منظور عالمي قصص إنسانية

وكالات إنسانية تناشد تقديم التمويل الذي تعهد به المانحون من أجل مساعدة اليمن قبل فوات الأوان

امرأة نازحة تتلقى حزمة مساعدات في موقع التوزيع في مأرب، اليمن.
IOM
امرأة نازحة تتلقى حزمة مساعدات في موقع التوزيع في مأرب، اليمن.

وكالات إنسانية تناشد تقديم التمويل الذي تعهد به المانحون من أجل مساعدة اليمن قبل فوات الأوان

المساعدات الإنسانية

أعربت وكالات أممية عن قلقها بسبب الوضع البائس في اليمن ودعت الدول المانحة إلى التعجيل في دفع ما تعهدت به خلال مؤتمر المانحين من أجل اليمن الذي عُقد افتراضيا في 2 حزيران/يونيو.

وكانت 31 دولة قد تعهدت بتقديم ما مجموعه 1.35 مليار دولار لليمن في مؤتمر المانحين، وحتى تاريخ 12 حزيران/يونيو، دفعت الدول المانحة 637 مليون دولار، أي 47% مما تم التعهد به في مؤتمر المانحين الافتراضي الذي عقدته المملكة السعودية والأمم المتحدة.

وقال الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل، في مؤتمر من جنيف، إن نظام الرعاية الصحية في اليمن على حافة الانهيار، وثمّة مخاوف من فقدان العديد من الأرواح ليس فقط بسبب كوفيد-19، ولكن أيضا بسبب الملاريا والكوليرا وحمّى الضنك وغيرها من الأمراض.

وقال كولفيل: "نردد شواغل الأمين العام التي عبّر عنها في 2 حزيران/يونيو وهو أننا الآن في سباق مع الزمن في اليمن. أربعة من بين كل خمسة أشخاص، أي 24 مليون شخص، يحتاجون إلى مساعدات منقذة للحياة في بلد يعاني من أكبر أزمة إنسانية في العالم".

وأشارت المنظمات إلى أن أكثر من 30 من بين 41 برنامجا تدعمه الأمم المتحدة في اليمن سيغلَق في الأسابيع المقبلة، إذا لم يتم تأمين التمويل الإضافي.

المستشفيات لا تستقبل المرضى

وقد سجّل اليمن رسميا 500 إصابة بكوفيد-19، إلا أن التقارير الرسمية قد لا تعكس الأرقام الحقيقية للعدوى، وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها سلطات الأمر الواقع في الشمال، كما بلغ معدل الوفيات الإجمالي للحالات 20%.

Tweet URL

وتشير المنظمات الإنسانية إلى وجود نقص في المعدات لدى الكثير من المرافق الصحية العاملة، ونقص في أدوات حماية العاملين الصحيين الذين لا يتقاضى الكثير منهم الرواتب مما يتسبب في تغيّبهم عن العمل.

وقال كولفيل: "بلغتنا تقارير تفيد بأن المستشفيات لا تستقبل المرضى، بعضهم يعاني من ضيق تنفس ومن الحمّى. ببساطة لا توجد أسرّة، والمستلزمات قليلة وعدد العاملين ضئيل ويوجد نقص في الأدوية".

نردد شواغل الأمين العام التي عبّر عنها في 2 حزيران/يونيو وهو أننا الآن في سباق مع الزمن في اليمن -- روبرت كولفيل

من جانبها، قالت الناطقة باسم اليونيسف، ماريكسي ميركادو، إن منظمة الأمم المتحدة للطفولة منذ بداية الجائحة شحنت أكثر من 33 ألف جهاز تنفس N95، و33 ألف قناع واقٍ، و18 ألفا من الملابس الواقية، مضيفة أن "العاملين في الخطوط الأمامية  يحتاجون إلى المستلزمات الوقائية، لكن هذا لا يمثل سوى 5% من إمدادات كوفيد-19 التي تطلبها اليونيسف".

وبحسب اليونيسف، فإن الاستجابة لكوفيد-19 تعاني من قلة التمويل، إذ لم تحصل المنظمة حتى اليوم سوى على 10% من التمويل المطلوب للاستجابة للمرض (53 مليون دولار).

وأضافت الناطقة باسم اليونيسف أنه من دون تقديم 48 مليون دولار فورية، لن تقدر اليونيسف على توفير معدات الحماية الشخصية لـ 25 ألفا من العاملين في الخطوط الأمامية والطواقم الطبية. ولن تستطيع توفير المياه الآمنة وخدمات الصرف لـ 900 ألف شخص في مراكز العزل ومرافق الحجر، أو توفير أجهزة التنفس.

الأطفال بحاجة ماسة إلى المساعدة

وإضافة إلى كوفيد-19، أفادت اليونيسف بتسجيل أكثر من 137 ألف حالة إصابة بالكوليرا والإسهال منذ بداية العام، نحو ربع هؤلاء هم من الأطفال دون سن الخامسة.

Tweet URL

وتناشد اليونيسف الدول المانحة تقديم 479 مليون دولار للمحافظة على تقديم الخدمات الأساسية المهمة للأطفال هذا العام، فقط 38% من المبلغ تم تمويله. وتتمثل فجوة التمويل الأكثر فورية في عمليات الطوارئ الخاصة بالمياه والصرف الصحي والنظافة العامة.

وقالت ميركادو: "8.4 مليون يمني تأثر وصولهم إلى النظافة العامة بسبب نقص التمويل، تقريبا نصفهم أطفال. هؤلاء يعتمدون مباشرة على اليونيسف، وهم من بين اليمنيين الأكثر ضعفا بسبب الصراع والكوليرا والنزوح الداخلي".

ودقت اليونيسف ناقوس الخطر، مشيرة إلى أن خدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية لأكثر من أربعة ملايين شخص ستتوقف في تموز/يوليو إذا لم تحصل على 30 مليون دولار في نهاية حزيران/يونيو.

مخاطر محدقة باليمن

بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أوتشا، فإن أعلى معدلات إصابة بمرض كوفيد-19 هي في عدن حتى تاريخ 6 حزيران/يونيو، حيث تم توثيق 130 حالة بينها 5 وفيات.

 وتتبعها حضرموت، وفيها 126 حالة بينها 48 وفاة.

وقال المتحدث باسم أوتشا، ينس لاركيه، إن الأفراد الذي يعانون من أعراض خفيفة أو متوسطة غالبا ما لا يطلبون المساعدة الطبية، خوفا من الوصم وعدم القدرة على الحصول على الاختبار.

في عدن، أطفال نازحون من مدينة تعز باليمن بسبب الصراع.
UNICEF/أحمد عبد الحليم
في عدن، أطفال نازحون من مدينة تعز باليمن بسبب الصراع.

 

8.4 مليون يمني تأثر وصولهم إلى النظافة العامة بسبب نقص التمويل، تقريبا نصفهم أطفال، هؤلاء يعتمدون مباشرة على اليونيسف -- الناطقة باسم اليونيسف

وأضاف: "تواصل الوكالات الإنسانية في اليمن فعل كل ما في وسعها لتوسيع نطاق الاستجابة للمرض. وتضع قمع انتقال العدوى كأولوية عبر التواصل مع المجتمع وحملات التوعية، والحصول على المستلزمات الطبية وتوزيعها، وإنقاذ الأرواح عبر دعم جهوزية المراكز الطبية لمواجهة كـوفيد-19 ودعم قدرات الاستجابة، وحماية نظام الرعاية الصحية العامة".

وحثّت المنظمات الإنسانية المانحين الدوليين على تقديم الإغاثة الفورية لمساعدة الملايين الذين تحمّلوا حتى الآن خمسة أعوام من الحرب، كما دعت جميع أطراف الصراع إلى الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار، والتمسك بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وأخذ كل التدابير الممكنة لحماية اليمنيين وضمان حصولهم على العلاج الطبي والمعلومات لاحتواء انتشار المرض القاتل في اليمن، وحثتها على السماح بالوصول دون إعاقة إلى المساعدات الإنسانية وتقديمها للمدنيين في عموم اليمن.