منظور عالمي قصص إنسانية

نوجوتشي: إذا انتشر الفيروس فى المجتمع فسيكون له تأثير مدمر للغاية على قطاع غزة ككل

(من الأرشيف) إبراهيم، 10 سنوات، يحمل قطة في منزل أسرته، وهو ملجأ من القصدير في منطقة فقيرة جدا بالقرب من مدينة غزة.
UNICEF/El Baba
(من الأرشيف) إبراهيم، 10 سنوات، يحمل قطة في منزل أسرته، وهو ملجأ من القصدير في منطقة فقيرة جدا بالقرب من مدينة غزة.

نوجوتشي: إذا انتشر الفيروس فى المجتمع فسيكون له تأثير مدمر للغاية على قطاع غزة ككل

الصحة

تقوم وكالات الأمم المتحدة، ومن بينها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بجهود حثيثة لمساعدة المواطنين في قطاع غزة، والقيام بالاحتياطات اللازمة لمكافحة تفشي فيروس كورونا والاستعداد لأسوأ الاحتمالات.

وحذرت تلك الوكالات الأممية من أن انتشار فيروس كورونا سيكون له تأثير مدمر في حال انتشاره في قطاع غزة.

التفاصيل في الحوار التالي الذي أجراه مراسلنا حازم بعلوشة مع تشيتوسي نوجوتشي، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة.

تشيتوسي نوجوتشي، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في قطاع غزة.
Hazem Balousha
تشيتوسي نوجوتشي، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في قطاع غزة.

أخبار الأمم المتحدة: من وجهة نظر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كيف ترون الوضع في غزة؟

تشيتوسي نوجوتشي: أعتقد أننا كنا محظوظين للغاية هنا في غزة، لدينا فقط 15 حالة مؤكدة حتى الآن. وأعتقد أننا تمكنا من التعامل معها حتى الآن. تقوم السلطات بإدارة مراكز الحجر الصحي بدعم من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الأخرى. وحسب معرفتي، فإن الحالات الـ 15 لا تزال موجودة في مراكز الحجر الصحي، وهذا أمر بالغ الأهمية لأنه إذا انتشر الفيروس فى المجتمع فسيكون له تأثير مدمر للغاية على قطاع غزة ككل.

أخبار الأمم المتحدة: طالبتم موظفيكم بالبقاء في المنازل والعمل من هناك، هل انعكس ذلك على أدائكم وعملكم؟

تشيتوسي نوجوتشي: قمنا في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإجراء مناقشات مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى بهدف اتخاذ الاحتياطات الضرورية. ولذلك، فإنه وعلى الرغم من عدم وجود حظر تجول داخل غزة حتى الآن، فإن هناك أجزاء من فلسطين تخضع لحظر التجول، وهناك المزيد من القيود على الحركة. 

وقد علمنا أن المقاهي والمطاعم مغلقة في غزة وكذلك المساجد، والقاعات الكبيرة المخصصة لحفلات الزفاف جميعها مغلقة، ونحن ملتزمون بهذه القواعد. ولكن أبعد من ذلك، وبصفتنا وكالات تابعة للأمم المتحدة، فإننا نتحمل مسؤولية التأكد من أن موظفينا محميون بشكل جيد وأنهم غير معرضين لأي تلوث أو عدوى. ولذلك، فقد اتخذنا الاحتياطات وطلبنا من موظفي الأمم المتحدة العمل من المنزل. 

يعمل موظفو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من المنزل. ويعمل الموظفون الأساسيون فقط في المكتب. ولذلك، فنحن نتابع مشاريعنا وأنشطتنا التي نقوم بها، وننظر أيضا في ماهية الخدمات الأساسية التي نحتاج إلى متابعتها، وما هي الأنشطة التي يمكننا القيام بها من المنزل عبر الإنترنت، ونجري الاجتماعات عن طريق برامج زووم أو واتس آب أو أي وسائط أخرى متوفرة لدينا. ونحن نقوم بذلك بكل فاعلية.

أخبار الأمم المتحدة: هل قمتم بتقليص أي من أنشطة البرنامج أو إجراء تعديلات على بعضها؟

تشيتوسي نوجوتشي: فيما يتعلق ببرامجنا وأنشطتنا، لم نقم بتخفيضها بشكل كبير. في الواقع، وخلال أزمة كوفيد-19، قمنا بالتوسع في مجالات معينة، ونعيد برمجة أنشطتنا للتأقلم مع أزمة كوفيد-19. 

على سبيل المثال، في قطاع الصحة، لدينا دائما مشروع "المال مقابل العمل" الذي يدعم قطاعات مختلفة مثل الصحة والتعليم والبلديات والزراعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. تلك هي المجالات التي ندعمها من خلال مشروع "المال مقابل العمل" أو مشاريع خلق فرص عمل كريمة قصيرة الأمد. الآن، مع أزمة كوفيد-19، فإننا نتفهم أن الأولوية القصوى هي لقطاع الصحة، ولأن العديد من العاملين الصحيين مثل الأطباء أو الممرضات أو الفنيين يتم سحبهم لخدمة مراكز الحجر الصحي. أيضا الكثير من هذه الأنشطة الصحية المنتظمة، لا تقدم الخدمات الصحية بسبب نقل الناس، وسحبهم، للتأقلم مع استجابة كوفيد-19. لقد عززنا دعمنا للقطاع الصحي، لذلك بحلول شهر أيار/مايو، سيكون لدينا حوالي 700 عامل صحي، بمن فيهم الأطباء والممرضات والفنيون، الذين يدعمون تعزيز الخدمات الصحية خلال هذه الأزمة.

لقد ركزنا أيضا على البلديات، لأن البلديات المحلية هي التي تقدم الخدمات اليومية كجمع النفايات، كما توفر خدمات تعقيم وتطهير المرافق العامة في الأسواق. هناك  أكثر من 300 عامل في البلدية مدعومون من خلال مشاريعنا للتأكد من أن خدماتهم موجهة نحو الاستجابة لكوفيد-19. 

هذا في القطاع الصحي فيما يتعلق ببرنامج "المال مقابل العمل."

أما فيما يتعلق بالنفايات الطبية، فقد كان لدينا مشروع نفايات طبية لحسن الحظ، وهو مستمر بدعم من الحكومة اليابانية. وقد تمكنا من توسيع ذلك بتمويل آخر من النرويج والمانحين الآخرين، بحيث يتم تعديله والتأكد من معالجة النفايات الطبية بشكل صحيح، خاصة خلال أزمة الكوفيد-19. لأن الفيروس نفسه شديد العدوى. وإذا كنت لا تعامله بشكل جيد أو بشكل صحيح، فيمكن أن ينتشر، لذلك كنا ننظر في العديد من المنهجيات المختلفة. إحداها أجهزة الميكروويف وغيرها من أجهزة التعقيم، وأيضا بدعم من مجلس الخدمة المشتركة للتأكد من وجود الإجراءات المناسبة في مرافق الطب بالشراكة مع وزير الصحة، وذلك أيضا في مرافق معالجة النفايات. إذا، هذا مجال آخر يتعلق بالصحة.

تشيتوسي نوجوتشي، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في قطاع غزة.
Hazem Balousha
تشيتوسي نوجوتشي، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في قطاع غزة.

أخبار الأمم المتحدة: تحدثتم عن التدخل في قطاع الصحة. ماذا عن المجالات الأخرى؟

تشيتوسي نوجوتشي: حسنا، كما تعلمون، كانت غزة تعاني من الانهيار الاقتصادي. لقد ارتفع معدل البطالة إلى 50%. أعتقد أنه  يبلغ الآن حوالي 43 %، ويبلغ حوالي 64% بين صفوف الشباب، على ما أعتقد. لكن النسبة ارتفعت إلى 70% في وقت ما، وبالتالي فإن معدل البطالة مرتفع جدا. كما أن معدل الفقر مرتفع ويقارب 53%. ولذا في وضع مثل غزة، حيث يعاني الناس بشدة، فإن أزمة كوفيد-19 سيكون لها بالفعل تأثير مدمر. لذلك سيكون هناك المزيد من الناس الذين سيتوقفون عن العمل. 

أعتقد أن وزارة العمل المحلية أشارت إلى أن حوالي 109 آلاف شخص إما خارج وظائفهم أو يعملون بوظائف جزئية. وأجرى اتحاد الصناعات الفلسطيني تقييما أشار فيه إلى توقف 954 شركة من أصل 2,609 شركة، فضلا عن تأثر 13،000 وظيفة. وبهذا فقد كان لأزمة كوفيد-19 تأثير اقتصادي واجتماعي يتجاوز الأزمة الصحية. 

وإلى جانب دعم خلق فرص عمل قصيرة المدى، فإننا نتطلع في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى دعم مصانع إنتاج المواد الغذائية، على سبيل المثال، والتي لا تزال بحاجة إلى أن تعمل خلال أي أزمة، وكذلك المواد الكيميائية، مثل مواد النظافة والمعقمات، والأشياء ذات الصلة بالأزمة الحالية. سندعم المصانع، وسنتأكد من تعقيمها بحيث لا يتعرض العمال للخطر. كما نقوم الآن بتعزيز دعمنا في الجوانب متوسطة وطويلة المدى. قمنا بإعادة توجيه عملنا من خلال مشروع التعافي الاقتصادي المستمر، الذي تدعمه شركة التنمية السويسرية. فنحن ظللنا ندعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والحاضنات والأساليب المبتكرة بالشراكة مع معهد تكنولوجيا الأعمال (BTI). 

أخبار الأمم المتحدة: هل واجهتم أي صعوبات في جمع التبرعات بسبب الأزمة العالمية؟

تشيتوسي نوجوتشي: أنت على حق، فالعالم بأسره يعاني من أزمة اقتصادية. وتعلم أن الدول المانحة تسعى جاهدة للتأكد من أن اقتصاداتها تعمل وأنها قادرة على التعافي. لكننا كنا محظوظين لأننا تمكنا من الحصول على دعم من شركاء مخلصين جدا ومتبرعين ومساهمين جيدين. وأحد الأشياء التي سمحوا لنا في القيام بها هو إعادة برمجة تمويل البرنامج الحالي، حتى نتمكن من تلبية أو تكييف نهجنا مع الأزمة الحالية.

لقد تلقينا بعض التمويل الجديد أيضا للعمل المرتبط بكوفيد-19. نحن نتطلع إلى المزيد من زيادة الموارد على المدى المتوسط إلى طويل الأجل، لأنه كما تعلمون، سيكون لأزمة كـوفيد-19 تأثير طويل الأجل. وبهذا المعنى، فإننا بحاجة إلى جمع المزيد من الموارد لدعم الانتعاش الاقتصادي الاجتماعي. أعتقد أنه وبرغم الأزمة التي يمر بها العالم، إلا أن هناك دولا تفكر حقا في أكثر الفئات ضعفا، ومن الواضح أن غزة تضم أكثر الأشخاص ضعفا في العالم.

Soundcloud