منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير جديد: الاتجاهات الحالية في إسرائيل وفلسطين تهدد إنجازات الحكومة الفلسطينية وقد تدفع لسياسات أكثر تشددا من كلا الجانبين

نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، يقدم إحاطة أمام مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.
UN Photo/Evan Schneider
نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، يقدم إحاطة أمام مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.

تقرير جديد: الاتجاهات الحالية في إسرائيل وفلسطين تهدد إنجازات الحكومة الفلسطينية وقد تدفع لسياسات أكثر تشددا من كلا الجانبين

السلم والأمن

عشية الاجتماع نصف السنوي للجنة الارتباط الخاصة، أصدر مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط ورقة تدعو إلى ضرورة التحرك لتجنب الانهيار الاقتصادي في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتحذر من تحركات أحادية يمكن أن تؤدي على الأرجح إلى نشوب الصراع وزعزعة الاستقرار.

وبحسب الورقة التي تغطي الفترة الواقعة بين الأول من أيلول/سبتمبر 2019 و15 أيّار/مايو 2020، فإن إسرائيل قد تشهد أكبر ركود اقتصادي في التاريخ، في حين يتوقع الفلسطينيون أزمة اقتصادية أسوأ بسبب جائحة كوفيد-19.

وفي المؤتمر الصحفي اليومي، قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الورقة التي صدرت عن مكتب المنسق الخاص نيكولاي ملادينوف تؤكد عدم كفاية الأطر التي تحكم العلاقات الاقتصادية والإدارية بين إسرائيل وفلسطين.

وقال دوجاريك: "يحذر ملادينوف من أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن إنجازات الحكومة الفلسطينية خلال الربع الأخير من القرن ستتلاشى وسيزداد وضع السلام والأمن سوءا وستؤدي حتما إلى سياسات متشددة وأكثر تطرفا من كلا الجانبين".

تدهور الوضع السياسي والأمني

بحسب التقرير، فإنه في الفترة التي سبقت جائحة كوفيد-19، تميّز الوضع على الأرض بشكل متزايد بخطوات أحادية، واتهامات وعنف واستمرار السياسات المرتبطة بالاحتلال العسكري الإسرائيلي بما في ذلك هدم المباني الفلسطينية وبناء الوحدات السكنية في المستوطنات غير القانونية والقيود المفروضة على حركة الفلسطينيين في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي الفترة نفسها، لم يتقدم الفلسطينيون نحو المصالحة وظلت حماس القوة الفعلية في القطاع.

ويأتي الاجتماع وسط تلويحٍ إسرائيلي بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، ورد فلسطيني بإلغاء الاتفاقيات الثنائية مع إسرائيل.

وفي بيان، دعا ملادينوف جميع الأطراف للقيام بدورها في الأسابيع والأشهر المقبلة من أجل الحفاظ على احتمالات حل الصراع عبر تفاوض على حل الدولتين، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية.

وتحذر الورقة من أن أي تحرّك من جانب إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة وأي انسحاب فلسطيني من الاتفاقيات الثنائية سيغيّر الديناميكيات المحلية بشكل كبير ويتسبب على الأرجح بصراع وعدم استقرار في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

Tweet URL

وتتواصل الأحداث الأمنية والسياسية بالتطور في الشرق الأوسط، وفي تغريدة على حسابه على تويتر، قدم ملادينوف أحرّ التعازي لأسرة الفقيد إياد الحلاّق، وهو شاب فلسطيني ثلاثيني قُتل برصاص إسرائيلي هذا الأسبوع، وكان أعزلا ويعاني من التوّحد. وقال ملادينوف: "إنها مأساة كان يجب ومن الممكن تجنبها" داعيا إلى التحقيق في الحادث.

لجنة الارتباط الخاصة

ويقدم مكتب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط الورقة أمام اجتماع لجنة الارتباط الخاصة نصف السنوي في 2 حزيران/يونيو، وتعمل اللجنة كآلية تنسيق على المستوى السياسي الرئيسي لتنمية المساعدات في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتترأسها النرويج بمشاركة كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالإضافة إلى ذلك تشارك بها الأمم المتحدة بالإضافة إلى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

تشير توقعات النمو المعدلة لعام 2020 إلى أكبر ركود في تاريخ إسرائيل ومن المحتمل أن يواجه الفلسطينيون أزمة اقتصادية أسوأ

وفي الظروف العادية، يقدم مكتب السيّد ملادينوف التقرير بالتفصيل حول التطورات السياسية وحقوق الإنسان والحماية والتطورات الإنسانية. إلا أن تقرير يوم الثلاثاء يسلط الضوء على استجابة الأمم المتحدة السريعة والدقيقة لكوفيد-19 في الأرض الفلسطينية المحتلة، والنجاح في جهود الوقاية.

وتشير الورقة إلى شواغل تتعلق بقدرة القطاع الصحي الفلسطيني على التعامل مع مواكبة الطفرة في الحالات وخاصة في غزة.

يُذكر أنه حتى الآن، قدمت وكالات الأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة 10 آلاف اختبار، وآلات مخبرية متطورة مثل أجهزة المدور الحراري PCR وأكثر من 100 ألف من أدوات الوقاية الشخصية وأجهزة تنفس وغيرها.

التأثير الاقتصادي والاجتماعي للجائحة

يشير التقرير إلى أن نسبة البطالة في إسرائيل بلغت نحو 25%، في حين تشير توقعات النمو المعدلة لعام 2020 إلى أكبر ركود في تاريخ إسرائيل. ومن المحتمل أن يواجه الفلسطينيون أزمة اقتصادية أسوأ، اعتمادا على مدى عمق ومدة الإغلاق المفروض بسبب الجائحة، ومن المرجح أن يشهد الاقتصاد الفلسطيني تراجعا بنسبة 7.6% عام 2020 وربما يصل إلى 11% في حالة تباطؤ التعافي أو المزيد من القيود إذا ظهر تفشٍ آخر. كما أن الإيرادات الشهرية للحكومة الفلسطينية انخفضت إلى أدنى مستوياتها في عقدين على الأقل.

وبحسب بيان مكتب ملادينوف، فإن التأثير الاقتصادي والاجتماعي لكـوفيد-19 على الشعب الفلسطيني هائل، وستحتاج السلطة الفلسطينية إلى المزيد من المساعدة المالية والإنمائية لتلبية الاحتياجات الصحية العامة وتقديم الخدمات الأساسية والاستجابة إلى التأثير الاقتصادي والاجتماعي للجائحة.

وتحثّ الورقة مجتمع المانحين على التعبئة استجابة لهذه الحالة الطارئة غير المسبوقة.