ذاقت مرارة اللجوء ثلاث مرات، جول زاهار: حكاية لاجئة من الروهينجا تبلغ من العمر تسعين عاما
لعقود من الزمان، ظلت أقلية الروهينجا تتعرض إلى القمع والاضطهاد، دون أن تلوح في الأفق أي بادرة تضع حلا لهذه الأزمة المتفاقمة. تعد جول زاهار، وهي لاجئة مسلمة من الروهينجا، تبلغ من العمر 90 عاما، خير مثال على هذه الأزمة الإنسانية.
وقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي زار مخيمات كوكس بازار في بنغلاديش، قبل عامين، أزمة اللاجئين الروهينجا بأنها "كابوس على الصعيد الإنساني ومجال حقوق الإنسان."
ذاقت جول زاهار مرارة اللجوء ثلاث مرات في حياتها. حيث فرت لأول مرة عام 1978، ثم مرة أخرى في عام 1991، قبل أن يجبرها القمع، مرة ثالثة، علىاللجوء إلى بنغلاديش في أغسطس 2017، بعد إحراق قريتها.
الهروب إلى بنغلاديش بحثا عن السلام
بعد انتهائها من الاستماع إلى آيات من القرآن الكريم حفظتها على هاتفها، تحدثت زاهار مع موظفي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وقالت إنها لم تكن لتترك أرضها لولا أنها أجبرت على ذلك.
"سبب قدومنا إلى هنا هو التعذيب الذي مارسه ضدنا جيش ميانمار. كنا نأمل في أن نجد بعضا من السلام هنا في بنغلاديش."
تعيش زاهار الآن في مخيم كوتوبالونج، الذي يعد أكبر موقع للاجئين في العالم، إذ يضم نحو 600 ألفروهينجي لجأوا إلى بنغلاديش هربا من العنف في ميانمار.
وبرغم الوهن وضعف البصر، إلا أن زاهار مازالت قادرة على أداء بعض الأعمال المنزلية اليومية في خيمتها التي تتشاركها مع تسعة آخرين من أفراد أسرتها.
أربعة أجيال في المنفى
عانى مسلمو الروهينجا عقودا من القمع في ميانمار. فأربعة أجيال من عائلة زاهار يعيشون الآن في المنفى. كما يقول ابنها أولي أحمد:
"كان عمري 18 عاما عندما هربنا إلى بنغلاديش في المرة الأولى. عشنا في المخيمات لمدة أربع سنوات ثم عدنا إلى ميانمار. الآن، وبعد 25 سنة، ها نحن نعود مرة أخرى إلى المخيمات في بنغلاديش."
حلم بالعودة برغم تقدم السن
برغم تقدمها في السن، تحرص جول زاهار على المشي بضع خطوات يوميا. إذ إن ملامسة قدميها للأرض يذكرها بتراب ديارها، التي بالرغم من أنها تركتها خلفها لكنها ما تزال تحملها داخلها، مصممة على الاحتفاظ بها أملا في العودة مرة أخرى.
"سأعود مرة أخرى إذا تحقق السلام في بلدي. فكل ممتلكاتي وبيتي هناك. أريد أن أموت هناك في سلام."