منظور عالمي قصص إنسانية

سفير النوايا الحسنة للصحة: على الدول وضع المصالح الذاتية جانبا، لأن جائحة كوفيد-19 لا تبالي بأحد

جيمس تشاو سفير النوايا الحسنة لأهداف التنمية المستدامة والصحة يخاطب اجتماعا حول الوقاية من الأمراض غير السارية.
UN Photo/Loey Felipe
جيمس تشاو سفير النوايا الحسنة لأهداف التنمية المستدامة والصحة يخاطب اجتماعا حول الوقاية من الأمراض غير السارية.

سفير النوايا الحسنة للصحة: على الدول وضع المصالح الذاتية جانبا، لأن جائحة كوفيد-19 لا تبالي بأحد

الصحة

كل سفيرٍ للنوايا الحسنة يقوم بدور مختلف في قيمته للناس. جيمس تشاو الصحفي البريطاني وسفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة لأهداف التنمية المستدامة والصحة يتواصل مع الناس في هذه الأوقات "المحيّرة" ويسعى لتقديم المعلومات الدقيقة حول جائحة كوفيد-19 للتصدي "لوباء المعلومات الخاطئة" واحتواء آثارها.

وفي مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة، قال جيمس تشاو إن جائحة كوفيد-19 جعلت البشر أكثر تواضعا وخضوعا، وأحدثت فاجعة في العالم الذي لم نعد نعرفه كما كان. وقال: "تنتمي منظمة الصحة العالمية إلينا جميعا، وتمثل نحو 200 دولة وتقف مع حقوق نحو ثمانية مليار شخص في كل مكان في العالم"، مشيرا إلى أنه أمر يجعل العالم يقف وقفة احترام للنساء والرجال العاملين في منظمة الصحة العالمية والذين يقومون بتقديم الصحة وتوفير الأمن والأمان للجميع في عالم شديد الغموض.

على الدول أن تكون أكثر ابتكارا

وتأتي تصريحات الصحفي المخضرم تزامنا مع انعقاد الدورة الثالثة والسبعين لجمعية الصحة العالمية، وهي الهيئة التي تتخذ القرارات في منظمة الصحة العالمية وتعقد اجتماعها على مدار يومين افتراضيا بسبب جائحة كوفيد-19. ودعا تشاو الوزراء والأعضاء المشاركين في الاجتماع إلى أن يكونوا مبدعين وجريئين في التعامل مع الجائحة. وقال: "ضعوا بياناتكم المكتوبة جانبا، ولا تتمسكوا بالصيغة، بل كونوا مبدعين وجريئين هذا ما يتطلبه الوضع الراهن منا. فالجائحة تسير بسرعة وهي ذكية ونحتاج إلى إيجاد طريق للالتفات عليها حتى نمضي قدما ونتمكن من التقاط الأنفاس".

كما دعا الدول إلى وضع المصالح الذاتية جانبا، لأن الجائحة لا تبالي بأحد إذا اعتنت الدول فقط بما يخصها وبشعوبها وحدودها، مشيرا إلى أن اجتماع جمعية الصحة العالمية يجب أن يشكل فرصة لخلق رؤية ومستقبل عالمي يقوم على الإنصاف والعدالة والطيبة.

نرفع القبعة لمنظمة الصحة العالمية

Tweet URL

وأشاد جيمس تشاو بجهود منظمة الصحة العالمية على مدار أكثر من 70 عاما من الزمن، فقد ساهمت في وضع حدّ للجدري منذ 40 عاما، والآن يقترب العالم من نهاية شلل الأطفال ومرض دودة غينيا وغيرها كثير.

وتابع يقول: "آمل في أن تدرك الدول الأعضاء من خلال هذه التجربة أهمية تمويل المنظمة بشكل مناسب وبالكامل. نحن نعيش في هذه الأوقات الاستثنائية وأمامنا تهديد غير تقليدي لأمننا، ولهذا فهذه حرب من نوع مختلف تستحق معركة خاصة بها. لا تسألوا ماذا يمكن لمنظمة الصحة العالمية أن تقدم لكم، ولكن اسألوا في البداية ماذا يمكن لنا جميعا فعله لمنظمة الصحة العالمية؟"

ويرى تشاو أن منظمة الصحة العالمية قامت بدورها على أكمل وجه منذ اليوم الأول لظهور الفيروس، ولاسيّما شراء وشحن أدوات الوقاية الشخصية للعاملين الصحيين في جميع دول العالم، وتقديم المعلومات عبر المؤتمرات الصحفية واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بطرق خلاقة لنقل المعلومات والرسائل. فضلا عن الحفلات الموسيقية الافتراضية التي جمعت شعوب العالم في مشهد ينمّ عن التضامن.

الدروس المستقاة

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فاشية كورونا هي "طارئة صحية عامة تثير قلقا دوليا" في 30 كانون الثاني/يناير ووصفتها بأنها جائحة في 11 آذار/مارس وأفادت المنظمة بأنها تواريخ تُظهر التنبيه والإنذار الذي أطلقته تزامنا مع توافر المعلومات.

ليس المطلوب منا أن نحب بعضنا البعض، لكن يجب الاعتراف بأهمية أن نكون معا في هذه الاستجابة -- سفير النوايا الحسنة

وأشار سفير النوايا الحسنة إلى أنه ثمة الكثير من الدروس التي يمكن تعلّمها تعلمها من خلال إعلان الفاشية بأنها طارئة صحية عامة تثير قلقا عالميا، وأهم هذه الدروس، على حدّ تعبيره، هو أن البشر جميعا ضعفاء، هشّون ومكسورون. وقال: "يمكننا المضي قدما فقط إذا اخترنا أن نتخذ نهجا موحدا، وليس المطلوب منا أن نحب بعضنا البعض، لكن يجب الاعتراف بأهمية أن نكون معا في هذه الاستجابة".

ومن بين الأشخاص الذين قام جيمس تشاو بمقابلتهم منذ ظهور كورونا: مارغرت تشان المديرة العامة السابقة لمنظمة الصحة العالمية التي قادت المنظمة خلال إيبولا وسارس وزيكا؛ ومديرا برنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؛ إضافة إلى مقابلات مع الأقليات ومع سكان تشاينا تاون في نيويورك الذين، رغم الاعتداءات العنصرية ضدهم، يقومون بتحضير الطعام وتقديمه للعاملين الصحيين في الولايات المتحدة.