منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يشدد على ضرورة حماية اللاجئين والمهاجرين خلال جائحة كوفيد-19

يتجمع اللاجئون والمهاجرون عند معبر بازاركولي بالقرب من أدرنة بتركيا، على أمل السفر إلى اليونان.
© UNICEF
يتجمع اللاجئون والمهاجرون عند معبر بازاركولي بالقرب من أدرنة بتركيا، على أمل السفر إلى اليونان.

الأمين العام يشدد على ضرورة حماية اللاجئين والمهاجرين خلال جائحة كوفيد-19

المهاجرون واللاجئون

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن أمله في أن تؤدي أزمة كوفيد-19 إلى إعادة التفكير في كيفية دعم العالم للاجئين والمهاجرين والنازحين داخليا.

وقد أطلق غوتيريش يوم الأربعاء أحدث موجز للسياسات العامة بشأن الجائحة يذكّر الدول بالتزامها بحماية المرتحلين من الناس الذين يبلغ عددهم أكثر من 70 مليون شخص على مستوى العالم، وفقا لبيانات من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

"ما من بلد يستطيع أن يتصدى للجائحة أو ينظم الهجرة بمعزل عن الآخرين. لكن معا، سننجح في احتواء انتشار الفيروس، وتخفيف أثره على الأشخاص الأكثر ضعفاً والتعافي بشكل أفضل لما فيه مصلحتنا جميعا"، كما قال الأمين العام في رسالة مصاحبة لإطلاق الموجز.

أزمة تحمل في طياتها ثلاث أزمات

وبينما تواصل الجائحة تحطيم الأرواح وسبل العيش في جميع أنحاء العالم، إلا أن أكثر الفئات ضعفاً هي الأكثر تضرراً.

وتشمل تلك الفئات اللاجئين والنازحين داخلياً والمهاجرين الذين يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر، الذين يواجهون أزمة تخفي في ثناياها ثلاث أزمات، وفقاً للأمين العام.

وضع النساء والفتيات غير المستقر أصلا، زاد سوءا حيث استفحلت مخاطر تعرضهن للعنف القائم على نوع الجنس والاعتداء والاستغلال--أنطونيو غوتيريش

وتشكل جائحة كوفيد-19 في البداية أزمة صحية، إذ يمكن أن يتعرض الأشخاص المتنقلون للفيروس في ظروف الازدحام حيث يصعب الحصول على الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي في كثير من الأحيان، وحيث يكون التباعد الجسدي "ترفا بعيد المنال".

كما يواجه هؤلاء الناس أزمة اجتماعية-اقتصادية، وخاصة أولئك الذين يعملون في الاقتصاد غير الرسمي الذين لا يستطيعون الاستفادة من الحماية الاجتماعية.

قال السيد غوتيريش: "بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي فقدان الدخل بسبب جائحة كوفيد-19 إلى انخفاض حاد في التحويلات المالية يبلغ 109 بلايين دولار".

وبحسب الأمين العام، فإن هذا مبلغ يعادل نحو ثلاثة أرباع إجمالي المساعدة الإنمائية الرسمية، "وسيُحرم منه 800 مليون شخص ممن يعتمدون عليه من سكان الأوطان الأصلية".

مهاجرون يعبرون من فنزويلا إلى كوكوتا، كولومبيا.
© UNICEF/Santiago Arcos
مهاجرون يعبرون من فنزويلا إلى كوكوتا، كولومبيا.

أما الأزمة الأخيرة فتتعلق بالحماية، حيث فرض أكثر من 150 بلدا قيودا على الحدود لاحتواء انتشار الفيروس. غالبية الدول لا تعطي أي استثناء لملتمسي اللجوء.

"في الوقت نفسه، يؤجج الخوف من كوفيد-19 مشاعر كراهية الأجانب والعنصرية والوصم"، كما أشار الأمين العام، متابعا أن "وضع النساء والفتيات غير المستقر أصلا، زاد سوءا حيث استفحلت مخاطر تعرضهن للعنف القائم على نوع الجنس والاعتداء والاستغلال."

الشمولية والكرامة والأمان

بالنسبة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، توفر الجائحة فرصة "لإعادة تصور التحركات البشرية".

غير أن ذلك يحتم الأخذ في الحسبان أخذ أربعة أمور رئيسية، بدءا من الاعتراف بأن التهميش مكلف ويولد المغارم.

وأوضح السيد غوتيريش أن " تدابير الصحة العامة والاستجابة الاجتماعية - الاقتصادية الشاملة ستساعد في كبح جماح الفيروس وإعادة فتح اقتصاداتنا والنهوض بأهداف التنمية المستدامة".

يجب أن يظل الترحال البشري عملية آمنة لا تعرض الإنسان للتهميش ويُحترم في سياقها القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي للاجئين--أنطونيو غوتيريش

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى الحفاظ على الكرامة الإنسانية في مواجهة الأزمة، مشيراً إلى أنه يمكن استقاء الدروس من تلك الدول التي طبقت قيود السفر وضوابط الحدود دون أن تخلّ في نفس الوقت بحقوق الإنسان واحترام المبادئ الدولية لحماية اللاجئين.

وكرر أيضا الرسالة الأساسية ومفادها  بأنه لا مأمن لأحد حتى يكون الجميع في مأمن، مشددا على أن خدمات التشخيص والعلاج واللقاحات يجب أن تكون في متناول الجميع.

وأخيراً، شدد السيد غوتيريش على أن الأشخاص المتنقلين هم جزء من الحل، ودعا البلدان إلى استكشاف مسارات من شأنها تنظيم الهجرة وتقليل تكاليف معاملات التحويلات. وقال:
"مما لا شك فيه أن لنا جميعا مصلحة في التقسيم العادل لمسؤولية حماية اللاجئين من سكان العالم، وفي أن يظل الترحال البشري عملية آمنة لا تعرض الإنسان للتهميش ويُحترم في سياقها القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي للاجئين".

UN News
كلمة في كوفيد-19 والمرتحلين من الناس نيويورك، 3 حزيران/يونيه 2020