منظور عالمي قصص إنسانية

أوتشا: استهداف عمال الإغاثة الأجانب وخطفهم يشل عمل المنظمة داخل الكاميرون

طفلان في الأجزاء الناطقة بالإنجليزية من الكاميرون.
OCHA/Giles Clarke
طفلان في الأجزاء الناطقة بالإنجليزية من الكاميرون.

أوتشا: استهداف عمال الإغاثة الأجانب وخطفهم يشل عمل المنظمة داخل الكاميرون

السلم والأمن

يتعرض عمال الإغاثة إلى مضايقات واعتداءات واختطاف وابتزاز بشكل متزايد في المناطق الناطقة بالإنجليزية في الكاميرون، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

وقد بلغ الوضع حدا بات فيه ضروريا تقليص إيصال المعونات، مما يعرض العديد من الأرواح لخطر لا داعي له.

الوضع يهدد حياة كثيرين

وفي مؤتمر صحفي افتراضي عقده اليوم من جنيف، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لاركيه، إنه "خلال الشهرين الماضيين شهدنا زيادة كبيرة في الهجمات حيث أفادت ست وكالات إغاثة باختطاف عمالها أو احتجازهم بشكل غير قانوني في حوادث تهدد الحياة".

وأضاف: "هناك ممارسة واسعة الانتشار من قِبل الجماعات المسلحة غير الحكومية في إقامة نقاط تفتيش غير قانونية على طول طرق الإمداد الرئيسية واختطاف عمال الإغاثة".

الموظفون الضحايا يعانون من صدمات نفسية

تم الإفراج عن جميع الموظفين المتضررين من هذه الحوادث، لكنهم أصيبوا بصدمات نفسية بسبب تهديدات القتل التي تلقوها أثناء الاختطاف. وقد أثرت هذه القيود بشدة على عمل المنظمات الإنسانية في ظل عواقب على الناس الذين تخدمهم. وشهد الوضع في منطقتي الشمال الغربي والجنوب الغربي من الكاميرون، والذي بدأ كأزمة سياسية، اشتباكات عنيفة أدت إلى حالة طوارئ إنسانية معقدة حيث هناك 1.7 مليون شخص في المنطقة بحاجة إلى مساعدة.

وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، نقلاً عن منسق الشؤون الإنسانية في الكاميرون، أليجرا بايوتشي، إن "زيادة الهجمات مقلقة للغاية لأنها تأتي في وقت تتركز فيه الجهود بالفعل على توسيع نطاق مكافحة جائحة كوفيد-19".

وأشار إلى أن منسق الشؤون الإنسانية قد كرر دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وقف إطلاق نار الشامل أيضا في الكاميرون".

مشكلة حياة أو موت

إيفلين البالغة من العمر 65 عاما تقف في المكان الذي كان فيه بيتها قبل أن يحترق حيث قتل زوجها وثلاثة من أبنائها في هجوم شنته القوات العسكرية.
UNOCHA/Giles Clarke
إيفلين البالغة من العمر 65 عاما تقف في المكان الذي كان فيه بيتها قبل أن يحترق حيث قتل زوجها وثلاثة من أبنائها في هجوم شنته القوات العسكرية.

وأوضح المتحدث لاركيه، أن "عمال الإغاثة والمساعدات التي يقدمونها لأشد السكان ضعفاً، بإمكانها أن تحدث فرقا بين الحياة والموت لمجتمعات بأكملها في هذا الجزء من الكاميرون". وفي هذا السياق، فإن اختطاف عمال الإغاثة له تأثير مدمر على المعونات المنقذة للحياة.

وقال على حد تعبيره، إن "دوافع عمليات الاختطاف هذه هي في الغالب مفترسة، يختطفون مقابل الحصول على فدية أو للسرقة. كما فرضت العناصر المسلحة ما تسمى بـ "مدن الأشباح". إذ حددت أياما تمنع فيها الناس من الخروج. وقد استخدمت تلك العناصر أجهزة متفجرة مرتجلة في مناطق مأهولة بالسكان وأغلقوا الطرقات بين المدن لعدة أيام".

انعكاس المخاطر على شحنات المساعدة الإنسانية

وأفادت تقارير بأن قوات الأمن الكاميرونية قد أجلت حركة بضائع المساعدة الإنسانية.

وأكد المتحدث أن "هناك أيضا مشكلة مع القوات المسلحة النظامية هناك، القوات المسلحة الكاميرونية، التي حجبت وأوقفت الشاحنات ولا سيما التي تنقل المعونة. وصلتهم بعض التقارير تفيد باحتجاز العناصر المسلحة لمعدات وقائية كانت ستستخدم للعاملين في المجال الإنساني".

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن 450.000 شخص من بين 1.7 مليون شخص محتاج نازحون داخليا. وقد فرَّ 600.000 شخص بالفعل من العنف إلى أجزاء أخرى من البلاد. يحتاج ما مجموعه 2.3 مليون شخص في الكاميرون إلى الغذاء والمأوى والمواد غير الغذائية والحماية نتيجة للأزمة.