا أن وفاة فلويد ليس حدثا منعزلا.

وشدد سوجوري على أن الكثير من الأشخاص من أصول أفريقية "واجهوا نفس المصير بسبب أصولهم وعنف الشرطة" مشيرا إلى أنه "لا يمكن تصوّر" الأمر إذا لم يعالج المجلس المسألة.

وأضاف: "ولهذا السبب، تدعو المجموعة الأفريقية مجلس حقوق الإنسان إلى تنظيم نقاش طارئ حول الانتهاكات الحالية لحقوق الإنسان القائمة على العنصرية، والعنصرية المنهجية، ووحشية الشرطة ضد الأشخاص من أصول أفريقية والعنف ضد المظاهرات السلمية للمطالبة بوضع حد لجميع هذه المظالم".

وبعد إقرار الطلب، عدّلت السفيرة تيشي-فيسلبيرغر الموعد المنتظر للمناقشة العاجلة بشأن "الانتهاكات الحالية لحقوق الإنسان المبنية على العنصرية، العنصرية المنهجية، وحشية الشرطة والعنف ضد المتظاهرين السلميين" لظهيرة يوم الأربعاء 17 حزيران/يونيو.

"مأساة" العنصرية وعنف الشرطة

وفي لقاء مع الصحفيين، أكدت رئيسة المجلس طلب المجموعة الأفريقية الذي جاء عقب "ما حدث في أميركا مع جورج فلويد والمأساة بأكملها التي أظهرت مشاكل العنصرية وعنف الشرطة، وتوابع ذلك".

وأضافت أنه من غير الواضح ما إذا كان أي من أعضاء أسرة فلويد قد دُعي لمخاطبة المجلس، ولكن يجري العمل على إعداد مشروع قرار من قبل المجموعة. وجاءت مبادرة المجموعة بعد دعوات أطلقها أكثر من 600 من المجموعات الحقوقية يوم الاثنين للتحقيق في مزاعم عنف الشرطة بعد مقتل فلويد.

وأكدت الرئيسة على أن القضية عالمية، مسلطة الضوء على احتجاجات "Black Lives Matter" التي تعم الكثير من البلدان. وقالت: "كما رأيتم عمّت المظاهرات جميع أنحاء العالم، بما فيها هنا في جنيف، لهذا فهو ليس موضوعا يتعلق بدولة واحدة، بل هو أبعد من ذلك".

وتابعت تقول: "عندما قلت إنه ليس ضد الولايات المتحدة، أعني أن ثمّة شكاوى تتعلق بالكثير من العنصرية في العديد من دول هذا العالم، وبالطبع في أوروبا، ولكن لا يقتصر الأمر عليها، تجدها في جميع أنحاء العالم".

إجراءات التباعد البدني الجديدة

بالنسبة للمراقبين المتمرنين في المجلس، سيُذكر هذا اليوم أيضا لأن الدول الأعضاء والمنظمات غير الحكومية اجتمعت في قاعة الجمعية الغائرة حيث كان لا بد من خفض القدرة الاستيعابية التي تتسع لنحو ألفي مقعد، بنحو 90% تماشيا مع التوجيهات الصحية للحكومة السويسرية.

Tweet URL

وفي الأوقات الطبيعية، تجري المداولات في قاعات صغيرة أخرى في مبنى قصر الأمم زاهي الألوان، وفي غرفة حقوق الإنسان وتحالف الحضارات، على الرغم من أنه من المتوقع أن يجري التصويت على نحو 40 مشروع قرار هناك بعد ظهر الخميس ويوم الجمعة.

وظهر جليا ارتداء المشاركين أقنعة الوجه والقفازات الطبية، لمنع انتقال العدوى. كما تم تقليص عدد الوفود واقتصارها على ممثل واحد فقط بدلا من شخصين أو ثلاثة كما جرت العادة، بما يتماشى مع تدابير التباعد الجسدي التي فرضتها جائحة كـوفيد-19.

ويعكس قرار استئناف عمل المجلس تحرّكات في سويسرا وخارجها، حيث تعيد البلاد فتح حدودها مع النمسا وفرنسا وألمانيا يوم الاثنين 15 حزيران/يونيو.

وأكدت سويسرا حتى الآن وجود أكثر من 31 ألف إصابة بالعدوى وأكثر من 1،670 وفاة، وفقا لأحدث بيانات منظمة الصحة العالمية.

خبراء الأمم المتحدة يدعون لإصلاحات أميركية

دعت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري يوم الاثنين الولايات المتحدة للقيام بإصلاحات هيكلية فورية للقضاء على التمييز العنصري، والتمسك بالتزاماتها وفق الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. وفي بيان رسمي نشرته على الإنترنت، حثّت اللجنة الولايات المتحدة على احترام الاتفاقية بالكامل والتي تمت المصادقة عليها عام 1994 وضمان فهم مسؤولي قوات إنفاذ القانون للاتفاقية عبر المناهج التدريبية والتعليمية.

وقال رئيس اللجنة، نور الدين أمير، إنه لا يجب أن يقع أي شخص ضحية للعنصرية وهو جزء أساسي في الاتفاقية، وأضاف: "لا يمكننا تحمل أي تأجيل في تعزيز التفاهم بين جميع الأعراق، ووقف التنميط العنصري وتجريم الهجمات ذات الدوافع العنصرية".

وأعربت اللجنة، التي تتألف من 18 خبيرا مستقلا، عن قلق عميق بعد وفاة جورج فلويد المأساوية في مينيابوليس وتكرار حوادث قتل الأميركيين الأفارقة العزل على يد ضباط الشرطة والأفراد على مرّ السنين.